وقائع أليمة توارت عن الكثيرين تفاصيلها،بفعل التهميش واللامبالاة ، ما أثنى العقول عن التصرف بإيجابية تحت حجب التسليم، دون أخذ العبرة أو العظيمة، وكأن شيئاً لم يكن.فالحمل وما اقترن به من أخطار هو ما عبرت عنه بهذا الوصف وهو المقصد، لما له من مآلات وعواقب مريرة.وهذا _ بالطبع - يفرض معرفة ملامحها ومؤشراتها الأولية قبل أن تتخذ منحى التصعيد والتدهور المفضي إلى ما لا تحمد عقباه.إن من مؤشرات وعوامل تلك الأخطار أعراضاً معينة تبدو عادية للبعض، لكن فيها من الغرابة ما يفرض - بجدية - عرض المرأة الحامل على الطبيبة المتخصصة، لا أن نضع الأمر موضع تخمين يستبعد وجود مشكلة أو وشوك حدوثها ونصدر أحكاماً لا أساس لها من الصحة، كأن نصفها بأنها (محنة وستزول)، فيخوننا التقدير لنفيق على تدهور خطير أو كارثي، إن صح التعبير.تذكر المصادر الطبية جملة من هذه الأعراض - نستعرضها للحيطة والحذر - وأبرزها :- نزول دم مهبلي ولو بسيط خلال الحمل مؤلم أو غير مؤلم مهما كانت كميته.- تقيوء مستمر وشديد.- ألم شديد في البطن.- صداع شديد.- زغللة النظر، وطنين في الأذن.- حدوث تشنجات.- تورم القدمين واليدين والوجه.- حدوث إفرازات مهبلية غزيرة ذات لون غير طبيعي ورائحة أو وجود حكة.- انعدام الإحساس بحركة الجنين خلال الحمل بدءاً من الشهر الخامس.قد يقول قائل : إن ظهور هذه الأغراض يمكن أن يصعد مخاوف الناس خشية ما لا تحمد عقباه!!والجواب أن هذا ليس إلا شكلاً من أشكال حماية الأم الحامل وحفها بالرعاية الصحية من خلال عرضها على الطبيبة المتخصصة متى استجد شيء أو ظهرت أعراض من قبيل ما ذكرناه.علاوة على أهمية أن تنال الحامل حقها بالزيارة المنتظمة للمرفق الصحي لمتابعة حملها، وعدد هذه الزيارات في الأحوال العادية - عند الحد الأدنى - أربع زيارات خلال فترة الحمل، وهكذا نقضي على المخاوف ونضع الأمور في نصابها، لاسيما أن بعض تلك الأعراض يمكن أن ترافق الحمل، وإذا ما تفحصتها الطبيبة عند معاينتها للحالة فلا شك سترسي قواعد صحية من شأنها التخفيف من آثار الحمل على الأم الحامل، وليس بالضرورة أنها على حافة خطر يبقى تلافيه وتجنبه ضرورة ملحة للحفاظ على صحة الأم وسلامة حملها، إنما الحذر والتصرف بمسؤولية واجب حتمي يبدد الشكوك عن كل ما يستعصي على الناس فهمه من أمور الطب التي تترك لذوي الاختصاص المتمرسين.ولعل ما يستدعي اهتماماً أكبر ويفرض بالضرورة مراجعة المرأة الحامل للمرفق الصحي بشكل أكثر - على غير العادة - ما تتطلبه من مراقبة للحمل من كثب على فترات قصيرة، ومشورة وإرشادات صحية من نوع معين، كأي من هذه الحالات:الحمل المبكر في سن أقل من عشرين عاماً.الحمل بعد سن الخامسة والثلاثين.- وجود مرض مزمن مع الحمل، مثل (ارتفاع ضغط الدم - السكر - فقر الدم - الصرع - أمراض القلب - أمراض الكلى)، أو أية أمراض مزمنة أخرى.- حمل التوأم.- الإحساس بوضعية غير طبيعية للحمل أو الجنين.- عندما تكون الولادات السابقة أكثر من أربع ولادات.- الإجهاض المتكرر لأكثر من مرة.- الإصابة بانسمام الحمل (ارتفاع ضغط الدم المصاحب للحمل).- ولادة طفل ميت في السابق.- ولادة سابقة بعملية قيصرية.- الولادة المبكرة قبل اكتمال مدة الحمل.- إصابة الحامل بنزف أثناء حمل سابق أو بعد ولادة سابقة.- إنجاب أطفال دون الوزن الطبيعي، أي أقل من (2.5 كيلو جرام)، أو ذوي أحجام كبيرة (أكثر من 4 كيلو جرامات).إذن الأحرى - على كل حال - التصرف الآلي بمسؤولية عبر إحالة الحامل ومتابعة مراحل حملها، فإذا ظهرت مشكلة أو لاح ظهورها كان أجدى احتواؤها من البداية للوصول بالحمل إلى بر الأمان.
حوامل تحت طائلة الخطر
أخبار متعلقة