في المدارس .. الطلبة الأقوياء يسيطرون على زملائهم الضعفاء !!
د.ابراهيم بن حسن الخضيريمر الطلبة في المرحلة المتوسطة والثانوية بفترة عمرية عصيبة ، حيث لم تتشكل شخصية الطالب بعد ، وفي هذه المرحلة يعاني بعض الطلبة الضعفاء من أنهم يصبحون كبش فداء لبعض زملائهم الأقوى منهم، وبذلك تتأثر الحياة التعليمية لعدد من الطلاب و ربما ترك البعض من هؤلاء الطلاب المدرسة ، وقد مر علي خلال عملي بعض الطلاب والطالبات الذين تركوا الدراسة نتيجة التنمر الذي يمارس عليهم من قبل بعض زملائهم.إن مرحلة المراهقة مرحلة خطيرة في حياة الشاب والفتاة ، فالدراسات النفسية تشير إلى أن نسبة عالية من المراهقين والمراهقات يعانون من اضطراب الاكتئاب ، وتصل نسبة الإصابة بالاكتئاب إلى 13 % منهم ، وهذه نسبة عالية بكل المقاييس. و الاكتئاب في هذه المرحلة العمرية لا يأتي باضطرابات مزاج مثلاً ؛ كأن يقول الشخص المكتئب الكبير : أنا أشعر بانخفاض مزاجي وأفقد اهتمامي بكل ما في الحياة. المراهق تأتي صورة الاكتئاب عنده باضطرابات سلوكية ، مثل العدائية والعصبية و اختلاق المشاكل مع زملائه في المدرسة وربما اللجوء إلى التدخين و أحياناً إلى للتعاطي المخدرات، خاصة في الدول الغربية ، وإن بدأت الآن هذه المشاكل تغزو مناطقنا العربية ، و ربما نكون نحن في المملكة العربية السعودية مستهدفين من قبل مهربي المخدرات ، خاصة فئة الأطفال والشباب و المراهقين الذين هناك من يوهمهم بأن حبوب مثل حبوباً الكبتاجون ( الايمفيتامين ) تساعدهم على المذاكرة والسهر ، والحقيقة أن هذه الحبوب خطيرة جداً ، وتقود أحيانا إلى ترسيب أمراض عقلية خطيرة.[c1]أعراض نفسية[/c]ربما تكون هناك مشكلة للطالب مع بعضٍ من زملائه أو ربما تكون لديه بعض المشاكل مع مدرسيه. أمر آخر في غاية الأهمية وهو أن يكون هذا الفتى يعاني من اضطراب الاكتئاب ، وكثيراً لا ينتبه أحد لمعاناة الأطفال من اضطراب الاكتئاب ، الذي قد يقود إلى الانتحار إذا لم يتم علاجه ، وقد حذرت دراسات امريكية ويابانية من تزايد الانتحار بين الأطفال والمراهقين بصورةٍ ملحوظة.إننا لا نريد أن يصل طلابنا المراهقون إلى مشاكل حقيقية مثل ترك الدراسة بسبب مشاكل نفسية أو اجتماعية أو دراسية ، ولا نريد أن يعاني طالب واحد من تعاطي الحبوب المنشطة (الكبتاجون) ، ويدخل في دوامة المشاكل النفسية والعقلية ، حيث إنها تقود إلى اضطرابات عقلية ونفسية خطيرة ، وقد تسبب أمراضا عقلية مؤلمة كمرض الفصام أو غيره من الاضطرابات النفسية الخطيرة التي تدمر حياة المراهقين. والأكثر صعوبة هو أننا لا نريد أن نخسر طالبا واحدا من طلابنا بالانتحار - لا قدر الله .[c1] آثاره على التحصيل العلمي[/c]إن بعض الطلاب والطالبات في المراحل المتوسطة والثانوية يعانون أزمات نفسية وشخصية خلال دراستهم ولا يستطيعون أن يقولوا أو يعبروا عن هذه الأزمات لأهلهم أو مدرسيهم أو الاختصاصيين النفسيين أو الاجتماعيين في المدرسة خشية انتقام الطلبة الذين هم سبب خلق هذه الأزمة للطالب أو الطالبة ، ويعانون في صمت يؤثر على تحصيلهم العلمي ، وربما يؤثر على صحتهم النفسية بصورة سلبية ، و قد يصاب الطالب أو الطالبة ممن هم في موضع الضعف والاستغلال من قِبل طلبة آخرين من اضطرابات نفسية أو عقلية ؛ حيث قد يعاني الطالب أو الطالبة من اضطراب ما بعد الحوادث المؤلمة ، والتي تحتاج لتدخل علاجي من قِبل مختصين لعلاج مثل هذه الاضطرابات المؤلمة التي يعانون منها وكذلك قد تؤثر على التحصيل العلمي للطالب أو الطالبة أو كذلك قد تقود الطالب أو الطالبة للمعاناة من اضطراب الاكتئاب الذي يؤدي إلى رفض الذهاب إلى المدرسة فالشخص الذي يعاني من هذا الاكتئاب ولم ينتبه إليه أحد من الأهل أو الأقارب أو المدرسين ، يظل يعاني دون أي مساعدة و يتعثر في دراسته وقد يرسب في اجتياز الامتحانات ويتدهور مستواه الدراسي ولكن لا أحد يرى السبب الحقيقي وراء كل ما يحدث له.[c1]الطلاب والمراحل الصعبة[/c]إن الكثير من الطلبة يعانون في صمت مؤلم ولا أحد يقدم لهم أي مساعدة لتجاوز المراحل الصعبة خلال حياتهم الدراسية ، ومن يراقبهم يستغرب من التغير الذي يحدث لإنجازاتهم الدراسية و إخفاقهم في اجتياز الامتحانات المطلوبة منهم ، ولكن لا أحد يريد أن يعلم حقيقة الأمر ، لأنه ببساطة ليس هناك من يهتم كثيراً بحالة التنمر واعتداء بعض الطلبة الأقوياء على زملائهم الضعفاء وعدم وجود نظام ينظم عملية العلاقة بين الطلاب ، وكذلك الجهل بالاضطرابات النفسية للطلبة في مرحلة الدراسة المتوسطة والثانوية وبذلك لا ينتبه أحد لهذه الاضطرابات و بالتالي لا يتم علاجها.