مفكرة سكانية
إعداد/ ... الحزميارتفاع نسبة الأمية وانخفاض نسبة الالتحاق بالمدارس خاصة في أوساط الإناث يؤثر على عملية التنمية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية خاصة صحة وسلامة الإنجاب والسلوك الإنجابي وكذا صحة وسلامة الأطفال كما يحد من قدرة الأفراد وخاصة المرأة على تحسين أوضاعهم وأوضاع أسرهم.وحسب نتائج مسح ميزانية الأسرة 1998م، لا تزال الأمية مرتفعة حيث تصل في الريف إلى 57 % مقابل 28 % في الحضر وبين الإناث تصل إلى 71 % مقارنة بـ 29 % بين الذكور.وارتفاع نسبة الأمية وخاصة في أوساط النساء أدى إلى انخفاض استخدام وسائل تنظيم الحمل للوقاية وتجنب الحمل في الأعمار الخطرة ورفع درجة رفاهية الأسرة وتحسين الوضع الصحي للنساء والأطفال، حيث أن استخدام وسائل تنظيم الأسرة لا يزال متدنياً (23.1 %) عام 2003م بشكل إجمالي وتشكل نسبة استخدام الوسائل الحديثة الفعالة (13.3 %) فقط والنسبة الباقية لمن يستخدمن الرضاعة الطبيعية والوسائل التقليدية مقابل طلب كلي غير ملبي يصل إلى 56% من النساء المتزوجات في سن الإنجاب.انتشرت ظاهرة التسول بشكل مقلق جداً في المجتمع اليمني وأصبح من الملاحظ في المراكز السكانية الرئيسية تجمع عائلات بكاملها للتسول بصورة منتظمة ودائمة حيث توجد علاقة مترابطة بين الاحتياجات الاجتماعية والاقتصادية للأسرة والتسول إذ يضم المتسولون فئة كبيرة من العاطلين عن العمل منهم معاقون وغير معاقين ذكوراً وإناثاً وشيوخاً وأطفالاً سواء في الريف أو الحضر.كما تنتشر ظاهرة أطفال الشوارع كظاهرة اجتماعية ازدادت في الآونة الأخيرة في عدد من المدن اليمنية وترتبط هذه الظاهرة بسوء الأوضاع الاقتصادية للأسر الفقيرة والمعدمة، وكذا الفئات المهمشة حيث لا يوجد عائل لتلك الأسرة المفككة وهذه الظاهرة شديدة الخطورة على تربية وتوجيه أجيال المستقبل.نظراًَ للأحوال الاقتصادية المتردية في ظل زيادة أسعار السلع والخدمات وتدني مستوى دخل الأسرة فإن كثيراً من الأسر أصبحت غير قادرة على سد حاجاتها المعيشية وبالتالي لم تتمكن من دفع نفقات التعليم، وساهم التسرب من التعليم في ظهور عمالة الأطفال في الفئة العمرية (6 - 14) سنة وحسب مركز المرأة والبحوث والتدريب فإن حجم عمالة الأطفال في هذه الفئة بلغ (326,680) طفلاً عاملاً.وتمثل نسبة الذكور منهم (84,6 %) ونسبة الإناث (31,4 %) وتشكل هذه الفئة العمرية (6,3 %) من إجمالي السكان في الفئة العمرية الموازية حسب الإسقاطات السكانية لعام 1999م، كما تشكل نسبة (7,5 %) من إجمالي قوى العمل.وتتعرض هذه العمالة للاستغلال من قبل أصحاب العمل من خلال دفع أجور متدنية كما يتعرض هؤلاء الأطفال لمشاكل جسدية واجتماعية ونفسية أثناء عملهم واختلاطهم بأصحاب السوء ويكتسبون عادات سيئة كالانحراف والتدخين وتناول القات والسرقات وترديد الألفاظ البذيئة وغيرها.وتبرز خطورة عمالة الأطفال في وجود جيل غير متعلم ومنحرف سلوكياً ما يؤدي إلى عدم توافق ذلك مع متطلبات التنمية والتكنولوجيا الحديثة التي لابد من أن يواكبها عمالة ماهرة متخصصة وذات كفاءة عالية، كما أن عمالة الأطفال تساعد على زيادة حجم البطالة وبالتالي أتساع دائرة الفقر.عدام المساواة بين الجنسين من منظور إسلامي يشكل أكثر مظاهر الإجحاف تفشياً في أي مجتمع لأنه يؤثر على نصف عدد السكان ونلاحظ أن البلدان التي راعت عدم التمييز حسب النوع وأعطت المرأة حقها في تمثيل الأدوار التكاملية في شتى مجالات الحياة الإنتاجية والمجتمعية والإنجابية استطاعت أن ترقي بمجتمعها نحو الأفضل، من خلال اهتمامها بتعليم المرأة ومراعاة أدوارها المتعددة.إن المجتمعات التي لا تسعى إلى تعديل المواقف والمعايير الاجتماعية المتحيزة ضد المرأة، وتشدد على أن دور المرأة إنجابي فقط وتعزز عدم المساواة بين الرجل والمرأة في مختلف نواحي الإنتاج لا يزال أكثر من نصف النساء فيها أميات.