إعداد/ زكي الذبحاني فترة الحمل من الفترات المهمة في حياة المرأة الحامل وأسرتها، وحتى ينمو الجنين بطريقة سليمة فهو بحاجة إلى أم صحيحة الجسم وجيدة التغذية فهي مصدر الغذاء الوحيد للطفل، فليس عليها تناول طعام لشخصين، بل كل ما عليها فعله هو تناول عدد من الأطعمة الطازجة غير المصنعة، ولكي تجتاز الحامل فترة الحمل بهدوء وسلام يجب عليها أن تتبع نظاماً دقيقاً في التغذية حتى تستطيع إنجاب طفل سليم، والقدرة على إرضاعه رضاعة طبيعية ناجحة، فقد يؤدي سوء التغذية إلى مضاعفات خطيرة على الأم وطفلها. ويعتبر الحمل أشد الحالات الفيسولوجية ضغطا على الجسم، لذلك يتطلب من المرأة الحامل إضافات في الاحتياجات الغذائية ويجب توفير هذه الاحتياجات الإضافية ابتداء من الشهر الرابع من الحمل ولا حاجة إلى زيادة كمية الطعام في الأشهر الأولى من الحمل، وتستمر هذه الاحتياجات الإضافية أثناء الرضاعة أيضاً، والرغبة المفاجئة في تناول بعض الأطعمة ( الوحام ) كالبصل والمخلل، والموز خلال فترة الحمل أمر شائع. فإذا رغبت الحامل بطعام معين عليها أن تشبع نهمها إليه بحدود المعقول، هذا إذا لم يكن يسبب عسر الهضم. [c1]وزن الحامل [/c]يزداد وزن المرأة الحامل خلال فترة الحمل بحيث لاتقل هذه الزيادة عن كيلو غرام والسيدات اللواتي لا يزداد وزنهن بالقدر الكافي خلال الحمل، غالباً ما يلدن أطفالاً قليلي الوزن ومعرضين للإصابة بالأمراض وسوء التغذية أكثر من غيرهم من الأطفال الذين يولدون بوزن طبيعي، فمن المهم أن يزيد وزن المرأة الحامل كل شهر أثناء فترة الحمل، بحيث تكون مجموع زيادة الوزن أثناء الحمل ما بين (8) كيلو جرامات و (10) كيلو جرامات، وتكون هذه الزيادة في الوزن خلال الحمل تدريجية وخاصة في الأشهر الأخيرة للحمل، لكن إذا ارتفع وزن الحامل فجاة فإن عليها مراجعة المركز الصحي فوراً.وفي الوقت الذي يجب فيه على الحامل الحذر من الزيادة الكبيرة في وزنها من خلال نظام غذائي مناسب، فإنه يجب ألا تحاول إنقاص وزنها خلال فترة الحمل لأن الوزن الزائد في هذه الفترة ينقص عادة بعد الولادة، كما أن الرضاعة تساعد كثيراً على فقدان الكثير من الدهون التي تراكمت خلال الحمل وتسهم المتابعة المنتظمة للحامل في المركز الصحي خلال فترة حملها في كشف عدم الزيادة في الوزن وتلافي المسببات والتأكد من سلامة الحمل. [c1]مغذيات ضرورية [/c]تسهم التغذية الجيدة للأم في بناء جسم قوي وقادر على تحمل احتياجات الحمل والأوضاع، فالتغذية الجيدة لا تعني شراء أطعمة خاصة أو مرتفعة الثمن، إذ يمكنها تناول كميات إضافية من الطعام إذا كان مغذياً ومتنوعاً يحتوي على العناصر الغذائية المهمة لبناء الجسم ووقايته من الأمراض.ومن هذه المغذيات : التنويع في أكل المواد الغذائية التي تمد الجسم بالطاقة اللازمة للقيام بالنشاطات المختلفة وتتركز في البروتينات لأن حاجة الحامل إليها تزداد خلال فترة الحمل ومن هذه المواد الغذائية المهمة ( اللحوم - الألبان - البقول الجافة - الحبوب المتنوعة والخضار ).الإكثار من الفاكهة الطازجة التي تحتوي على الكثير من الفيتامينات والألياف التي تساعد على تجنب الإمساك. يجب أن تكثر المرأة الحامل من شرب السوائل المفيدة ( كعصير البرتقال، الموز المخفوق مع الحليب، الفاكهة، شوربة الخضار، الحليب ).الكالسيوم والفوسفور من المواد الضرورية لسلامة نمو نظام الطفل وأسنانه التي تبدأ تشكلها من الأسبوع الثامن وسوف تحتاج الحامل إلى ضعف حاجتها العادية من الكالسيوم أثناء الحمل ونقصها يعرض الطفل لمرض الكساح بعد الولادة، ويؤخر ظهور أسنانه، وهذان العنصران موجودان بوفرة في الحليب (اللبن ) واللبن الرائب ( الزبادي ) ويفضل اختيار أصناف منخفضة الدسم كالحليب المقشود ( بدون قشدة ) مثلاً ومشتقاته والبيض الطازج خاصة إذا كان غير كامل الطبخ أو نيئاً والخضروات. الإكثار من الخضروات داكنة الخضرة مثل (السبانخ - الملوخية - البقدونس) والفاصوليا، الكبد ، الكلاوي، العسل الأسود وذلك لتوفر عنصر الحديد فيها لمنع فقر الدم فكثيراً ما تحتاج الحامل إلى مقدار إضافي من مركبات الحديد يصفها لها الطبيب. [c1]فيتامينات مهمة [/c]تحتاج الحامل إلى كميات وفيرة من الفيتامينات فالفيتامين (أ) موجود في الحليب ومشتقاته كالزبدة وفي أكثر أنواع الخضروات والجزر يحتوي على كمية وافرة منه وهو يمنع ضعف البصر ويحول دون حمى النفاس. نقص فيتامين (ب) يؤدي إلى التهاب الأعصاب وإلى خمود تقلصات الرحم أثناء الولادة الأمر الذي يطيل زمن الولادة وقد يعسرها، وتوجد منه كمية كبيرة في قشر القمح والفواكه.أما فيتامين (ج) فهو موجود بوفرة في (الليمون والبرتقال، الفراولة، الطماطم) وتعاطيه أثناء الحمل يحول دون النزيف ويساعد على بناء مشيمة قوية تمكن الجسم من مقاومة العدوى، كما يسهل امتصاص الحديد فهو متوفر في الفاكهة الطازجة والبقول الخضراء ( المعالجة بالبخار ) أو النيئة. يجب أن تشكل الألياف جزءاً مهما من نظام غذاء الحامل اليومي، فهي تساعد على منع الإمساك، الذي يكثر خلال الحمل وتعد الفاكهة والخضار مصادر مهمة لها، إذ بإمكانك تناول كميات كبيرة منها خلال النهار وهذه الألياف تتمثل في ( خبز دقيق - مكسرات مشكلة - توت - معكرونة - بازيليا - ثمار المشمش المجففة - أرز أسمر - كراث زبيب ). [c1]أطعمة محضورة [/c] تجنب الأطعمة التي تعرضت للكثير من التصنيع كالماكولات المعلبة والمخلوطات الجاهزة، فالأطعمة المصنعة تحتوي غالباً على فائض من السكر والملح، كما قد تحوي الكثير من الدهن والمواد الحافظة والمنكهة والملوثة غير الضرورية. تجنب الأطعمة الساخنة التي تقدم في مطاعم التجمعات والوجبات الجاهزة التي تباع في السوبر ماركت والدواجن الجاهزة للأكل (ما لم تكن ساخنة جداً)، فهذه الأطعمة كلها تحوي البكتيريا التي قد تنتقل إلى طفلك وتهدد حياته. تجنب شرب حليب الماعز غير المعقم وكل منتجاته لما يمكن أن تحتويه من طفيليات. تجنب تعاطي القات والسوائل كالقهوة، الشاي، المشروبات الغازية، والشوكولاته الساخنة فإن الكافيين - وهو مادة موجودة في كل المشروبات - لها تأثير ضار على الجهاز الهضمي لذا يجب ألا تتناول الحامل أكثر من ثلاثة أكواب من المشروبات المحتوية على الكافيين في اليوم الواحد، بل من الأفضل أن تتخلى عنها كليا، إذا أمكن والاستعاضة عنها بالكثير من المياه المعدنية. يجب على الأم الحامل الابتعاد عن التدخين ( السجائر - المداعة - الشيشة) أو تناول العقاقير بدون مشورة أثناء فترة الحمل، لأنه يمكن أن يعرض الجنين للمخاطر التي قد تؤدي للتشوهات الخلقية للأجنة أو وفاتهم فيجب على المرأة الإقلاع عن هذه العادات الضارة وعدم تناول أية أدوية أثناء الحمل إلا عند الضرورة. الإقلال من تناول الأطعمة السكرية والمالحة والمصنعة. وعلى الحامل أيضاً أن تتجنب الأغذية التي تؤدي إلى اضطراب عملية الهضم، كالأطعمة المجففة واللحوم المقددة والأسماك المملحة والفجل والبصل والكرنب والبهارات والحوامض.إذا لم تحصل المرأة الحامل على تغذية جيدة فقد تصاب بفقر الدم ( الأنيميا ) وهي أمراض سوء التغذية وأكثرها شيوعاً الأنيميا الناتجة عن نقص الحديد حيث يشعر المصاب بالأنيميا بالتعب والإجهاد السريع عند بذل أي مجهود، ويبدو مرضى فقر الدم شاحبي الوجوه والشفاه والأظفار ويصبح لون اجفانهم من الداخل باهتا. [c1]نصائح وإرشادات [/c]زيارة المرفق الصحي بانتظام. قياس وزن المرأة الحامل. قياس ضغط الدم. إعطاؤها أقراص الحديد لتساعدها على إبقاء دمها ودم طفلها قوياً، وتؤخذ هذه الأقراص بعد تناول الوجبة الرئيسية مباشرة. ختاماً .. لا نعني بهذا الاهتمام بالمرأة الحامل فقط بل يجب الاهتمام بتغذية المرأة بعد الولادة لتعويض ما فقدته أثناء الحمل والولادة والعمل على ضمان مرور فترة كافية قبل حدوث حمل آخر بحيث لا تقل هذه الفترة عن السنتين، وذلك حتى يسترد جسمها مخزونه من الغذاء ويسترجع قدرته اللازمة لرعاية طفلها الرضيع وتأمين احتياجات الحمل عند حدوثه بعد سنتين كما أن فوائد التغذية السليمة للحامل تتمثل في تقليل نسبة وفيات المواليد والولادات المبكرة والإجهاض وتسهيل عملية الولادة وتساعد الأم على تكوين وإفراز اللبن، وحتى نضمن ولادة مأمونة وإنجاب أطفال أصحاء بإذن الله.
غذاء المرأة الحامل
أخبار متعلقة