أضواء
أول مرة ظهر مرض نقص المناعة «الإيدز» في ثمانينات القرن الماضي، انشغل العرب في أصل المرض، وهل «CIA» هي من صنعته بعد تهجين فيروسات لتنشره في العالم العربي لتدمر مقدراته؟بعد وقت نسي العالم العربي المؤامرة وبدأ يردد قصصا للتخويف، وأصبحت قصة المرأة الأمريكية التي أغوت رجلا عربيا، ثم في الصباح استيقظ العربي ولم يجدها، وحين دخل لدورة المياه وجد المرأة التي اختفت قد كتبت له على المرآة «أهلا بك في عالم الإيدز»، ثم جاءت قصة الرجل الذي سكب بعضا من دمه في وعاء في حفلة، فأصيب جميع من في الحفلة «مع أن المرض لا ينتقل بهذه الطريقة ما لم يكن هناك جرح في جسد الإنسان لأن الفيروس ضعيف جدا ما لم يدخل للدم»، ثم جاءت قصة فتيات إسرائيل اللاتي أرسلن لنشر الإيدز في العالم العربي بعد التطبيع.واستمر الحال في العالم العربي قصصا وعدم وعي بهذا المرض وكيفية انتقاله، إلى أن جاءت إحصائيات عام 2003م لتعلن للعالم العربي أن نسبة انتشار المرض عن العام السابق 300 في المائة.في ذاك الوقت كانت مؤسسات المجتمع المدني وبالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة الإنمائي» تحاول بشتى الطرق إدخال المؤسسات الدينية في برنامج التوعية وحماية المجتمع العربي.فجاء إعلان القاهرة «للرموز الدينية في البلاد العربية لمواجهة وباء الإيدز» عام 2004م ليضع مبادئ عامة ووقاية وعلاجا ورعاية وآلية التحرك لمواجهة انتشار المرض.هذا الإعلان كان له أثره في بعض الدول، وخصوصا في الجزائر إذ تحركت وزارة الشؤون الإسلامية وطالبت أئمة المساجد في الجزائر باستغلال خطبة الجمعة لتوعية المواطنين وحثهم على التعاطف مع المتعايشين مع المرض وحماية أسرهم.كان لتحرك المؤسسات الدينية أثره الكبير في الجزائر والمغرب وإلى حد ما في باقي الدول العربية الموقعة على إعلان القاهرة، وكانت المؤسسة الدينية لدينا غائبة عن هذا الإعلان، وما زالت غائبة عن برنامج وزارة الصحة والجمعية الخيرية لمرضى الإيدز، ولم تشارك في هذا الأمر.هذا الغياب ربما بسبب عدم التنسيق بين الوزارة والجمعية وبين المؤسسة الدينية لتمد لهم يد العون؛ لأنني على يقين أن المؤسسة الدينية ستبذل كل ما في وسعها طالما القضية تصب في مصلحة المواطنين.تقول منسقة البرنامج الإقليمي للإيدز التابع للأمم المتحدة الدكتورة خديجة معلى: «لدينا ورقة بخط يد الشيخ يوسف القرضاوي كتب فيها: الزنا حرام شرعا، وإن كان الإنسان ضعف فعليه استعمال الواقي حماية لأسرته وأبنائه».وكانت الإحصائيات تقول: إن 85 في المائة من النساء المصابات بالمرض انتقل إليهن عن طريق الزوج.[c1] صحيفة (عكاظ) السعودية