أكد الحكمة القائلة (لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس)
إعداد / دنيا هانيبالصبر والعزم والإرادة والإيمان بقدرة الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء يستطيع الإنسان الوصول إلى المستحيل حتى ولو بلغ سن التسعين، ففي عملية جراحية لم تستغرق أكثر من ساعة واحدة بمستشفى دبي استرد المواطن الإماراتي علي عبد الله بدوات (90 عاماً) بصره بعد 15 عاماً من العمى والعتمة والحبس داخل المنزل لفترة طويلة.وكان علي قد أصيب بالعمى في إحدى عينيه وهو صغير السن ثم انتقل إلى العمل موظفاً في السعودية بعين واحدة، ولما عاد إلى العمل حارساً في موطن رأسه (حتا) بالإمارات كان يسير ساعات طويلة تحت أشعة الشمس ما أثر سلباً على عينه المبصرة. وتدريجياً بدأت عينه تفقد بصرها حتى اختفى تماماً وصار كفيفاً ما جعله حبيس المنزل لسنوات عديدة تردد فيها على مستشفيات خاصة في الدولة وسافر إلى الهند أكثر من مرة بحثاً عن علاج يعيد النور إلى عينيه لكن الأطباء أخبروه بأن حالته ميئوس منها ولا علاج له. ولكنه لم يفقد الأمل وعزم على ألا يستسلم للمرض وما أصابه من ابتلاء من الله عز وجل وواصل رحلة البحث عن علاج حتى استقبله مستشفى دبي وتولت حالته الدكتورة موزة بن دخين التي بشرته أن هناك أملاً في أن يسترد بصره من خلال زراعة قرنية جديدة. وحين سماعه هذا الخبر لم يتمالك نفسه من السعادة، وبعدها سلم عينيه إلى الدكتورة التي أجرت له فحوصات عديدة وخضع لجراحة استمرت ما يقارب الساعة وما أن أزالوا الرباط عن عينيه حتى أبصرت عيناه النور ورأى من جديد وأستطاع أن يشاهد أولاده كما شاهد لأول مرة أحفاده الذين رزقه الله بهم وهو كفيف.وأصبح الآن علي قادراً على السير إلى أي مكان دون مساعدة أحد وقادراً على التوجه إلى دبي كل بضعة أيام بمفرده ويعود إلى (حتا) ليقضي وقته كله مع أولاده وأحفاده الذين حرم من رؤيتهم طوال السنوات الأخيرة. وكانت أمنيته طوال سنوات العمى أن يؤدي العمرة وعندما استردد بصـره توجه إلى مكـة وكانت سعادتـه لا توصف حين رأى الكعبة.وقالت الدكتورة موزة علي بن دخين استشارية ورئيسة قسم أمراض العيون في مستشفى دبي: إن علي قدم إلى المستشفى يعاني العمى الكلي ويسير بمساعدة العصا الخاصة بالمكفوفين لكنه الآن استرد 60 % من بصره وستزيد هذه النسبة خلال بضعة أشهر مع استقرار حالته تماماً.وأوضحت أن علي خضع لجراحة توصف طبياً بأنها (كبرى ودقيقة) تم خلالها إزالة المياه البيضاء وزراعة عدسة وقرنية تم استيرادها له من الولايات المتحدة الأمريكية. وأضافت: حين قدم علي إلى المستشفى كان ينتظر منا الإجابة التي سمعها كثيراً في الخارج وهي أن حالته لا علاج لها لكن كان لدينا أمل كبير في أن زراعة قرنية جديدة له ستعيد له بصره وهو ما حدث.