مخاطبة الشعب والشكوى له بمرارة عن فظاعة ما وصلت اليه الأمور من حالة عبثية وممارسات تمت خلال المرحلة الماضية تحت شعار الحوار لم يكن سوى تعبير صريح عن اللجوء الى صاحب المصلحة الحقيقية والأولى والمتمثل في الشعب مالك القرار الأول والأخير.ولم يكن بالتالي مستغرباً ان نجد احد طرفي الحوار والمتمثل في احزاب التحالف الوطني الديمقراطي يلجأ لخيار مخاطبة الشعب، ذلك ان الابواب والمسارات التي كان مامولاً ان يشق الحوار عبابها الحوار باتت موصدة واصبح من المستحيل اعتبارها دروب نجاة وخلاص من واقع يعيشه الوطن ومن احتقان سياسي تجاوز كثيراً وبلا منطق او عقل ثوابت الوطن وراح يغرد بعيداً مع اعداء الشعب الذين يكرهون ولو للحظة واحدة ان يروا بأم أعينهم خطوة يمانية رائدة باتجاه المستقبل الأفضل.لم يكن مستغرباً هذا اللجوء الى الشعب الصابر الذي تحمل كثيراً من التداعيات والارهاصات التي جلبها اليه الحوار الذي ارادت احزاب ومنظمات الدفع به باتجاه تحقيق احلامها ومصالحها الضيقة وراحت من خلاله تحلم وتحلم بكل ماهو عبثي يحقق لها ساديتها التي تعاني من نزيف حاد في مسئولياتها.. نزيف كاد ان يعصف بالوطن تحقيقاً لأحلامها التي ما أنزل الله بها من سلطان.. إذاً اللجوء الى الشعب من قبل أحزاب التحالف الوطني الديمقراطي يعد تعبيراً صارخاً وواضحاً وجلياً عن عظمة المسئولية الوطنية التي تستشعرها هذه الاحزاب ازاء دورها وواجباتها ومسئولياتها تجاه شعبها.لجوء لاريب يحمل في طياته حكاية طويلة عن حوار احزاب ومنظمات سياسية هكذا نسميها وفقاً للقانون الذي منحها هذه التسمية حكاية جديرة بأن يرصد تفاصيلها كتاب السيناريوهات الدرامية ففيها ما يشجعهم على حبك قصة طويلة باجزاء وأجزاء بل وملحقات عن اضحوكة زعمت هذه الاحزاب بأنها الحوار وضربت عرض الحائط بكل ما تمثله من مثل وقيم واخلاقيات دينية ووطنية وانسانية..الخ من المسميات والاوصاف المعبرة عن كل ماهو مشرق وحضاري في تاريخ الإنسان بل والاوطان.حكاية ملها الشعب بكل قواه، مل متابعة احداثها السمجة، مل سماع شريطها المشروخ الذي لم يأت يوماً بجديد سوى المزيد من تكريس ممارسات اللاروح، اللا وعي، اللا فهم، اللا انتصار للوطن ولمصالحه العليا.حكاية احداثها تبكي كل غيور على وطنه وأمته ،حكاية مثلت بكل ابعادها الدرامية فظاعة ما يرتكب من جرم في حق الممارسة الديمقراطية تحت شعارات جوفاء تحاول عبثاً مخاطبة الشعب وتصور له كثيراً وتجهيلاً بأنها تحاول الانتصار لآماله وتطلعاته..آمال وتطلعات ظلت احزاب اللا وعي واللا منطق سياسي ولا موقف مبدئي ولامنطق ولا استفادة من تجارب الآخرين تحاول عبثاً التسويق لها في وقت يواجه فيه الوطن تحديات اكبر.. تحديات فضحت بجلاء فظاعة هذا التسويق السياسي الرخيص الذي لم يستطع ولو للحظة واحدة ان يتناغم مع معطيات الراهن او يحاول التأكيد ان معطيات اليوم تتطلب بالنسبة للشعب حركة دراماتيكية تعلو على مفهومي الفوضوية والديكتاتورية ونوازع الروح الشمولية التي للاسف الشديد تخلصت منها القيادات العليا في يمن اليوم ووجدناها تحل في عقول ووجدان المعارضة في افظع صور اللامعقول في الحياة الديمقراطية التي تعيشها الشعوب الناشئة ديمقراطياً على الاقل..دراما عديمة الفكر والفائدة والرسالة الوطنية والاجتماعية.. رسالة فشلت مبكراً في الوصول الى الجمهور اليمني، ومع ذلك ظل اصحابها يكررون ارسالها لكن دون جدوى، دون تغذية راجعة كما يسمون ذلك في علم الاتصال والاعلام ودون تواصل واتصال حميم ولو في أبسط ابجدياته مع الشعب الذي يحاولون التغرير به والذهاب بعيداً ليس الى المستقبل الأفضل ولكن الى محطات عدة الى الوراء.. محطات مليئة بدوائر الصراع والتطاحن التي ملها الشعب وفر من فظاعة ما تكبده من جرائها من خسائر فادحة مازال حتى اليوم يدفع ثمنها كإرث بغيض من ماضٍ أبغض يمثل اليوم أحد العوائق الكؤودة التي تقف أمام مسيرته لتثنيه عن مواصلة تحقيق احلامه على ارضه أو أن يستفيد ولو قليلاً من تاريخه الحضاري التليد.
بيان للشعب.. لماذا؟ (1 - 2)
أخبار متعلقة