مقديشو/14 أكتوبر/عبدي شيخ: واصل المتمردون المسلحون تقدمهم أمس الجمعة ودخلوا بلدة صغيرة على مشارف العاصمة الصومالية مقديشو قرب نقطة تفتيش يحرسها جنود إثيوبيون ما أثار مخاوف بين السكان من تجدد القتال. ويمثل التقدم الذي أحرزته ميليشيا الشباب هذا الأسبوع باتجاه العاصمة مقديشو انتكاسة محتملة لعملية سلام وليدة تتوسط فيها الأمم المتحدة لإنهاء 17 عاما من الصراع في البلاد. ودخل مقاتلو ميليشيا الشباب المدرجة على القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية الأجنبية بلدة ايلاشا أثناء الليل على بعد كيلومترين من سينكا طير التي يتمركز فيها جنود إثيوبيون. وتقع سينكا طير على بعد 15 كيلومترا جنوب غربي مقديشو. وقال الشيخ عبد الرحيم عيسى ادو المتحدث باسم اتحاد المحاكم الإسلامية التي يرافق مقاتلوها أعضاء ميليشيا الشباب في ايلاشا:« نقاتل للحصول على السلام وسوف ندافع عن الناس في ايلاشا والمناطق القريبة ضد اللصوص أو الإثيوبيين.» وكان المسلحون الذين بدأوا تمردا قبل عامين على غرار التمرد في العراق ضد الحكومة الصومالية المؤقتة وحلفائها الإثيوبيين وقد احتلوا ايلاشا لفترة وجيزة يوم الخميس. وتبسط الشباب سيطرتها على مزيد من الأراضي في جنوب الصومال. وفي الأسبوع المنصرم استولت على ثلاث بلدات واحتلت لفترة وجيزة ثلاث بلدات أخرى في جنوب البلاد. وغذت الفوضى في الصومال حالة انعدام الاستقرار في أنحاء القرن الأفريقي وتسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية وأشعلت موجة من أعمال القرصنة في خليج عدن وهو ممر ملاحي حيوي للتجارة بين أوروبا وآسيا. واستولى المسلحون يوم الأربعاء على مركا وهي ميناء استراتيجي على بعد 90 كيلومترا جنوب غربي مقديشو يستخدمه برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتوصيل المساعدات الغذائية وهو ما أعطى ميليشيا الشباب أقرب موطئ قدم لها من مقديشو. وترفض الشباب المعاهدة التي أبرمت بوساطة الأمم المتحدة لإقامة إدارة على أساس اقتسام السلطة بين الحكومة وبعض الشخصيات المعارضة المعتدلة وتجاهلت وقفا لإطلاق النار. وكان كثير من سكان ايلاشا قد فروا بالفعل من القتال في مقديشو ويشعرون بالخوف من أن تؤدي اشتباكات جديدة إلى قطع إمدادات المساعدات الغذائية. وقالت الاسي جيمكالي وهي أم لأربعة أطفال في ايلاشا «لا نعرف إلى أين نذهب مرة أخرى إذا وقعت اشتباكات بين القوات الإثيوبية والشباب حول مخيماتنا.» وأضافت «مقديشو ليست مكانا نعود إليه». وبموجب الاتفاق الذي أبرم بوساطة الأمم المتحدة من المقرر أن تبدأ القوات الإثيوبية الانسحاب من مقديشو وبلدات أخرى في وقت لاحق من هذا الشهر. لكن تقدم المسلحين قد يفسد هذا الاتفاق.