أهالي الجنوب والبقاع يبدأون رحلة العودة مع سريان وقف النار في لبنان
بيروت / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
زحف الآلاف من أهالي مناطق الجنوب والبفاع عائدين إلى منازلهم اليوم الأربعاء، بعد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لإنهاء الأعمال القتالية بين إسرائيل و"حزب الله" اللبناني، ودخول الاتفاق حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من صباح اليوم الأربعاء بالتوقيت المحلي (02:00 بتوقيت غرينتش).
ويمهد الاتفاق الطريق لإنهاء صراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل أودى بحياة آلاف منذ اندلعت شرارته بسبب الحرب في قطاع غزة العام الماضي، وبعد الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا أمس الثلاثاء في بيان مشترك أنهما ستعملان "مع إسرائيل ولبنان على التأكد من التطبيق الكامل" لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، كما أكد الرئيسان الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون في بيانهما أنهما "مصممان على الحؤول دون تسبب النزاع بدورة أخرى من العنف".
وشدد الرئيسان على أن هذا الاتفاق "سيحمي إسرائيل من التهديد الذي يشكله 'حزب الله' وغيره من المنظمات الإرهابية العاملة انطلاقاً من لبنان"، وقالا إن "هذا الأمر سيخلق الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء المستدام وسيسمح للسكان على جانبي الخط الأزرق بالعودة الآمنة لديارهم"، في إشارة إلى خط ترسيم الحدود الأممي بين لبنان وإسرائيل.
وشدد بايدن وماكرون على أن الولايات المتحدة وفرنسا اللتين تعملان منذ أسابيع للتوصل إلى هذه الهدنة "ملتزمتان الاضطلاع بدور رائد في دعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات الجيش اللبناني، وتعزيز التنمية الاقتصادية في كل أنحاء لبنان بغية تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة".
وأعلن بايدن الثلاثاء أن وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من الساعة الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلي، بعد موافقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية عليه.
من جانبه دعا الرئيس الفرنسي إلى "انتخاب رئيس من دون تأخير" في لبنان، وقال ماكرون في رسالة مصورة عبر حسابه في منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي إن "هذه مسؤولية السلطات اللبنانية وكل أولئك الذين يمارسون مسؤوليات سياسية بارزة، واستعادة سيادة لبنان تتطلب انتخاب رئيس للجمهورية من دون تأخير".
وقبل ساعات فقط من سريان وقف إطلاق النار أصدرت إسرائيل إنذارات بالإخلاء لمناطق في الضاحية الجنوبية لبيروت، وبعد التحذير بوقت قصير شنت سلسلة غارات سمع دويها في العاصمة بيروت، ومن جانبه قال "حزب الله" إنه قصف "أهدافاً عسكرية" في تل أبيب وضواحيها بمسيرات "نوعية".
وفي وقت سابق أعلن الحزب قصف مناطق في شمال إسرائيل ليل الثلاثاء، وتبنى عبر بيانات منفصلة قصف مناطق عدة شمال إسرائيل من ضمنها تجمع للقوات الإسرائيلية في مستوطنتي شتولا وكريات شمونة، إإضافة إلى قاعدة عسكرية شمال مدينة عكا.
إلى ذلك أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، التمسك بسيادة لبنان على كل أراضيه براً وبحراً وجواً، مشدداً على المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب، ما يُسقط الحجج التي يرتكز عليها العدو.
وقال ميقاتي، في كلمة بعد جلسة مجلس الوزراء، اليوم: «نبدأ، اليوم، مسيرة إعادة ما تهدَّم، ونُعلِّق الأمل على الجيش لإعادة الأمن إلى الجنوب»، مضيفاً: «أكدنا التزام الحكومة بتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بكل بنوده».
وتابع ميقاتي: «إننا نعيش لحظات استثنائية، والمسؤولية كبرى وجماعية للتكاتف وبناء دولة تحمي المكتسبات»، مضيفاً: «نستعيد ثقة العالم بنا، ونعيد ثقة اللبنانيين بالدولة، ونؤكد المرجعية الأمنية للجيش في الجنوب».
وطالب ميقاتي بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار، والانسحاب من الأراضي التي احتلها، مضيفاً: نحن على ثقة تامة بأن الغد سيكون أفضل للبنان، شرط أن نضع خلافاتنا جانباً.
وأوضح أن الجميع كان يراهن على فتنة، ولكننا رأينا رغم صعوبة الأوضاع الاجتماعية احتضان المواطنين لبعضهم البعض»، متمنياً أن يحمل هذا اليوم الأمن والاستقرار للبنان رغم الوجع.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» اللبناني حيز التنفيذ، في وقت مبكر من صباح اليوم الأربعاء، بعد أن وافق الجانبان على اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وفي كلمته اليوم الأربعاء، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، على أن لبنان طوى لحظة تاريخية كانت الأخطر عليه، مؤكداً أنها هددت شعبه وتاريخه وثرواته.
وناشد اللبنانيين الوحدة من أجل بلادهم، لافتا إلى أن اللحظة الحالية هي اختبار لكل الطوائف اللبنانية من أجل إنقاذ البلاد.
كما تابع أن على الجميع الإسراع باختيار رئيس للجمهورية يجمع ولا يفرق، موضحاً أن الأولوية اليوم تكمن بالحفاظ على وحدة لبنان وبناء مؤسساته الدستورية.
إلى ذلك، ناشد من فروا خارج لبنان جراء الحرب للعودة.
وأعلن بدء مرحلة جديدة بعد وقف النار، مشددا على أن لبنان اليوم بات في أمس الحاجة للوحدة الوطنية تصون سيادته.
جاء هذا بعدما شهدت ساعات الصباح الأولى من اليوم الأربعاء، دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، فيما تدفق النازحون إلى قراهم.
ونص اتفاق وقف النار الذي رعته الولايات المتحدة، على وقف مبدئي للقتال لمدة شهرين، على أن ينسحب حزب الله من جنوب لبنان.
كذلك ضمن انسحاب القوات الإسرائيلية تدريجيا من القرى التي دخلتها على الحدود اللبنانية، وانتشار الجيش اللبناني في المنطقة، فضلا عن منع تهريب السلاح، وحصر مسألة شراء الأسلحة بيد الدولة اللبنانية والقوات المسلحة.
كما من المقرر أن تقوم لجنة دولية بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة فرنسا، بمراقبة الالتزام بالاتفاق.
وخلال الساعات التي سبقت دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة الرابعة فجرا بالتوقيت المحلي، احتدمت الأعمال القتالية مع تكثيف إسرائيل غاراتها الجوية على بيروت وضاحيتها، فضلا عن الجنوب لاسيما صور والبقاع شرقاً، بالإضافة إلى قصف أكثر من 3 معابر شمالاً في عكار على الحدود مع سوريا.
فيما أفادت السلطات الصحية بمقتل 18 شخصا على الأقل خلال الساعات القليلة الماضية.
وكانت السعودية قد رحبت اليوم الأربعاء، بوقف إطلاق النار في لبنان، مثمنةً جميع الجهود الدولية المبذولة بهذا الشأن.
وأعربت، في بيان لوزارة خارجيتها، عن أملها بأن يقود ذلك إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان، وعودة النازحين إلى منازلهم بأمن وأمان.
من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافة.
وأكد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه الدعم الكامل لاستقرار لبنان، وممارسة الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، داعياً إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية احتياجات المتضررين، وعودة النازحين، وإعمار ما دمرته الحرب.
وأعرب طه عن أمله بأن يكون هذا الاتفاق خطوة نحو تحقيق وقف فوري للعدوان على قطاع غزة وجميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.
وجدَّد دعوته إلى إنفاذ قرارات الشرعية الدولية فيما يخص الوضع في فلسطين والأراضي المحتلة، وخاصة تمكين الشعب من تجسيد حقه في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.
كما رحّبت الرئاسة الفلسطينية، اليوم الأربعاء، بالإعلان عن دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في لبنان.
وأعربت الرئاسة، في بيان أوردته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، عن أملها في أن تسهم هذه الخطوة في وقف العنف وعدم الاستقرار، اللذين تعانيهما المنطقة جراء السياسات الإسرائيلية التي تقود المنطقة إلى الانفجار الشامل، مشددة على «ضرورة الإسراع في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2735 الخاص بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، ومنع تهجير أبناء شعبنا من القطاع، وتمكين دولة فلسطين من مسؤولياتها كاملة هناك».
وعبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن دعم دولة فلسطين الكامل استقرار لبنان الشقيق وأمنه، وضمان إعمار ما دمرته الحرب..متمنياً للشعب اللبناني الشقيق دوام التقدم والاستقرار.