فن تشكيلي .. المرأة اليمنية والأبداع الفني
د. زينب حزام أن العمل الإبداعي للفنانة التشكيلية الهام العرشي يشمل ثلاثة شروط رئيسية صاحبة عملها الفني وهي اولاً حرية التعبير الفني ، ثانياً الثقافة العيانية للمناظر الطبيعية ، ثالثاً مرونة اليد في رسم اللوحات المختلفة .لقد عادت الفنانة الهام العرشي إلى نشاطها الفني بعد الاجازة الفنية القصيرة التي اخذتها لظروف خاصة بها ، وبعودتها إلى النشاط الفني والمشاركة بالمعارض الفنية المتعلقة بنجاح الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجالس المحلية واعياد ثورتي سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، عادت الفنانة التشكيلية الهام العرشي للمشاركة من جديد ومزاولة نشاطها الفني على درجة عالية من النشاط ،واستطاعت ان تجسد حضور المرأة اليمنية الفني في مهرجان اعراس الديمقراطية التي تم برعاية وزارة الثقافة تحت رعاية الاستاذ القدير الشاعر والوزير خالد الرويشان وزير الثقافة .والفنانة التشكيلية الهام العرشي المحاضرة في قسم الفنون التشكيلية في معهد الفنون الجميلة بعدن ، من الاسماء اللامعة في مجال الفن التشكيلي اليمن ، حيث ساهمت برفع الفن اليمني إلى مستوى عالي ، فمن الضروري إذن القاء الضوء على تجربتها الريادية المهمة .[c1]الهام العرشي مبدعة يمنية لها مشوارها الفني [/c]هي مبدعة ومحاضرة متميزة في مجال الفن التشكيلي اليمني ، جمعت قوة الذكاء والاخلاص في العمل وحب الطبيعة ، والانسان وامتلكت ثقافة تشكيلية هي مزيج من جماليات غربية وشرقية، وقدرة في التصوير الفني والتقاط نبض الحياة والحركة الطبيعية الانسانية ، ورسم حركة الكائنات والاشياء ، يد مطواعة تنتج بتلقائية محتمة إلى الوعي والمعرفة وخيال يرتقي بالواقع إلى مصاف فني وجمالي استطاعت الفنانة الهام العرشي نسج الوانها من الطبيعة اليمنية البحر وشواطئ صيرة ، وكورنيش ساحل ابين والشواطئ الذهبية في الساحل الذهبي بمدينة التواهي والنوارس في شواطئ مدينة خورمكسر ، وحقول البن في صنعاء وإب وذمار ويافع وبساتين الفل والمشموم في لحج كل هذه المناظر الطبيعية الخلابة اثرت على نفسية الفنانة التشكيلية الهام العرشي ، فجاءت لوحاتها مشرقة معبرة كالتي نراها في نهار مشرق ، اكتشفت فيه الضوء والحيوية فساعدها على خوض مختلف تجاربها الفنية المعبرة عن هواجسها واكتشاف شخصيتها المتميزة ولغتها ، ومفرداتها التشكيلية ، لم تكن تشكو الفراغ ، البياض بل كانت أناملها الرشيقة بعفويتها تملؤه بخفة وشفافية وقدرة على الخلق والتكوين والتأليف بالخطوط والألوان معاً .تأثرت بالتعبيرين الالمان والروس وفان جوخ وغوغان وغيرهم من رواد الفن التشكيلي الاوروبي والعرب ، ورسمت عصرها بفرادة مما يجعل المشاهد للوحاتها الفنية يقول متأملاً هذه لوحات الفنانة التشكيلية اليمنية الهام العرشي.أنها بالفعل فنانة متميزة عرفتها من خلال عملي الصحفي والاستطلاعات الصحفية التي قمت بها للصفحة الثقافية في معهد الفنون الجميلة بعدن ، فنانة متواضعة ، تحمل العلم والثقافة والفن والتواضع، وهي كما يعرفها الجميع من اسرة مثقفة ، بدأت الفنانة التشكيلية الهام العرشي مشوارها الفني برسم ما شا لها من المواضيع ، بدءاً برسم البحر في منطقة التواهي ورسم النوارس، والمناظر الطبيعية كرموز تبني عليها تراكيب معقدة، حسبها فقط اثناء الفعل الفني، ان يظل النبض الانساني حاضراً في قوة، سواء جاءت النتائج ذات ملامح هندسية ساكنة مجردة ، أو عضوية تعبيرية هادرة، أي أنها بسيطة في لغتها التعبيرية ، تخاطب العقل والوجدان برقة بما تحملها مشاعرها الفنية اتجاه هذا الفن الانساني رفيع المستوى ، هذه اللوحات الفنية التي رسمتها الفنانة التشكيلية الهام العرشي والتي تحمل المعنى الانساني .خلاصة القول ان الفنانة التشكيلية الهام العرشي ترسم وتزخرف كيفما شاء لها ذلك ، دون حدود أو قيود فنية ، حسبها فقط مهارة الاداء والوعي بلغة الحرية في اختيار المواضيع الهادفة والبناءة مما اتاحت لها التنقل من اسلوب إلى آخر .بل من المنطق الفني التشكيلي المشحون بالمضمون الانساني الهادف والذي يتماشى مع الحرية الديمقراطية التي وهبتها الدولة اليمنية لكل فنان ومبدع ومفكر في اليمن .والواقع ان أهم ما يميز نتاجات الفنانة التشكيلية الهام العرشي ، هي تلك الروح اليمنية التي تبتدعه في كل انتاجاتها ولوحاتها الفنية مهما تنوعت ، روحاً خالصة ليست مرتبطة بالموضوعات الفنية التي ترسمها في لوحاتها فقط وانما باساليب الصياغة ، وبالموضوعات التي تطرحها الرموز الفنية التي تمتلئ بها لوحاتها ، وذلك نستشعره كرائحة البن اليمني ورائحة الفل والمشموم من بساتين الحسيني في لحج الخضراء ، نسمة امواج البحر في شواطئ الساحل الذهبي في منطقة التواهي ، مهما تباينت الرموز والعناصر الشعبية ، فان فنانتنا التشكيلية الهام العرشي تجمع بين الميتافيزيقية والواقعية وحتى في التجريد في توليفة واحدة ، جمعا ناتجاً من الوعي بها جميعاً والاستيعاب الهاضم لمعطياتها، وليس القصد المباشرة بل اختيار المواضيع الانسانية الهادفة في كل اعمالها الفنية، والفنانة اليمنية الهام العرشي لها العديد من اعمال الزخرفة الشعبية ، والتصاوير للقصص المصورة، وربما ايضاً ترسم بحرية ، دون تقيد بموضوع معين أو أسلوب واداءات واحدة، وان عمليات ترك العنان للفن كي يتوالد ويشكل المغامرة في كل مرة فتخرج ابداعات جديدة حملها مشوارها الفني الطويل التي رافقها منذ الطفولة والصبا ، مثل الروايات التي تسمعها من اهلها ومخزون الرؤية للموروثات الشعبية في عدن وحضرموت وصنعاء القديمة ، وتقاليد الافراح والاعراس اليمنية وزخرفة القمريات والنوافذ والابواب في المنازل الشعبية .. كل هذا اجتمع عند الفنانة التشكيلية الهام العرشي كخبرات اختلطت الصياغة والاداء ، فاضفت دون مباشرة ـ تلك الروح والنكهة اليمنية قدمت الهام العرشي تجربتها الفنية لطلابها في قسم الفنون التشكيلية بمعهد الفنون الجميلة بعدن ، دون تردد أو خوف , لان كل اعمالها الفنية اتسمت بحضور قوي للانسان بمشاعرها الرقيقة ورغباتها النزية واحلامها الشاعرية ولوحاتها الفنية الزاهية الالوان الصافية التي تحمل حسن التعبير، وقدرة عالية في الاداء الفني لقد تزاحمت كل العناصر والمفردات في لوحات الفنانة التشكيلية الهام لعرشي .لقد حققت الفنانة التشكيلية الهام العرشي نجاحاً في مجال الفن التشكيلي بأسلوب بسيط المظهر عميق المخبر، رائعاً قريباً من النفس بنزعته الانسانية الفرحة والمحبة للحياة.