نجوم ومخرجو أعماله نسبوا إليه الفضل في نجاحهم
القاهرة/ متابعات:توفي كاتب الدراما المصري البارز أسامة أنور عكاشة صباح أمس الجمعة عن عمر يناهز 69 عاماً بعد صراع طويل مع المرض، حسب ما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية.وكان عكاشة من أبرز الكُتاب الذين أعادوا الاعتبار الى مؤلف الدراما المصرية بمسلسلاته التلفزيونية التي ارتبطت بممثلين بارزين منهم فاتن حمامة في “ضمير أبلة حكمت”، ومحمود مرسي في “لما التعلب فات”، ومحمود المليجي في “وقال البحر”، ويحيى الفخراني في أكثر من عمل.ومن أبرز مسلسلاته “الراية البيضا” و”الشهد والدموع” و”زيزنيا” و”ليالي الحلمية” التي تعد من أطول المسلسلات العربية وهي نحو 150 حلقة في خمسة أجزاء.وكانت آخر أعمال الكاتب الراحل “المصراوية” التي أُنتج منها الجزآن الاول والثاني في العامين الماضيين.وللكاتب أفلام سينمائية لكنها لم تحقق شعبية مثل مسلسلاته منها “كتيبة الإعدام” و”الهجامة” و”دماء على الأسفلت” وله روايات منها «منخفض الهند الموسمي».ونال عكاشة أوسمة وجوائز أبرزها جائزة الدولة التقديرية.وعكاشة من مواليد محافظة الغربية عام 1941 وحصل على ليسانس الآداب قسم دراسات علم النفس والاجتماع عام 1962.وأكد عدد من نجوم الدراما المصرية الذين قدموا أعمالا فنية للكاتب المبدع أسامة أنور عكاشة أن أعماله كانت سببا في نجاحهم ونجوميتهم وانتشارهم جماهيريا، وأن أعمال هذا الكاتب العظيم كانت نقطة تحول في حياتهم وعلامة فارقة في تاريخ الدراما العربية .فقال الفنان صلاح السعدني لموقع ( العربية نت ) “قدمت مع عكاشة أشهر واهم أعمالي التليفزيونية مثل “ليالي الحلمية” في دور العمدة سليمان غانم، وكذلك مسلسل “ ارابيسك “ في دور حسن ارابيسك ، وهذين العملين اعتبرهما من الأعمال الخالدة في حياتي وحياة مؤلفهما أسامة أنور عكاشة الكاتب البارع الذي لايضاهيه أي كاتب درامي آخر مع احترامنا وتقديرنا للجميع، فهو الذي أنشأ واخترع ما يسمى بالأدب التليفزيوني من خلال أعماله التي أطلق عليها الروايات المرئية ، وهو بأعماله سيبقى بيننا خالدا ، لأنه كاتب كبير من الصعب أن تعوضه الأيام بسهولة.أما الفنان يحيى الفخراني فأكد أن عكاشة أهم كاتب عربي في مجال الدراما التليفزيونية ، وكانت له تجارب أخرى في السينما والمسرح ، ولكن لم تكن على مستوى أعماله التليفزيونية و هو الذي ارسى قواعد المسلسلات المتعددة الأجزاء نظرا لثقافته ، فقدم “ليالي الحلمية” و “الشهد والدموع” و “المصراوية” وكان ينوي كتابة زيزينيا في أجزاء الذي لعبت بطولة الجزء الأول من هذا المسلسل المهم في حياتي إلى جانب “ليالي الحلمية” العمل الذي لم يتكرر إلى الآن نظرا لأهميته وشعبيته وجماهيريته على المستوى المحلي والعربي ، كما كان لقاء السحاب الذي جمعني بالنجم الكبير محمود مرسي في مسلسل “ لما التعلب فات “ من تأليف عكاشة أيضا ، فهو الذي أكد على نجوميتنا وساعد في نجاحنا وانتشارنا ومعظم نجوم الحلمية خرجوا منها أبطال لمسلسلات كبيرة فيما بعد .وقال الفنان احمد بدير : أسامة أنور عكاشة من أعظم كتاب الدراما وخاصة في التلفزيون ، واعتبره رائد الواقعية ورائد الأعمال الملحمية التي تؤرخ لتاريخ مصر ، وقد عملت معه مسلسل “زيزينيا” في دور الشيخ عبدالفتاح وهو من أهم الأعمال في حياتي ، وأسامة أنور عكاشة أثرى التليفزيون والدراما العربية بكتاباته الرائعة وكان يغوص في أعماق الشخصية المصرية ويعبر عنها ببساطة وتلقائية شديدة، وكان صادقا في كتاباته ، وقد خسرت مصر والوطن العربي كله كاتب كبير وفذاً بحجمه وربنا يعوضنا عنه خيرا.لكن الفنان خالد زكي الذي قدم للمؤلف الغائب مسلسلات كثيرة كان أهمها “الطيور والصيف” مع ليلى علوي و”حب بلا ضفاف” مع آثار الحكيم و”الشهد والدموع “ مع عفاف شعيب ، أكد أن المسلسل الأخير كان نقطة تحول في حياته وسببا كبيرا في شهرته ونجوميته.وقال زكي بالتأكيد أسامة صنع نجومية الكثيرين من الفنانين بأعماله المتميزة جدا ، ورحيله خسارة فنية وإنسانية كبيرة جدا بالنسبة لنا ، وان كان قد رحل فهو باق معنا بأعماله الخالدة إلى الأبد ، وفي النهاية نعزي أسرته الكريمة ونطلب له الرحمة ولأسرته الصبر والسلوان .ولفت النجم ممدوح عبد العليم إلى إن أعمال عكاشة كانت سببا في نجوميته منذ أن شارك في” ليالي الحلمية” وفي عدد آخر من الأعمال كان من أهمها “المصراوية” في الجزء الأول. وقال عبد العليم : هو كاتب لا يعوض وسوف تفتقده الدراما العربية ، لأنه كاتب مثقف ومؤلف جدير بالتقدير والاحترام ، وأديب وروائي من الطراز الأول فرحمة الله عليه وربنا يعوضنا عنه خيرا .وأشار النجم هشام سليم إلى أن أسامة أنور عكاشة من الكتاب المرموقين على مستوى العالم وليس على المستوى المحلي أو العربي فحسب ، لأنه مبدع حقيقي ومؤلف بحجمه أبدع وكتب كل هذه الروائع فبالتأكيد كان يحترق ويبدع ويعتكف شهورا في صومعته بالاسكندرية ليضيء شاشة رمضان سنويا بأعمال خارج المنافسة ، وأنا أسعدني الحظ إنني عملت من خلال مسلسلاته كثيرا مثل “ ومازال النيل يجري “ و “ الحلمية “ و “ المصراوية “ و “ الرايا البيضا “ وغيرها من الأعمال الكبيرة والمهمة في حياتي . أما أكثر واهم المخرجين الذين تعاملوا مع المؤلف الراحل فهو المبدع محمد فاضل الذي تحدث لـ “ العربية . نت “ من العاصمة السورية دمشق حيث يصور هناك مسلسله الجديد “ السائرون نياما “ ، و قال فاضل : كنت مرتبطا به اشد الارتباط قدمنا عشرات الأعمال الناجحة والمتميزة والتي صنعت نجومية معظم الفنانين والتي حققت لي وله مشوارا فنيا ناجحا ومتميزا ، فقدمت من تأليفه مسلسلات كبيرة ومهمة في حياتي مثل “الرايا البيضا” و “قال البحر” و”أبو العلا 90” و “ومازال النيل يجري “ و”عصفور النار” و” النوة “ و “أنا وأنت وبابا في المشمش” وكانت هناك سهرة من أهم السهرات التليفزيونية ولعب بطولتها محمود مرسي وليلى طاهر وهي “ سكة رجوع “ التي كانت من أهم الأعمال والتجارب التلفزيونية المهمة ، ولكن لم يلتفت لها كثيرا ، كما إنني بصدد إخراج آخر مسلسل من تأليفه والذي تعاقدنا عليه معا لحساب مدينة الإنتاج الإعلامي وهو مسلسل “ حارث الجنة “ ، ولا اعلم إذا كان قد انتهى تماما من كتابته أم مازال لم يكتمل بعد .وأكد المخرج محمد فاضل بقوله: أسامة أنور عكاشة لاشك في انه كان نقطة تحول كبيرة في الدراما التليفزيونية المصرية مع تقديري واحترامي للكتاب الآخرين، فهو المؤلف الأول الذي جعل من الدراما التليفزيونية دراما شعبية وليس دراما خاصة ، وان كان لم يتنازل أبدا في يوم من الأيام ويقدم أعمالا يتقرب بها للجمهور العادي ، لان ميزته انه مؤلف لجميع الفئات من الشعب العربي سواء كانوا مثقفين أو من الطبقات الشعبية، ولو قمنا بتحليل أعماله نجده قد جمع بين العنصرين ، وكان نقطة تحول كبرى في الدراما المصرية ، كما استطاع أن يعمل لنفسه ركنا أساسيا ومتفردا وقيمة فنية كبيرة لا يجاريه فيها احد وذلك من خلال أعماله ومشواره مع الإبداع الدرامي الذي كان فيه متألقا إلى ابعد مدى.