أبوظبي /متابعات: افتتح مركز القطارة للفنون في مدينة العين الإماراتية، والذي يقع في حصن تاريخي قديم في واحة القطارة تم ترميمه وفق معايير عالمية تراعي القيمة التراثية والتاريخية، ويعتبر المركز الأكثر تطورا لدراسة وتطوير المهارات والإبداع الفني في المنطقة الشرقية.حضر الافتتاح الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، ومدير عام الهيئة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان ولي عهد أبوظبي، ود. سامي المصري نائب المدير العام لشؤون الفنون والثقافة والتراث، وعدد كبير من الدبلوماسيين والفنانين الإماراتيين والمهتمين وممثلي وسائل الإعلام.ويضم مركز القطارة للفنون قاعات تعليمية تدريبية مميزة، بما فيها أستوديو متعدد الأغراض لإقامة فعاليات متنوعة مثل الدروس الموسيقية والمشغولات الفنية، وأستوديو خاص للرسم والفن التشكيلي، وقاعة مجهزة للأعمال الفخارية، وغرفة رقمية خاصة بالتصوير الفوتوغرافي، وحصص تعليم الكمبيوتر، وأستوديو واسع لفن الخط والفنون الإسلامية التقليدية، إلى جانب قاعة معارض ومقهى ومكتبة.وتعزز قاعة المعارض من جاذبية المركز لتسهيل إقامة الفعاليات والمعارض المختلفة التي سوف تجعل مركز القطارة للفنون نقطة تواصل مباشر مع أهالي العين.وبهذه المناسبة فقد افتتح الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان المعرض الفني الأول في مركز القطارة، من خلال مبادرة (4 عقود) معرض فنون تشكيلية يحتفي بثمانية وعشرين فناناً من الإمارات، ويعرض أعمالاً أبدعت بأيدي فنانين من جيل السبعينيات إلى سنة 2010، ويسعى للوقوف على التطور الذي عرفته أساليبهم وأدواتهم الفنية، وسرد قصة نشأة المشهد الفني الإماراتي ونضوجه عبر الزمن.كذلك تعتبر فعالية (ووماد بيوند) إحدى أولى الفعاليات وقد انطلقت الأربعاء الموافق 30 مارس/آذارالماضي في مركز القطارة للفنون بمشاركة فنانين عالميين في مجموعة من الأشكال الإبداعية من عالم الموسيقى والفن والرقص، ومن المقرر أن تستمر الفعالية لغاية 6 أبريل/نيسان الجاري . وأكد الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان أن ((التحدي الرئيسي الذي نواجهه اليوم هو المحافظة على التوازن بين التراث والحداثة. ويتخذ مركز القطارة دوره بامتياز لمجابهة هذا التحدي وخدمة المجتمع المحلي، نظرا لما يحفل به من برنامج فني متنوع، يساهم في تعزيز حركة الفن والتراث والثقافة المحلية)).وأضاف: أن مدينة العين تشكل منصة مثالية لتقديم هذا الإنجاز الفني المرموق، بوصفها ركناً رئيسياً في تراثنا وحضارتنا العريقة، وفي إطار إعادة إحياء واحات العين ومواقعها التاريخية وتفعيل دورها الثقافي والسياحي.من جهته ذكر محمد خلف المزروعي أن جملة من المشاريع الثقافية الهامة باشرت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث بتنفيذها في إمارة أبوظبي، ضمن إستراتيجيتها لتحقيق التوازن الصحيح بين صون ثقافتنا وتراثنا عميق الجذور، ومواكبة خطى التطور السريعة. مؤكداً النقلة النوعية التي بدأت تشهدها الحركة الثقافية في مدينة العين، وبشكل خاص منذ إعادة إحياء قلعة الجاهلي وتحويلها إلى واحة ثقافية مشعة في المنطقة الشرقية من إمارة أبوظبي في ديسمبر/كانون الأول 2008.وأكد أن دور المجتمع المحلي بكافة فئاته هو دور فاعل ومؤثر في المشهد الثقافي للعين، من خلال تنظيم نشاطات فنية وثقافية متنوعة .وأشاد بالقفزة النوعية التي تميزت بها الدورة الـ 11 من مهرجان العين للموسيقى الكلاسيكية، الذي يعزز الدور الكبير للهيئة في مد الجسور بين الثقافات، من خلال حدث مميز يزاوج ما بين التقاليد الموسيقية العربية والغربية والفنون الأدائية.كما أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث مركز العين للموسيقى في عالم الإسلام الذي سيتم افتتاحه بعد سنتين، وقد تم بالفعل تنظيم العديد من الفعاليات التي تهدف إجراء وتشجيع وتبني عمليات البحث في مجال الموسيقى، وتطوير برامج تواصل مهمة وفعالة للترويج لفهم وتذوق الموسيقى على المستوى المحلي والعالمي.وأوضح د. سامي المصري نائب المدير العام للهيئة للفنون والثقافة والتراث مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي والتطوير، أنّ إنشاء مركز القطارة للفنون يؤكد الاهتمام الأساسي الذي توليه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث في مجال تسليط الضوء على القدرات الإبداعية للفنان الإماراتي ومسيرته التي بدأت منذ عقود، وبما يشكل مواصلة لجهود الهيئة في تنفيذ سياستها لدعم الفنون الإماراتية والعربية والإسلامية في إمارة أبوظبي والمنطقة.وأشار إلى أن إطلاق مركز القطارة للفنون يأتي في أعقاب النجاح الكبير الذي حققه معرض الفنان الإماراتي حسن شريف (تجارب وأشياء 1979 ـ 2011)، والذي افتتحته الهيئة في 17 مارس/آذار 2011 ويستمر لغاية 17 يونيو/حزيران القادم في قاعة حي قصر الحصن الثقافي بأبوظبي، وهو المعرض الأول من نوعه لهذا الفنان المتميز في دولة الإمارات.وكذلك يتم العمل حاليا على ترميم وإعادة إحياء سوق الصناعات الشعبية في واحة القطارة، بحيث يتم عرض المنتوجات اليدوية والشعبية وطرق صناعتها في مدينة العين، وذلك بهدف تنفيذ استراتيجية الهيئة للحفاظ على تراث إمارة أبوظبي الثقافي من الضياع والاندثار.كما يتم استثمار بعض البيوت التاريخية بعد ترميمها وفقاً للمقاييس العالمية، وتوفير الخدمات اللوجستية الضرورية لاستضافة الأنشطة الثقافية في هذه البيوت. حيث شهدت العين حملة ترميم ضخمة للمباني التاريخية في المدينة. وتسعى هيئة أبوظبي للثقافة والتراث لاستغلال الأماكن الأثرية بمدينة العين وتفعيلها واستقطاب الزوار والسياح لها، وذلك من خلال تنظيم أنشطة فنية وثقافية تعمل على تفعيل وتطوير السياحة الثقافية.
|
رياضة
(أبوظبي للثقافة والتراث) تطلق مركز القطارة للفنون في مدينة العين
أخبار متعلقة