بغداد/14 أكتوبر/رويترز: قالت نوال السامرائي وزيرة الدولة لشؤون المرأة بالعراق إن سنوات من الحرب تركت العديد من العراقيات أرامل يائسات تجهلن القراءة والكتابة ونتيجة لوضعهن المتدهور أصبحن فرصة يمكن للمتشددين استغلالها.. وحذرت السامرائي من «كارثة» إذا لم يجر بذل المزيد لضمان حقوق النساء التي تقلصت أيضا نتيجة لتزايد الأصولية والطائفية اللتين حرمتا العراقيات من الحريات التي كن تتمتعن بها ذات يوم. وتابعت السامرائي في مقابلة أمس الأول الإثنين «واقع مترد ينذر بكارثة إن لم نستدرك الأمر ونحاول إيجاد منافذ للمرأة المحاصرة من كل الجهات .. إن لم نثقف المجتمع بشكل سريع.» وتحدثت قبل ساعات من تفجير مهاجمة إنتحارية نفسها مما أسفر عن سقوط 22 قتيلا شمالي بغداد. وكانت هناك أكثر من عشرين مهاجمة انتحارية العام الحالي وهو أمر قالت السامرائي إنه يسلط الضوء على يأس النساء مما يجعلهن عرضة لاستغلال المتشددين لهن. وبرامج إعادة التأهيل والتوعية بحقوق النساء وحملات مكافحة الأمية من بين الأمور التي تريد وزيرة الدولة استخدامها لتحسين الوضع. وقالت إن هناك أكثر من 1.5 مليون مطلقة ومليوني أرملة ونحو أربعة ملايين إمرأة تجهلن القراءة والكتابة. وكثيرا ما تعاني المطلقات والأرامل اللائي كن يعتمدن من قبل على دخل أزواجهن. والفقر والجهل والاضطرار إلى النزوح ليست مشاكل قاصرة على العراقيات ولكن وضعهن المهمش حتى داخل منازلهن زاد من محنتهن. ونالت النساء في العراق حقوقهن بدرجة كبيرة في الثمانينات بشكل كان بالإمكان مقارنته مع الغرب. ومنذ ذلك الوقت أدت الحرب والعقوبات إلى بقاء العديد من النساء داخل منازلهن. وأدى الغزو بقيادة الولايات المتحدة إلى تراجع حاد في حقوق النساء. وقالت السامرائي «تعاني المرأة من التهميش والإقصاء ومن الاضطهاد... هي تعتبر شئ ثانوي في الأسرة.»، وتابعت أنها على علم بحالة واحدة في محافظة ديالى باعت فيها الأسرة ابنتها من أجل المال لكي تصبح مهاجمة انتحارية. وفي حالات أخرى قد تكون النساء ترغبن في الثأر بعد رؤية أفراد في عائلاتهن يقتلن أو بعد تعرضهن هن أنفسهن لهجمات، وأضافت السامرائي «المرأة التي تقدم على الانتحار (تشن هجوما انتحاريا) هي إما يائسة أو مجبرة من قبل الزوج أو الأهل... تباع وتشترى وليس لديها رأي.» ويقول الجيش الأمريكي إن متشددي تنظيم القاعدة يستخدمون المهاجمات الانتحاريات إذ يمكن ألا يرصدن من رجال الشرطة الذين لا يرغبون في تفتيش النساء. وقالت فتاة تبلغ من العمر 15 عاما التي سلمت بنفسها قبل أن تشن هجوما انتحاريا الشهر الماضي إن أقارب لها ربما قمن بتخديرها. وقالت السامرائي إن مثل هؤلاء النساء يجب التعامل معهن بتعاطف ووضعهن في مراكز إعادة تأهيل، وتابعت أن إضافة إلى مثل هذه المراكز يجب أن تؤسس منشآت لتدريب النساء ومنازل آمنة كما يجب توعية المجتمع بأكمله بحقوق النساء. وتهدف الحكومة إلى البدء في حملة تستمر خمسة أعوام في شتى أنحاء البلاد العام المقبل للقضاء على الأمية. وقالت السامرائي «الحل لن يكون بين ليلة وضحاها لكننا يجب أن نبدأ... ليس لدينا خيار آخر. كان المفروض أن نبدأ قبل الآن... نحتاج إلى عشر سنوات على الأقل لنصل إلى تغير واقع المرأة العراقية».