بسبب السلطة والخضار
اعداد / أماني العسيريتزايد الحديث عن بكتيريا (الايكولاي) مؤخرا ، فقد سجلت إصابات بهذه البكتيريا التي تسبب نزيفاً في الجهاز الهضمي وفي الحالات الأكثر خطورة فشلاً كليوياً، في 12 بلداً.إلا أن سبب تفشي البكتيريا التي تصيب خصوصاً النساء غير معروف. وقد وصل عدد الوفيات في أوروبا إلى 22 بينهم 21 في ألمانيا، وإصابة حوالي 2300 بالمرض. وسرعان ما قيل أن الخضار وراء تفشي «ايكولاي» لكنه لا شيء مؤكداً حتى الآن.وأفادت الأبحاث المتعلقة حول معرفة سبب انتشار البكتيريا المعوية التي فجعت بها الدول الأوروبية مؤخرا و التي أدت إلى وفاة أكثر من 20 شخصا وإصابة أكثر من 1500 ، وكشفت نتائج الأبحاث أن مصدر انتشارها قد يرجع إلى مزرعة في مدينة ويزلين في ولاية سكسونيا السفلى الواقعة شمالي ألمانيا ، عبر فحص عينات من براعم مستنبتة كانت تنتجها المزرعة ، إلا أنه لم يتضح بشكل قاطع وجود البكتيريا المعوية في تلك البراعم .حيث قال( خيرت ليندرمان ) المتحدث باسم وزارة الزراعة في ولاية سكسونيا السفلى : إن هناك أدلة تشير إلى أن مصدر الإصابة المحتمل هي مزرعة في جنوب هامبورغ ، وهي مغلقة حاليا .ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن المتحدث باسم الوزارة قوله « إن عددا كبيراً من الأشخاص أًصيبوا بالعدوى بعد تناولهم الطعام في مطاعم تلقت بضائع من المزرعة ذاتها » .قد كانت المزرعة توزع عبر وسطاء تجاريين 18 نوعاً مختلفا من البراعم إلى المتاجر والمطاعم والكافتيريات ، وتجار الجملة والعملاء الفرديين .ويؤكد د. مجدي بدران استشاري طب الأطفال وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن بكتيريا «إ كولاي» تنتشر بكثرة في القناة الهضمية للإنسان والحيوانات ذات الدم الحار. ولهذه البكتيريا أنماط عديدة أغلبها غير ضار إلا أن بعضها يمكن أن يسبب أمراضاً خطيرة تنتقل عبر الغذاء، ويعد نمط «ايكولاي أو157 اتش7» الأكثر تأثيراً على الصحة.وتنتقل هذه البكتيريا إلى البشر من خلال تناول الأطعمة الملوثة، مثل منتجات اللحوم النيئة أو التي لا يتم طهيها جيداً وكذلك الألبان.ويمكن لبكتيريا «ايكولاي» أن تنمو في درجة حرارة تتراوح بين 17 و50 درجة مئوية وبالتالي يمكن القضاء عليها عبر الطهي إلى مستوى 70 درجة حرارة أو أكثر للقضاء عليها.وللوقاية من العدوى بهذه البكتيريا يستوجب اتخاذ عدة إجراءات لمقاومتها في مختلف مراحل السلسلة الغذائية بدءاً من مرحلة الزراعة إلى التصنيع ثم إعداد الطعام إلى جانب توخي قواعد النظافة والسلامة أثناء عملية ذبح الأبقار والإبل وتثقيف العاملين في سلخ الجلود ومصنعي منتجات اللحوم بطرق التعامل النظيف مع الأطعمة.[c1]ما هي بكتيريا ( الايكولاي ) ؟[/c]هي بكتيريا عصوية الشكل لا ترى بالعين المجردة مثل كافة أنواع البكتيريا، يبلغ طولها 2 ميكرون وقطرها 0.5 ميكرون ، ويبلغ حجمها 7 ميكرون مكعب الميكرون جزء من مليون جزء من المتر، وتعيش بصورة طبيعية في أمعاء الجهاز الهضمي للإنسان والثدييات، وتستوطن الأمعاء في الأيام الأولى للحياة من أيدي المحيطين بالوليد.وقد اكتشفت هذه البكتيريا بواسطة طبيب الأطفال الألماني إشريك تيودور سنة 1885، وسميت «إشريشيا كولاى» نسبة لأسم المكتشف ولوجودها في القولون (الأمعاء الغليظة)، حيث تلتصق بالأمعاء وتؤثر على الدم، والكليتين، وأحياناً حتى الجهاز العصبي المركزي.وتتلخص اعرضها عادة في حدوث إسهال دموي ، فشل كلوي ونوبات صرع ، لكن أعراضها اختلفت حاليا فقد ظهرت على معظم المصابين أعراض قاتلة لتحلل مكونات الدم التي تؤثر على الكلى مباشرة . ومن المتوقع أن هذه البكتيريا هي من النوع ( O104 ) الذي يعتبر نادراً جدا وهو يشبه إلى حد ما في الأعراض بكتيريا الإيكولاي من النوع( O157 ) والمعروفة طبيا منذ عام 1980م ..وتتراوح مدة حضانة هذه البكتيريا بين 3 إلى 4 أيام وعادةً ما يشفي المريض في حوالي عشرة أيام، إلا أنه هناك نسبة قليلة من المرضى ولاسيما الأطفال الصغار والكبار في السن وقد تؤدي العدوى إلى مرض مهدد للحياة مثل الفشل الكلوي الحاد والأنيميا ونقص الصفيحات الدموية وقد تسبب في مضاعفات عصبية، مثل الجلطة والغيبوبة.[c1](ايكولاي) السلطة [/c]أثبت الأبحاث أن هذه البكتيريا مصدرها هي الخضروات الأوروبية على الرغم من أن التقارير المبدئية حددتها على وجه الخصوص ب «الخيار» فقط إلا أن هذه البكتيريا ظهرت أيضا في أنواع أخرى من الخضروات. فعلى الرغم من أن مسببات هذه البكتيريا كانت تقتصر على اللحم غير المطبوخ جيدا، والبيض إلا أنه مؤخرا تسببت الخضروات أيضا في ذلك . واعتبر أن مكونات طبق السلطة مثل الخيار والطماطم بالإضافة إلى البروكلي والبازلاء والعدس والفول هو ما ساعد على انتشار هذه البكتيريا حيث أضاف « تزرع في المزرعة مجموعة كبيرة من البقوليات من بذور تم استيرادها من بلدان مختلفة » .هذا ما زاد من صعوبة معرفة المصدر الحقيقي لهذه الخضروات لهذا لا يزال العلماء حائرين في تحديد بؤرة انتشار عدوى البكتيريا المعوية.وفي أطار ذلك أصدرت السلطات الصحية في ألمانيا تعليمات للمواطنين بتجنب أكل الخضروات النيئة، وخاصة الطماطم والخيار والخس .[c1]طرق العدوى [/c] أوضح بدران أن العدوى تحدث عن طريق الفم بواسطة تلوث الخضروات، وقد حدث الشك المبدئي في ألمانيا في الخيار والطماطم والخس ولكن لا دليل. حيث كانت العدوى في الماضي تقتصر على اللحم غير المطبوخ جيداً, والبيض إلا أن الخضروات خاصةً الخيار دخلت السباق، تسمم غذائي بدأ في بعض المطاعم، ري الخضروات بمياه ملوثة، الماء الملوث.وتكثر الإصابة في النساء بصورة غريبة فوق العشرين عاماً، حيث إن 60 % من حالات الإسهال الدموي و71 % من حالات متلازمة الفشل الكلوي والأنيميا، والسبب غير معروف ولكن ربما بسبب أن النساء أكثر احتكاكا بالأغذية المحتمل تلوثها.[c1]السيطرة والاحتواء[/c] وبشأن الاحتواء والسيطرة على انتشار هذه البكتيريا القاتلة قال (جون دالي ) مفوض الشؤون الصحية في الاتحاد الأوروبي ، إن «هذه أزمة خطيرة على الرغم من احتوائها جغرافيا ، فإنها قضية تحتاج للسيطرة عليها ، كما أننا نرغب في التأكد من عدم حدوثها مجددا » .لذا وحتى يعرف السبب على وجه التأكيد يرى المسئولون الألمان :1ـ أن على الناس تجنب أكل الطماطم غير المطبوخة ، والخيار ، والخضار المورقة كالخس وغيرها وخصوصا تلك المستوردة من شمال ألمانيا حتى إشعار آخر.2 - وكما ترى وكالة حماية الصحة في المملكة المتحدة أن المسافرين القادمين من ألمانيا مع وجود أية أعراض للإسهال أو النزلات المعوية يجب إحالتهم فورا إلى الجهات الطبية المتخصصة .3 - وأكدت الوكالة أيضا أن غسل الفواكه والخضروات قد يلعب دورا فعالا في القضاء على الجراثيم العالقة بها .4 - كذلك تقشير الخضروات و الفواكه أو طبخها يساهم كثيرا في الحد من الجراثيم .[c1]الوقاية[/c]- رى الخضر والفاكهة بمياه غير ملوثة.- غسل الأيدي جيداً.- طهي الطعام خاصة اللحوم جيداً مع التقليب المستمر حتى يصل مركز الطعام إلى 70 درجة مئوية.- شرب الألبان المغلية جيداً أو المبسترة.- حفظ الأطعمة في الثلاجة وإبعاد الأطعمة المطبوخة عن النيئة.- تجنب تناول السلطة والخضروات غير المطبوخة.- الحذر من المسافرين من مناطق موبوءة خاصةً الذين لديهم أعراض متشابهة خاصةً الإسهال الدموي.- غسل الفواكه والخضروات جيداً.- غسل اليد جيداً خاصةً بعد استعمال الحمام، وقبل إعداد الطعام أو تناوله.- تقليم الأظافر وعدم إطالتها.- تقشير الخضروات والفواكه وطبخها يقلل إلى حد ما من نشر العدوى.[c1]هل المضاد الحيوي.. علاج ؟[/c]أكد بدران أنه لا يوجد دور للمضادات الحيوية ولا لأدوية الإسهال ولا للأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء. فالمضاد الحيوي لم يثبت له أي فائدة في العلاج بل على العكس فهذه البكتيريا تحمل جينات تجعلها تقاوم العديد من المضادات الحيوية التي ربما تزيد من المضاعفات الكلوية وتحلل الدم سبعة عشر ضعفاً وتفسير ذلك أن المضادات الحيوية تدمر هذه البكتيريا فتنطلق منها كميات كبيرة من السموم. أما الأدوية التي تبطئ حركة الأمعاء والأدوية القابضة التي تكسب الإمساك فهي الأخرى تجعل الميكروبات تستوطن بصورة أفضل بدلاً من التخلص منها وتسمح بالسموم بالتراكم داخل الأمعاء. وتستخدم المضادات الحيوية فقط في حالة التأكد من وجود إلتهابات في أنسجة أخرى غير الأمعاء[c1]تراجع في نسبة الإصابة[/c]في إعلان جديد بشأن تراجع عدد المصابين ببكتيريا « إي كولاي» المسببة للنزيف المعوي قال وزير الصحة الألماني دانييل : إنه تم تسجيل انحسار طفيف في حالات الإصابة الجديدة ببكتيريا «إي كولاي» المسببة للنزيف المعوي . وأضاف :أن السبب في ذلك هو ازدياد الوعي الصحي لدى المواطنين الألمان وإتباعهم التحذيرات المتعلقة باستهلاك الخضروات النيئة.وعمدت مجموعة من الدول إلى تطبيق حظر الاستيراد للخضروات من دول الاتحاد الأوربي منها السعودية والصين ، حيث قررت السعودية عدم استيراد السلطات المعلبة كإجراء احترازي ، بينما ستبدأ الصين بفرض الفحوصات الطبية على المسافرين القادمين من الدوال الموبوءة ، حرص على عدم انتشار العدوى في الأراضي الصينية .