رئيس العراق يدعو البرلمان للانعقاد في 19 مارس
بغداد / رويترز/ اف ب: دعا جلال الطالباني رئيس العراق أمس الجمعة البرلمان المنتخب للانعقاد في 19 مارس الحالي بعد يوم من طلب الائتلاف الشيعي مزيدا من الوقت لتشكيل حكومة وحدة وطنية.وصدر بيان من مكتب الرئيس جاء فيه ان المجلس الرئاسي قرر دعوة البرلمان للانعقاد صباح الاحد الموافق 19 مارس..ويجري قادة العراق السياسيون محادثات متعثرة لاختيار رئيس للوزراء يشكل الحكومة العراقية الجديدة.ويعارض السنة والاكراد بقاء ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الشيعي في السلطة. من جهة اخرى قرر الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر أمس الجمعة تأجيل التظاهرة الموحدة التي كانت مقررة اليوم السبت "لاسباب امنية وحفاظا على ارواح المتظاهرين".واوضح صاحب العامري الامين العام لمؤسسة شهيد الله التابعة للتيار الصدري ان "سبب التأجيل يعود الى ورود معلومات مفادها ان هناك مجموعات ارهابية تستعد للقيام باعمال عنف تستهدف المتظاهرين من خلال قصف المكان بقذائف هاون وسيارات مفخخة.".وكان الصدر دعا قبل اسبوعين وبعد عودته الى العراق الى تظاهرة موحدة بين السنة والشيعة "ضد الاحتلال الاميركي وضد الارهاب ومن اجل وحدة وتلاحم العراقيين.".إلى ذلك اكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية في العراق لتجنب نشوب حرب اهلية لكنه قال ان الولايات المتحدة ستعتمد على القوات العراقية في حال اندلع نزاع من هذا النوع..واضاف رامسفلد ان العراق لم يبلغ حد الحرب الاهلية لكن التوتر الطائفي كبير جدا منذ تفجير مرقد الامامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء في 22 فبراير الماضي.واتهم الوزير الاميركي ايران مجددا بارسال عناصر الى العراق للقيام "باعمال تخريبية وخطيرة" وحذر من ان القوات الاميركية ستقوم "بالعمل اللازم" لوقفهم..وقال ان "الهدف هو منع حرب اهلية واخماد حرب في مهدها اذا اندلعت وعلى الصعيد الامني ان تكون القوات الامنية (العراقية) قادرة على معالجتها على اكبر قدر ممكن".لكن رامسفلد اكد في شهادة ادلى بها امام لجنة في مجلس الشيوخ مع وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكبار ضباطه ان المشكلة سياسية اكثر منها امنية.وقال "يجب ان يعترف الاطراف الرئيسيون في هذا البلد بخطورة الوضع ويتفقون على تشكيل حكومة وحدة وطنية (..) وان يفعلوا ذلك بشكل سريع". واضاف الوزير الاميركي "وهذا سيسمح في نظري بتهدئة الوضع اكثر".وتحدث رامسفلد ورايس امام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ ليطلبا 72 مليار دولار معظمها للعمليات العسكرية في العراق وافغانستان.وقال السناتور الديموقراطي روبرت بيرد عن ولاية فيرجينيا ان هذا الطلب سيرفع المبلغ الذي خصص للعراق حتى الآن الى الرقم "المذهل" البالغ 320 مليار دولار. واضاف ان الطلب يأتي "وسط سحابة من المخاطر والشكوك" تخيم على العراق وهم على قاب قوسين من الغرق في حرب اهلية.وتابع "كيف يمكن للكونغرس ان يتأكد من ان هذه الاموال لن تذهب الى قواتنا وسط انفجار حرب اهلية عراقية؟". وقال رامسفلد "انها بالتأكيد ليست نية القادة العسكريين السماح بحدوث ذلك". واضاف ان "الوضع يتلخص على الاقل بان القوات العراقية كانت قادرة على معالجة الجزء الاكبر من المشاكل القائمة".من جهتها قالت رايس ان "الاموال المطلوبة للعراق مخصصة لعمليات احلال الاستقرار ومحاربة حركات التمرد".واكد رامسفلد "نخوض معركة ستكون على الارجح طويلة الامد" مشيرا الى ان اولوية "الاعداء" هي "منع تشكيل حكومة ديموقراطية في العراق وكذلك في افغانستان".ويحاول القادة السياسيون العراقيون تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات التي جرت في 15 ديسمبر الماضي وحقق فيها الشيعة فوزا بدون ان يحصلوا على الاغلبية البرلمانية.ورفض رامسفلد اقتراحات حول وضع برنامج زمني لانسحاب القوات الاميركية للضغط على القادة السياسيين للتوافق.وقال ان "الايرانيين لا يريدوننا هنا (في العراق) ولا اعتقد ان فكرة تعزيز هؤلاء الذين لا يريدون الخير للشعب العراقي ستكون جيدة".واتهمت رايس في شهادتها ايران ايضا. واكد رامسفلد والجنرال بيتر باس رئيس اركان الجيوش الاميركية ان الولايات المتحدة ليس لديها خطط لمهاجمة ايران. وقال باس "لكن اذا كان هناك ايرانيون يقاتلوننا ضنا في العراق عندها ستعاملهم بالتأكيد كاعداء للعراق".ميدانياً قالت الشرطة العراقية ان هجوما انتحاريا بشاحنة ملغومة استهدف أمس الجمعة نقطة تفتيش للقوات الامريكية وقوات الامن العراقية في الفلوجة مما أدى الى مقتل 11 من بينهم خمسة من الشرطة.ولم يصدر الجيش الامريكي اي بيان عن الانفجار الذي وقع في شرق الفلوجة الواقعة على بعد 50 كيلومترا غربي بغداد.وذكرت الشرطة ان ستة مدنيين قتلوا لدى اصطدام الشاحنة الملغومة بطابور من العربات. في سياق اخر قال وزير العدل العراقي أمس الجمعة ان السلطات العراقية لا تعتزم مواصلة استخدام سجن ابو غريب بعد ان ينهي الجيش الامريكي العمليات هناك في الاشهر القليلة القادمة.وفي اعلان مفاجيء قال الجيش الامريكي انه يعتزم اغلاق السجن في الشهرين او الثلاثة اشهر القادمة بعد نقل المعتقلين الباقين فيه الى مكان اخر.ويقول الجيش الامريكي ان 4500 نزيل تحتجزهم القوات الامريكية في ابو غريب للاشتباه في قيامهم بأنشطة تمرد سينقلون منه بمجرد ان يكتمل بناء موقع جديد في المطار القريب. .