أمين عبدالله ابراهيم :يمكن تعريف التنمية المستدامة بأنها عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات وكذلك الأعمال التجارية ، بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها . وبناءً عليه يفيد خبراء التنمية والسكان بأن العالم يواجه خطورة التدهور البيئي الذي يجب التغلب عليه مع عدم التخلي عن حاجات التنمية الاقتصادية وكذلك المساواة والعدل الاجتماعي. كما يؤكد هؤلاء الخبراء وغيرهم أن القرن الحادي والعشرين يشهد ميلاد عالم جديد يتصف بالاعتماد المتبادل بين مختلف أرجائه ، وقد مهد لهذا الاعتماد والتطورات البالغة الأبعاد والمتلاحقة طوال القرن الماضي وخاصة عقوده الأخيرة الوصول إلى إنجازات إنسانية باهرة في مجال القدرات التكنولوجية والثورة العلمية والمعلوماتية والاتصالات ... الخ ، وإذا كان هذا العصر قد أحرز أوشهد التحديات بمصاعبها ومتاعبها التي ستضاف إلى المشاكل المتراكمة والمزمنة في الدول النامية ، بحكم عدم امتلاكها زمام الثورة العلمية والتكنولوجية والوسائل التقنية والمعلوماتية وغيرها ، فإن آمال هذه الدول وطموحاتها تتجه نحو نمو اقتصادي دائم وتنمية مستدامة في كافة المجالات. فالثورة التكنولوجية حالياً على سبيل المثال تعتمد على العقل البشري كونه مبدعها ومفجرها ، وعلى بنيتها بنية معرفية ، فهي ( أي الثورة التكنولوجية) ليست حكراً على مجتمع شاسع المساحة ضخم السكان كثير الموارد أو قوي الجيوش ، وإنما هي ثورة يمكن لكل الأمم أن تخوض غمارها وتجني ثمارها بشرط أن تكون الأمم عارفة والمجتمعات متعلمة ودائمة التعلم. وهنا يؤكد الخبراء وكذا الدراسات والأبحاث في الشأن السكاني والتنموي أن تحديات السكان والتنمية المستدامة في المجتمعات النامية تكمن في تلبية احتياجات الأجيال الموجودة حالياً وتحسين نوعية حياتها دون الإضرار أو التأثير في المقدرة على تلبية احتياجات الأجيال المقبلة ، بعبارة أدق : لا يجوز للحاضر أن يستهلك المستقبل أي من غير أن تلوث البيئة أو تستنزف الموارد الطبيعية بما يعرض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر. وأكدت السياسة الوطنية للسكان في الجمهورية اليمنية ضرورة انطلاق السياسة السكانية من الفهم الموضوعي لأوجه الترابط المطرد بين السكان والنمو السكاني والبيئة بمضمون اجتماعي أكثر ضرورة لأحداث المزيد من التقدم والارتقاء المستمر بنوعية الحياة للسكان. وبذلك يتضح جلياً أن التنمية المستدامة تقوم على ثلاثة محاور هي تنمية الموارد البشرية ، التنمية الاقتصادية ، والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية . ويأتي ذلك دعماً للرأسمال الإنساني والمحافظة على قدرة نظم الأرض الطبيعية في خدمة استمرارية الحياة على الأرض وعليه يتأكد انه إذا كان هدف التنمية المستدامة هو هدف الملايين نحو حياة أفضل بمستوى معيشة أعلى وتعليم ورعاية صحية وفرص اقتصادية لا لأنفسهم اليوم بل لأولادهم في المستقبل فإن التحدي القائم هو رفع مستويات المعيشة بدون تدمير البيئة.
تحديات السكان والتنمية المستدامة
أخبار متعلقة