سارة عادل محمود كانت سوسن في الثانية عشرة من عمرها، تدرس في الصف السابع الابتدائي، وتهوى كتابة القصص وخصوصا قصص الأطفال وهي أيضا متفوقة بدراستها.وذات يوم أقامت المدرسة مسابقة في القصة القصيرة ، فبادرت بالمشاركة، وكتبت قصة جميلة جدا قدمتها للمدرسة ، وفي يوم المسابقة طلبت إدارة المدرسة من الطالبات قراءه قصصهن ، فقرأت كل طالبة قصتها، وعندما حان دور سوسن وقفت على المسرح وقالت:بسم الله الرحمن الرحيم، أتمنى أن تنال هده القصة إعجابكم، وهي بعنوان(فتى الحقول) اسمعوها: في بلدة جميلة مليئة بالحقول والمروج والمراعي والجداول والأنهار والبحيرات الصغيرة ، وتتمتع بهوائها العليل ، وسكانها الذين يعيشون بمحبة ووئام، كان هناك ولد في الثانية عشرة من عمره يدعى عمر يعيش مع والدته في منزل صغير.كان يدرس في الصف السادس ، وهو ولد مهذب وذكي ، وعندما أكمل دراسته أرسلته والدته إلى المدينة ليكمل دراسته فيها لان بلدتهم ليس فيها دراسة بعد الصف السادس.وعندما وصل إلى المدينة التحق بالمدرسة، كان مهذباً جدا، أحبه المدرسون، أما زملاؤه الطلاب فكانوا يسخرون منه ويقولون كيف لفتى الحقول أن يدرس معنا؟ انك لا تعرف شيئا سوى رعى الأغنام ويضحكون، وعمر كان يحزن كثيرا ويقول في نفسه سوف أثبت عكس ذلك تماما. فكان يذاكر بجد واجتهاد، ولا يكترث بما يقولوا له الطلبة حتى جاء الامتحان، دخل الامتحان وتفوق وحصل على المركز الأول ، بعد ذلك احترمه جميع الطلاب وأحبوه واعتذروا منه لما بدر منهم من سوء أدب فقبل اعتذارهم وقال لهم:اسمعوا مني هده النصيحة (لا تحكموا على الشخص من هيئته أو من البيئة التي يعيش فيها بل احكموا عليه من أخلاقه) قالوا له:صدقت يا عمر ثم تصافحوا وعادوا أصدقاء. وعندما بدأت العطلة الصيفية عاد عمر إلى والدته وحكى لها ما حصل له بالمدرسة وما لقي من الطلاب من سخرية واستهزاء وكيف اعتذروا له وكيف هو قبل ذلك الاعتذار وما هي النصيحة التي قدمها لهم، فرحت الأم بذلك كثيراً. وعندما أكملت سوسن القصة صفق لها الجميع، وحازت على الجوائز الكثيرة وقدمت لها الهدايا والشهادة التقديرية، فرحت سوسن بذلك وعادت إلى المنزل وأخبرت والديها فأقاموا لها احتفالا كبيرا. من مجموعة زائل الظل