عرض/ دنيا هانيبعض الأمهات والآباء يجهلون أهمية أن يشعر الطفل بالاهتمام والتحفيز وغالباً يكون ذلك عن طريق تبادل الحوار واحتوائه وإعطائه لمسة من الحنان والمداعبة والملاطفة والعناق، وعليهم أن يتفننوا في كيفية توصيل هذا النوع من التعامل بمزيد من الرعاية والتوجيه وألا يشعروا الطفل بأي قصور في التربية أو التعامل . هنا نتعرف على أساليب وضعها المغربي مصطفى أبو سعد الدكتور في علم النفس التربوي والمدرب العالمي في البرمجة اللغوية العصبية NLP، والمتخصص في المجال التربوي والأسري عن القصور السلوكي في مراحل الطفل العمرية وتوضيح بعض السلوكيات التي يجب على الأهل اتباعها حتى يحصلوا على نتائج رائعة تتحقق بها الأهداف المرجوة.[c1]أنواع السلوك لدى الأطفال[/c]القصور السلوكي يقصد به ضعف الطفل وقلة تصرفاته وردود أفعاله سواء في الأداء أو في التكرار. وهذا الضعف والتقصير مرتبط بالصورة المطلوبة لدينا التي نود أن نرى الطفل عليها. ومن أمثلة هذا القصور السلوكي النشاط الدراسي والاستذكار. فقد يستذكر الطفل ولكن ليس بالصورة المطلوبة (الأداء) أو لا يستغرق الوقت المطلوب لحسن الاستذكار (التكرار) فنجد أنفسنا باعتبارنا مربين أمام قصور سلوكي يحتاج لتدخل منا، لنجعل الطفل يستذكر بالشكل المطلوب ويخصص للاستذكار الوقت المنشود.ولتصنيف القصور السلوكي وتحديده ينبغي الإجابة عن الأسئلة الأربعة التالية: -1 تكرار السلوك: كم مرة يمارس السلوك؟ وما العدد أو الوقت المطلوبان أصلاً لحسن الأداء؟ -2 شدة السلوك: أو قوة وحسن الأداء والممارسة هل يحقق السلوك الأهداف المرجوة من خلاله؟
-3 شكل السلوك: ما مدى إتقان السلوك وتحسينه؟ وهل يتم بالشكل المطلوب؟ -4 السياق الاجتماعي للسلوك: ما مدى تناسب السلوك مع الظروف الذاتية للطفل والبيئة الاجتماعية؟ ونقصد بالظروف الذاتية القدرات الذاتية للطفل خلال المرحلة العمرية وخصائص النمو.[c1]البدايات الأولى للنطق عند الأطفال[/c]مثلاً إذا تأخر النطق عند طفل في السنة الخامسة من عمره وتكلم، مثلما يتكلم طفل في الثالثة من عمره فإن هذا يعد قصوراً سلوكياً (القدرات).. وكذلك لو رفض الطفل تخصيص جهد ووقت للتحصيل الدراسي يعد قصوراً سلوكياً (تعليمياً) وقلة التواصل بين الطفل وأقرانه يوصف بأنه قصور سلوكي (اجتماعي).
وإصلاح القصور السلوكي يحتاج لمهارات وتقنيات مترابطة سميناها إستراتيجية الحث وتقنياته. فالتدعيم الإيجابي هو الحافز الذي يثير دافعاً لدى الطفل (يستحث الطفل) ويستخدم مدعماً للسلوك ويمكن أن يكون هدية مادية أو كلمة طيبة أو تقديراً أو ثناء أو إطراء أو استحساناً أو قبلة أو حضناً..[c1]وإلى أي حد نحتاج لتدعيم الطفل؟ [/c]السلوك الإيجابي يحتاج لمكافأة وتدعيم، والسؤال المطروح هو هل يمكن أن نكافئ السلوك الإيجابي باستمرار؟ أحياناً قد يكون الوالدان غائبين أو مستغرقين في أعمال لا تتيح لهم فرصة وإمكانية ممارسة التدعيم أو في حالة مزاجية لا تسمح لهما بذلك. ولذلك يمكن اللجوء لمبادئ متعلقة بتدعيم السلوك من خلال خطط ثابتة تسمى (جداول التدعيم) وهي عبارة عن قواعد وبرامج على شكل جداول.وهناك خمسة أنواع وتصنيفات لجداول التدعيم:- التدعيم المتواصل :في جداول التدعيم المتواصل يتم تدعيم السلوك الصحيح في كل مرة يحدث فيها السلوك؛ مثلاً في كل مرة نجد الطفل يستذكر دروسه أو يصلي نمنحه استحساناً وثناء.[c1]- التدعيم الجزئي: [/c]يتم تدعيم السلوك الصحيح بعد فترة ثابتة. مثلاً انتظر لمدة عشر دقائق دون تقديم تدعيم، ثم قدم التدعيم للاستجابة الصحيحة (ثناء) ثم انتظر لمدة عشر دقائق دون تدعيم وهكذا.كما هو الحال في الفترة الثابتة غير أن فترة الانتظار تتنوع وتتغير؛ فقط تبدأ عشر دقائق في المرة الأولى ثم خمس دقائق في المرة القادمة وهكذا.. - جدول النسبة الثابتة:يتم تدعيم السلوك الصحيح بعد عدد ثابت من المرات التي يحدث فيها، مثلاً يتم التدعيم في المرة الخامسة التي يحدث فيها السلوك الصحيح.. - جدول النسبة المتغيرة: كما هو الحال في النسب الثابتة، إلا أن النسب هنا تتغير، أي إن التدعيم يقدم أحياناً في المرة الخامسة الصحيحة وأحياناً في المرة الثامنة الصحيحة، وأحياناً في المرة الثانية عشرة.. حسب ما يقرر المربي.ويعد تغيير جدول التدعيم أمراً ضرورياً من أجل جعل السلوك الذي تم تعلمه وأداؤه بشكل صحيح يستمر فترة أطول، فإذا ما كان السلوك على جدول التدعيم المتواصل مثلاً (الثناء على الطفل في كل مرة يصدر عنه سلوك إيجابي) فمن السهل أن يضعف السلوك أو ينسى عندما يتوقف التدعيم (الثناء).. ومن ناحية أخرى، إذا ما كان السلوك قد تم تعلمه على أساس جدول آخر (مثل النسب المتغيرة) فإن محو السلوك (الانطفاء) يكون أبطأ بكثير، أي يستمر السلوك المتعلم فترة أطول. تذكر: إذا ما أعقب الفعل (السلوك) حافز مدعم تزداد شدة ذلك السلوك، بمعنى آخر يتم تعلم ذلك السلوك أو اكتسابه.[c1]المدعمات التي تمنح للطفل[/c]طعام وشراب: مما يقبله الطفل بارتياح واستحسان من مثل الحلوى..ألعاب وأنشطة: مما تستهوي الطفل ويميل إليها ويحبها (ممارسة رياضة من مثل الكرة أو السباحة - التلوين - تصفح مجلة الأطفال...)الانتباه والعاطفة والتقدير: حضن - قبلة - جلوس على الحجر - ابتسامة - ثناء - تصفيق باليدين.. بدائل النقود: تذاكر دخول حديقة ألعاب - تذاكر ركوب خيل... عليك أن تشبع حاجة الطفل: فالطفل قد يشبع من الطعام والشراب بسهولة أكبر مما يشبع من المدعمات المشروطة (المعممة) مثل رموز التقدير والاستحسان اللفظي والدرجات والنجوم وغيرها..- من الضروري تقديم التدعيمات بكميات قليلة، وعلى الأبوين أن يكونا حريصين نوعاً ما على استخدام المدعمات حتى يمكن للحاجة أن تستمر ملحة، وفي الوقت نفسه يجب ألا يشعر الطفل بأنه (خارج الاهتمام). - من المهم تقدير المدعم فوراً بعد حدوث السلوك المطلوب، وإلا فلن يعمل باعتباره وسيلة لتشكيل السلوك ودعمه. من الممكن في إستراتيجية الحث لتعديل السلوك أن نجمع أنواعاً عدة من المدعمات للوصول للهدف نفسه. على سبيل المثال يمكن استخدام (الطعام والتقدير) باعتبارها مجموعة تدعيم ومن الممكن لأي واحدة من الأنواع الأربعة من المدعمات أن توحد (تضم إلى بعضها) طبقاً لاحتياجات الطفل ولمدى ملاءمتها للأبوين. وأخيراً تذكر أن التدعيم الإيجابي هو فن تقديم مكافأة فعالة (مدعم) من أجل إظهار السلوك.