اتساقاً مع تحذيرات يمنية ..
صنعاء / متابعات :تتزايد المخاوف الدولية من قيام تحالف بين عناصر الشباب المؤمن في الصومال وبين عناصر القاعدة في اليمن ،وهو الأمر الذي يتسق مع التحذيرات التي كررتها اليمن عن المخاطر التي تمثلها القاعدة على مضيق باب المندب الذي يمثل احد أهم شرايين الملاحة الدولية .المخاوف الدولية جاءت هذه المرة من واشنطن حيث أعلن مدير مركز مكافحة الإرهاب ماثيو أولسن أمام الكونغرس الأميركي أن احتمال قيام تحالف بين المتمردين الإسلاميين الشباب وتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب يمثل «قلقًا» لواشنطن.وأكد اولسن في جلسة استماع عامة أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب أن «تحالفا محتملا بين الشباب وتنظيم القاعدة في جزيرة العرب (...) يثير قلقا».وتتطابق المخاوف الأمريكية مع تحذيرات لنائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي أشار في لقاء له مع سفراء عدد من الدول في العاشر من يوليو الماضي إلى أن القاعدة في اليمن تمثل خطراً على باب المندب والملاحة الدولية .وحذر هادي من أن قرب المنطقة من القرن الأفريقي وسيطرة تنظيم القاعدة على بعض المواقع هناك خصوصا في الصومال يجعل الأمر خطيرا على الملاحة في خليج عدن وباب المندب وحتى رأس الرجاء الصالح وان حوالي 3 ملايين برميل من المشتقات النفطية تمر من مضيق باب المندب معرضة للأخطار في حالة تدهور الوضع الأمني.المسؤول الأميركي رد على سؤال للنائب الجمهوري عن نيويورك بيتر كينغ عما إذا كان مقتل الإمام الأميركي اليمني أنور العولقي في 30 أيلول/ سبتمبر شرق صنعاء سيؤثر على تقارب ممكن بين الكيانين أم لا. بالقول:إن القلق بشأن إمكانية قيام تحالف «لن يتأثر بشكل كبير بمقتل العولقي».حسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية .ويمثل التعاون اليمني الأمريكي في مكافحة الإرهاب دوراً مهماً في مواجهة خطر الإرهاب في المنطقة وهو ما أشار إليه الرئيس الأمريكي باراك اوباما عقب مقتل أنور العولقي وقال:هذا النجاح تكريم لمجتمع مؤسسة المخابرات الأمريكية وأيضاً لجهود اليمن وقواته الأمنية الذين عملوا بشكل وثيق مع الولايات المتحدة على مدى السنوات العديدة الماضية.وأردف قائلا:« لقد لاقى العولقي حتفه بسبب قرار الحكومة والشعب اليمني بالدخول في شراكة مع المجتمع الدولي لهدف وجهد مشترك».وكان أنور العولقي الأمريكي من أصل يمني قائداً للعمليات الخارجية لتنظيم القاعدة في الجزيرة العربية حسب الرئيس الأمريكي اوباما الذي أشار إلى أن العولقي ومنظمته يتحملون المسؤولية المباشرة في مقتل الكثير من المواطنين الأمريكيين اليمنيين بسبب عقيدته وأيديولوجيته البغيضة واستهداف المدنيين الأبرياء وهذا أمر يرفضه كل المسلمين والناس من الأديان المختلفة.وفي تموز/ يوليو، اتهم مسؤول مفترض في حركة الشباب بالإرهاب في نيويورك بعد احتجازه سرا في مبنى أميركي. وكان على علاقة بالإمام المتشدد أنور العولقي. وقال مسؤول اميركي إن احمد عبد القادر وإرسام «كان محادثا رئيسا» بين الشباب الصوماليين وفريق العولقي في اليمن.واعتبر مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي آي) روبرت مولر الذي كان يشارك أيضاً في جلسة الاستماع أمس الأول الخميس، انه على الرغم من مقتل أنور العولقي وسمير خان - مشتبه به آخر أميركي باكستاني قتل في الوقت نفسه-، فان «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب يبقى تهديدا كبيرا للبلاد، ويجب أن نبقى متيقظين في ردنا على هذا التهديد».وبدأت علاقة الشباب المجاهدين في الصومال بتنظيم القاعدة في اليمن تتضح بشكل اكبر في أكتوبر من العام 2009م حين أعلنت وزارة الداخلية اليمنية عن ضبط ستة صوماليين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة .وقالت الداخلية اليمنية حينها إن الأجهزة الأمنية بمديرية المخا اشتبهت بمواطن صومالي يدعى نور عمر ورسمة ضبطته مع 5 صومال آخرين في جامع فاطمة بالمخا ،وضبطت بحوزته كمبيوتراً محمولاً وختماً خاصاً بجمعية المنهل الخيرية في مدينة مقديشو الصومالية ،مرجحة أن يكون ورسمه هو من العناصر المطلوبة في تنظيم القاعدة.وبعدها بأشهر وتحديداً مطلع يناير من 2010م ظهرت العلاقة بين الجانبين إلى العلن حين أعلنت جماعة شباب المجاهدين الإرهابية في الصومال أنها ستمد الإرهابيين في اليمن بالسلاح والعتاد والأفراد .وأظهرت المعلومات الأمنية أن تهديد الشباب المجاهدين في الصومال بدعم القاعدة في اليمن كان حقيقياً حيث كشف نائب الرئيس عبدربه منصور هادي -خلال استقباله سفير فرنسا بمناسبة انتهاء فترة عمله في اليمن الأربعاء الماضي - عن تواجد عناصر أجنبية تقاتل مع عناصر القاعدة في أبين من بعض الدول العربية والإسلامية مدللا بمقتل باكستانيين وعنصر شيشاني في أبين.وكان قائد اللواء 25 ميكا العميد محمد الصوملي الذي حوصر لأكثر من ثلاثة أشهر من قبل عناصر القاعدة في أبين أكد مقتل أكثر من 600 من عناصر «القاعدة» خلال المواجهات مع قوات اللواء 25 ميكانيكا منذ أواخر مايو الماضي بينهم العشرات من قيادات التنظيم وأجانب من جنسيات سعودية وباكستانية ومصرية وصومالية.وكانت مؤسسة دولية متخصصة في تقديم الاستشارات في مجال الإرهاب حذرت من مخاطر تصاعد الإرهاب في اليمن وعدد من دول العالم ووضعت اليمن في المركز السادس عالميا في مؤشر تزايد مخاطر الإرهاب .وذكرت مؤسسة ميبلكروفت العالمية للتحليلات مطلع أغسطس الماضي أن الصومال هو أكثر الدول عرضة لهجوم إرهابي تليه باكستان والعراق وأفغانستان ودولة جنوب السودان الجديدة.مدير مركز مكافحة الإرهاب ماثيو أولسن أكد أيضاً أن الأجهزة الأميركية لمكافحة الإرهابيين لا تزال قلقة بشأن «جهود دعائية» تبذلها قاعدة الجهاد في جزيرة العرب لتجنيد متطرفين في الدول الغربية.وقال اولسن «إننا نراقب كيف سيؤثر مقتل العولقي وخان على الآلة الدعائية لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».وألقت الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام الجاري بظلالها على نشاط تنظيم القاعدة الذي استغل الأزمة ليوسع نشاطه في عدد من المحافظات اليمنية في مقدمتها محافظة أبين التي استطاعت عناصر القاعدة أن تسيطر على عاصمتها مدينة زنجبار مستفيدة من الدعم الذي وفرته لها القوى المعارضة الساعية إلى الانقلاب على الشرعية الدستورية،وتورط أطرافها خصوصا حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين) الذي لقيت بعض قياداته مصرعها وهي تقاتل في صفوف القاعدة في أبين ،قبل أن يتكشف أن أنور العولقي لقي مصرعه أثناء خروجه من منزل القيادي الإصلاحي خميس عرفج أحد قيادات التجمع اليمني للإصلاح(الإخوان المسلمين في اليمن) في محافظة الجوف والذي قدمه حزب الإصلاح كمرشح للانتخابات في عام 2003م عن دائرة حزم الجوف.وفي المقابل فان القيادات العسكرية المتمردة وعلى رأسهم اللواء علي محسن الأحمر- وهو ذو ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة- قدم دعماً ومساندة لعناصر القاعدة سواء من خلال القيادي في القاعدة وصهره طارق الفضلي ،أو من خلال مساندته لها بالسلاح وهو ما كشفت عنه رسميا -عقب نجاح القوات المسلحة في سبتمبر المنصرم - وزارة الدفاع اليمنية التي أكدت أن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والألغام والصواريخ التي كانت بحوزة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة والتي تم الاستيلاء عليها من قبل القوات المسلحة أثناء قيامهم بفك الحصار عن اللواء 25 ميكا بمحافظة أبين وتطهير عدد من المناطق التي كانت تتمترس فيها تلك العناصر ، كانت صرفت لقيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى المدرعة، غير أن قيادة المنطقة الشمالية والفرقة الأولى المدرعة سلمتها للعناصر الإرهابية.