مديرة معهد النور للمكفوفين لـ 14 اكتوبر :
لقاء/ أشجان المقطريالكفيف هو الإنسان الذي فقد بصره وأصبح بحاجة إلى رعاية خاصة أو إلى الإقامة في منشأة تهتم بتأهيله دراسياً ومهنياً، لذلك فهو ليس عاجزاً ولكنه بحاجة إلى رعاية خاصة،والدفع به للمشاركة في بناء المجتمع من خلال تعليمه وتأهيله كأي إنسان آخر. ومن هذا المنطلق جاء تأسيس معهد (النور) للمكفوفين بعدن الذي يهتم بتأهيل الكفيف من خلال تنمية معارفه ومداركه لاستيعاب واكتساب المهارات التي تمكنه من العمل في بعض المهن التي تتوافق مع قدراته وبحسب المستوى البصري لكل كفيف.ويعمل المعهد جاهداً منذ نشأته في أوائل الخمسينات لتعليم وتدريب المكفوفين من سن 4 ـ 15 سنة وفي لقاء مع مديرة المعهد الأخت / ماجدة عبد المجيد هزاع نتعرف على أنشطة المعهد والبرامج التي يقدمها لطلابها.تحدثت الأخت/ ماجدة في بداية اللقاء عن النشأة قائلة: أنشئ معهد النور للمكفوفين في أوائل الخمسينات من قبل جمعية عدن الخيرية التي قامت بتأسيس النواة الأولى للمعهد في أحد عنابر معسكر (عشرين يونيو حالياً) من خلال تبرعات أهالي عدن المالية والعينية دون وجود أقسام دراسية أو مهنية.وانحصر نشاط المعهد آنذاك في الأعمال اليدوية مثل الخيزران والحبال والعزف وحياكة الحنابل وقد شكلت تلك الأعمال والمنتجات مصدر دخل للمكفوفين.وفي 29/ يناير 1960 دخل نشاط المعهد مرحلة جديدة وذلك بافتتاح مقره الحالي في المعلا دكة خلف سبأفون واعتماده كأول معهد للمكفوفين في الجزيرة العربية.وقد سمي المعهد باسم مؤسسة الانجليزي (Railly Institute) وتحمل مسؤولية قيادته الأخ/ محمد سلام ناجي كأول مدير يمني الجنسية.ويسعى المعهد إلى تقديم خدماته لجميع فئات المكفوفين من أجل تحسين سلوكهم وتعليمهم المهارات المختلفة ومشاركتهم في بناء المجتمع كما يسعى من خلال عمله إلى تحقيق الأهداف التالية:ـ تعليم المكفوفين من سن (4 ـ 15) سنة في المعهد وفقاً للتعليم والمنهج الحكومي بطريقة بداية الخاصة بالمكفوفين.ـ دمج الكفيف في المدارس الحكومية القريبة لسكنهم من نظرائهم الطلاب وتزويدهم بالمناهج والوسائل الخاصة بالكفيف.ـ محو الأمية بين كبار المكفوفين من سن (16 ـ 45) سنة وتأهيلهم وتدريبهم على بعض الحرف اليدوية خاصة مع توفير الوسائل والمواد الخام.ـ تقديم مختلف أوجه الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للطلاب.ـ إدخال مختلف أنواع الأنشطة التعليمية والترفيهية الملائمة إلى المعهد وتعريفهم بالمجتمع والبيئة المحيطة.ـ العمل على إشراك الكفيف في كافة الفعاليات والأنشطة بالمجتمع والمشاركات الرياضية والفنية وإقامة المعارض والمحاضرات التوعوية والمخيمات.ـ التواصل مع الجهات الداعمة لبناء الصفوف الإضافية وقاعات الأنشطة وتوفير الوسائل للعمل مع المكفوفين.ـ وضع ميزانية مستقلة خاصة لتشغيل القسم المهني في المعهد.ـ المسح الميداني الدوري للمكفوفين على مستوى محافظة عدن ليتم استيعابهم في الأعوام الدراسية للاستفادة من الخدمات التي يقدمها المعهد.ـ إعداد البحوث العلمية الخاصة بالمكفوفين وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة وتقديم المنح الدراسية في مجال الرعاية بالمكفوفين.ـ فتح أقسام مهنية داخل المعهد من قبل المعاهد المهنية حسب متطلبات سوق العمل وما يتناسب وقدرات المكفوفين.[c1]أنشطة المعهد[/c]للمعهد عدد من الأنشطة والبرامج استعرضتها لنا مديرة المعهد قائلة:يقدم معهد النور للمكفوفين أنشطة (ثقافية ـ رياضية ـ فنية ـ صحية) من خلال العمل التكاملي بين الإدارة والقسم التربوي وقد ازدادت الحاجة إلى توسيع تلك الأنشطة الترفيهية .ويهتم المعهد أيضاً بمساعدة الأسرة وتخفيف العبء عنها كما يهتم بالمكفوفين صحياً ونفسياً وتربوياً ودمجهم في الصفوف الدراسية وتأهيلهم مهنياً وفنياً ودمجهم في المدارس بعد تحديد قدراتهم على الاستيعاب للمناهج الدراسية.[c1]الصعوبات[/c]وقالت الأخت/ ماجدة (لقد عانى معهد النور للمكفوفين ما قبل 2002م صعوبات كثيرة أدت الى إيقاف العمل فيه لفترة ليست بقصيرة تسببت في تجمد العمل والدراسة والأنشطة بسبب عدم وجود الجهات الداعمة.وفي 5 /11 /2001م تم إعادة ترميم المعهد ومن ثم بدأ العام الدراسي وبدأت الجوانب الإدارية والتربوية تنتظم بالصورة التي جعلت المعهد يتميز بالخدمات التي يقدمها للكفيف مثل توفير المناهج المطبوعة بطريقة برايل والمبصرين والآلات والوسائل التعليمية المختلفة كما تم تدريب وتأهيل جملة من المدرسين بدورات في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل دورات تعلم الكتابة بطريقة برايل، التدرب على برنامج فن الحركة ، التدرب على الطباعة بالآلة الكاتبة للمبصرين دورات حول ضعاف البصر، دورات حول التوعية الانتخابية للكفيف دورات حول دمج المكفوفين في المجتمع وغيرها من الدورات .. وهو ما أدى إلى لفت نظر كافة معاهد الجمهورية الخاصة بالمكفوفين وبالتالي تم النزول الميداني من قبلهم لتبادل الخبرات في كافة المجالات التعليمية والمهنية وتطوير وتوسيع وإيجاد البرامج المتنوعة التي ترفع الوعي لدى الكفيف.[c1]الطموحات المستقبلية [/c]قالت الأخت/ ماجدة هزاع مديرة معهد النور للمكفوفين هناك آمال وطموحات يسعى المعهد إلى تحقيقها وهي كالتالي:إنشاء مكتبة سمعية ناطقة، ورشة كمبيوتر ناطق تهدف إلى فتح آفاق جديدة من العلم والمعرفة، بناء صفوف إضافية وقاعات وورش مهنية، السعي إلى تضليل فناء المعهد من أشعة الشمس، توفير الآلات الحديثة والمتنوعة، توفير المواد الخام لتشغيل الورشة مثل الخيزران، العزف، دورات تأهيلية وتدريبية لتوفير كادر متخصص في العمل مع المكفوفين.. مشيرة إلى أن العمل على دعم المكفوفين لا يقتصر على العاملين فيه ولكنه من مهام كافة أبناء المجتمع من أفراد وجمعيات ومؤسسات ومنظمات داعمة ومكاتب حكومية، كون المكفوفين فئة لها قدرات ومهارات ولكنها بحاجة إلى الدعم والمساعدة حتى تنهض بنشاطها نحو الأفضل وقالت: إن نطمح فهذا حق من حقوقنا بل واجب من واجباتنا .. وطموحاتنا تختصر في (الاستمرار في العمل) ومن لا يعمل لا يخطئ.