دنيا هانييعتبر الإنترنت عالماً واسعاً من العلم وباباً من أبواب المعرفة والثقافة العالمية ولا حدود له فهو سلاح ذو حدين له جوانب ايجابية وسلبية وكل يوم يتزايد عدد مستخدميه خاصة بعد دخوله الكاسح في حياتنا والانفتاح على العالم الآخر، وبما أننا في عصر العولمة وجب علينا معرفة هذه الجوانب وأن نستخدمه بما يتناسب مع ديننا وثقافتنا.. حتى لا ندخل تحت مسمى إدمان الإنترنت كما يسميه بعض الباحثين والدارسين والعلماء ويجب علينا معرفة مشاكله والحلول التي علينا إتباعها..يعرف الإدمان بأنه عدم قدرة الإنسان على الاستغناء عن شيء ما.. بصرف النظر عن هذا الشيء طالما أنه استوفى بقية شروط الإدمان من الحاجة إلى المزيد من هذا الشيء بشكل مستمر حتى يشبع حاجته حين يحرم منه. ومعنى ذلك انه عندما لا يمكننا الاستغناء عن استخدام الانترنت بل العكس كل يوم تزداد عدد الساعات في الجلوس عليه أننا أصبحنا من مدمنيه..لهذا أتى الاختلاف بين بعض العلماء حول مفهوم الإدمان على الإنترنت فالبعض أقتنع بمن يسمون بمدمني الإنترنت أما البعض الآخر فقال أن استخدام الناس للإنترنت استخداماً زائداً على الحد هو نوع من أنواع الرغبات التي لا تقاوم.. ولكن لا يوجد خلاف على أن بعض من المستخدمين يسرفون باستخدامه وبالتالي يؤثر على حياتهم الشخصية..لماذا الإنترنت يسبب إدماناً لبعض الناس؟نقول هنا من خلال الأنشطة والبرامج الموجودة داخل شاشة الكمبيوتر يقوم بعض الناس باستخدام خدمات الانترنت التي تمكنهم من تكوين علاقات اجتماعية وتبادل الأحاديث والآراء مع أناس آخرين ولكن تكون هذه أحياناً وسيلة للهروب من الواقع والعيش داخل بحور الإنترنت لتحقيق احتياج ورغبة عاطفية كانت أو نفسية غير محققة لهم في الواقع الذي يعيشونه..[c1]انبهار لا أكثر[/c]يقول الدكتور (جون جروهول) أستاذ علم النفس الأمريكي: يعتبر إدمان الانترنت عملية مرحلية حيث أن المستخدمين الجدد عادة هم الأكثر استخداماً وإسرافاً لاستخدام الإنترنت, بسبب انبهارهم بتلك الوسيلة.. ثم بعد فترة يحدث للمستخدم عملية خيبة أمل من الإنترنت، فيحد إلى حد كبير من استخدامه له، ويلي ذلك عملية توازن الشخص لاستعماله الإنترنت. بيد أن بعض الناس تطول معهم المرحلة الأولى حيث لا يتخطاها إلا بعد وقت أطول مما يحتاج إليه أغلب الناس.فالناس الذين يعانون من الملل أو الوحدة أو التخوف من تكوين علاقات اجتماعية أو الإحساس الزائد بالنفس لديهم قابلية أكبر لإدمان الإنترنت حيث يوفر الإنترنت فرصة لمثل هؤلاء لتكوين علاقات اجتماعية بالرغم من وحدتهم في الواقع.ويقول بعض العلماء بأن الناس الذين تكون لديهم قدرة خاصة على التفكير المجرد، هم أيضاً عرضة للإدمان بسبب انجذابهم الشديد للإثارة العقلية التي يوفرها لهم الكم الهائل من المعلومات الموجودة على الإنترنت.لإدمان الانترنت أعراض وهي إحساس مستخدم الانترنت بحالة من القلق والتوتر عندما يفصل الكمبيوتر عن الانترنت أو تنقطع الكهرباء وعلى عكس ذلك تماماً فانه يشعر بسعادة كبيرة وراحة نفسية عندما يعود مرة أخرى لاستخدامه كما أنه يكون دائماً في حالة ترقب وانتظار للوقت الذي سوف يستخدم فيه الإنترنت وتجده لا يحس بالوقت الذي يقضيه على الانترنت حتى ولو كانت لساعات طويلة وأغلب الأوقات يلجأ المستخدم للإنترنت للهرب من مشكلة خاصة ولكي ينسى الواقع الذي يعيش فيه..حتى عندما يحاول الإقلاع عنه فإن محاولاته تفشل لأنه تعود على استخدامه لفترات طويلة ويحتاج للوقت كي يتدارك ذلك لأن الانترنت يكون بمثابة إشباع رغبته في الهروب من واقعه..الآثار السلبية على إدمان الانترنت: أولاًَ يسبب مشاكل أسرية بسبب استخدام الانترنت لفترات طويلة تكون أكثر من قضائه مع أسرته ويترتب على ذلك إهماله في الواجبات الأسرية تجاههم ما يؤدي إلى استياء وغضب أفراد الأسرة عليه.. وأيضاً يؤدي إلى مشاكل صحية و اضطراب في نوم صاحبه بسبب قضاءئه أوقات طويلة من الليل في الجلوس على الانترنت وبهذا لا ينام إلا ساعة أو ساعتين فقط ليصحو لمدرسته أو عمله فيؤثر ذلك على صحته وإرهاق عينيه ويتسبب في آلآم في ظهره..ويترتب على ذلك مشاكل في العمل بسبب أن بعض العاملين يضيعون وقت عملهم في اللعب على الإنترنت، أو استخدامه في غير موطن تخصصهم، ويشكل ذلك مشكلة أكبر إذا كانوا مدمنين على الإنترنت، ولحل هذه المشكلة يقوم بعض رؤساء الأعمال بتركيب أجهزة مراقبة على شبكات الكمبيوتر في محل عملهم للتأكد من استخدام الإنترنت فقط في مجال العمل. كما أن الإدمان على الانترنت يتسبب بمشاكل دراسية حيث بين استطلاع نشر في مجلة (USA Today) الأمريكية من عدة سنوات تحت عنوان (تساؤلات حول القيمة التعليمية للإنترنت) أن 86 % من المدرسين المشتركين في الاستطلاع رأوا أن استخدام الأطفال للإنترنت لا يحسن أداءهم؛ وذلك بسبب انعدام النظام في المعلومات على الإنترنت، بالإضافة إلى عدم وجود علاقة مباشرة بين معلومات الإنترنت ومناهج المدارس.
إدمان الإنترنت وتأثيره على حياتنا
أخبار متعلقة