إسلام اباد / 14 أكتوبر / رويترز:قال مسؤول أمني يوم أمس الخميس إن قوات الأمن الباكستانية قتلت 20 متشددا بالقرب من الحدود الأفغانية في الوقت الذي تصاعد التوتر بين باكستان والولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع حركة طالبان وتنظيم القاعدة.وكانت حركة التمرد المتنامية في أفغانستان قد زادت من الضغوط التي تمارس على باكستان لتعقب المتشددين الذين يعملون انطلاقا من ملاذآت امنة في جيوب نائية على الجانب الباكستاني من الحدود. وأدى ذلك أيضا الى زيادة حادة في العمليات التي تقوم بها الولايات المتحدة ضد المتشددين في باكستان.وتقول الحكومة الجديدة في اسلام اباد إنها ملتزمة بالحملة للقضاء على المتشددين التي دشنت بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر أيلول على الولايات المتحدة قبل سبع سنوات لكنها ترفض أي توغل للقوات الامريكية في أراضيها.وصرح مسؤولون أمنيون بأن قوات أمن باكستانية مدعومة بطائرات الهليكوبتر الحربية قتلت 20 متشددا في هجوم بدأته يوم أمس الأول الاربعاء على معقل للمتشددين في قرية راشكاي وذلك في أحدث قتال بين الجانبين في منطقة باجاور بشمال غرب باكستان.وقال مسؤول طلب عدم نشر اسمه “سيطرنا تقريبا على المنطقة. تتقدم قواتنا ومن المرجح أن تستكمل العملية اليوم.”وقال مسؤول عسكري ان أربعة جنود قتلوا أيضا وان من بين القتلى بعض العرب.ويعبر المتشددون في باجاور - حيث يعتقد محللون ان زعماء بارزين في القاعدة مختبئون هناك - الحدود الباكستانية لدخول أفغانستان وشن هجمات على قوات غربية وقوات حكومية.وتصاعدت وتيرة العنف في أفغانستان على مدى العامين الماضيين بعد ان أعادت القاعدة وطالبان تنظيم صفوفهما وأقر الجيش الامريكي يوم الأربعاء الماضي بأنه لا يكسب الحرب هناك وأنه سيراجع استراتيجيته للقضاء على ملاذات المتشددين في باكستان.وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية يوم أمس الخميس أن الرئيس الامريكي جورج بوش وافق سرا في يوليو تموز على السماح ولاول مرة لقوات أمريكية خاصة بشن هجمات برية داخل باكستان دون موافقة الحكومة الباكستانية. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من أي متحدث عسكري أو حكومي باكستاني على التقرير لكن قائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني قال في بيان شديد اللهجة يوم الأربعاء ان باكستان لن تسمح بعمل أي قوات أجنبية على أراضيها.وأضاف أن باكستان ستدافع عن سيادتها وسلامة أراضيها بأي ثمن.وكانت قوات كوماندوس أمريكية محمولة جوا بطائرات هليكوبتر شنت هجوما بريا الاسبوع الماضي في منطقة وزيرستان الجنوبية الباكستانية وهي أحد معاقل المتشددين على الحدود في أول توغل معلن لقوات أمريكية داخل باكستان منذ غزو أفغانستان عام 2001 . وأسفر الهجوم عن مقتل 20 شخصا.وأدانت باكستان العملية الامريكية واستدعت السفير الامريكي لتقديم احتجاج.ويزيد الهجوم الامريكي من تعقيد الموقف بالنسبة للرئيس الباكستاني الجديد اصف علي زرداري الذي أدى اليمين الدستورية يوم الثلاثاء بعدما أجبر الرئيس السابق برويز مشرف على التنحي الشهر الماضي بعد تسع سنوات قضاها في الحكم.ولا تلقى العملية التي تقودها الولايات المتحدة للقضاء على المتشددين تأييدا كبيرا في باكستان حيث يقول كثيرون ان دعم العملية تسبب في موجة من هجمات دامية يشنها المتشددون في أنحاء باكستان.وكان ستة أشخاص قتلوا في أحدث هذه الهجمات عندما ألقى أشخاص يشتبه في أنهم متشددون قنبلة يدوية على مسجد مساء أمس الأول الأربعاء. وكانت الشرطة الباكستانية قالت في وقت سابق ان 14 شخصا قتلوا في الهجوم.ويعتبر زرداري مثل مشرف مقربا من الولايات المتحدة الا أنه رئيس مدني منتخب لذا فانه يواجه ضغوطا للامتثال لرأي الشعب.وتأزمت العلاقات الباكستانية الافغانية كذلك حيث تشتكي أفغانستان من أن المتشددين يظلقون من مخابئ في باكستان كما تطالب اسلام اباد بالقضاء على معاقلهم.وتقول باكستان انها تفعل كل ما بوسعها لوقف انتقال المتشددين عبر الحدود لكنها تقلل من أهمية هذه المعاقل وترى أن الحرب في أفغانستان شأن أفغاني.