صحيح إن مصر الكنانة هي أم الدنيا، مصر برجالها وشبابها، بنسائها وأطفالها وشيوخها، بأغنيائها وفقرائها، بتاريخها وإرثها التليد، إنها ما تزال في العلا، برغم ثورة شبابها التي ما تزال تجتث الماضي البالي، وتعيد بناء الدولة التي أرستها في (25 فبراير) هذا العام، لتصبح مصر حقيقة، مصر الخالدة، وأن الزعماء والقادة لهم دورهم فقط، وتبقى الأوطان هي الخالدة!“أناديكم .. أشد على أياديكم، وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم” .. هكذا صدح خيال توفيق زياد وجسد ملحمته الشعرية الخالدة أيضاً، وها هي اليوم تكون في أولى خطوات لم الشمل، ودفن الانقسامي إلى الأبد .. ها هم الأشقاء في فلسطين تجمعهم مصر المحروسة في لحظة تاريخية فارقة، ما يزال للمحروسة قصب السبق فيها، بعد أن كان العدو يراهن على أن مصر لن تفعل شيئاً، لكن ما حدث هو العكس تماماً.. فقد حانت ساعة الحقيقة وتقدمت مصر كثيراً لتقول للعالم إنها ما تزال رائدة الحركة التحررية والوطنية والقومية العربية، وها هم الفلسطينيون اليوم يلتقون ويضمدون جراحهم بنسيان الماضي والحفاظ على الوطن كحفاظهم على عيونهم وأبنائهم وحياتهم كلها..إن المصالحة بين القوى الفلسطينية بكل أطيافها هي انتصار للأمة العربية ولتاريخها الكفاحي، ولدماء الشهداء والمسجونين إلى في سبيل الوطن السليب الذي سيتحرر إن شاء الله تعالى عن قريب، وما التقاء القادة الفلسطينيين يوم أمس إلا خطوة أولى في معركة التحرير ضد المحتل الغاصب.إن ما يجري من مؤامرات تحيكها الإمبريالية ضد دولنا ووطننا العربي من أجل المخلب الجهنمي في وطننا “إسرائيل” الباغية المغتصبة، وهي التي كانت تقول “نتفاهم مع من، مع فتح أم مع حماس، وهما في حرب وشقاق، نريد التفاهم مع جهة معتبرة دولياً” وعندما التقى الإخوة في مصر يوم أمس ظهر “النتن - ياهو” ليقول:”إما أن تكون فتح معنا أو مع حماس” هذا هو سلامهم المنحوس، وهكذا انكشفت نواياهم الخبيثة التي ترعاها أميركا وتدفع بها إلى الأمام لاستعمار الوطن العربي من جديد، ولكن هيهات فلقد تغيرت الأمور، وظهرت الحقيقة وتجلت النوايا.. وسلمت لنا يافلسطين حرة كريمة بعاصمتك القدس المقدسة، وسلمت لنا يامصر المحروسة وليحرسك الله لتؤدي دورك على مر التاريخ إن شاء الله.[c1]ويا حبيبتي يا مصر، يا مصر، ياقائدة ثورة العصر![/c]وباي باي للفرقة والانقسام .. فالفلسطينيون قد ترقبوا هذا الحدث ساعة بساعة، واستمعوا لكلمات “أبو مازن وخالد مشعل ورئيس المخابرات المصرية” راعية التصالح، ولم يعد بعد هذا أي مبرر لردود أفعال قد تظهر لا قدر الله تعالى، والتاريخ لن يرحم أي منتكس، وثقتنا أن ساعة النصر الفلسطيني قد لاحت وعقاربها قد تحركت ولن تعود إلى الوراء .. أبداً .. أبداً .. أبداًً.
أخبار متعلقة