تفجر الصراع بعد انتخاب الرئيس أظهر توترات يجري التلاعب بها سياسيا
نيروبي/14 أكتوبر/ باري مودي: قد تفاقم المشكلات التي تواجهها البلاد في المستقبل محاولات تجاوز الانقسامات الاجتماعية والعرقية العميقة التي تكمن وراء العنف في كينيا من أجل عودة سريعة للهدوء ولنمو اقتصادي مزدهر. ويعكس تفجر العنف بعد إعادة انتخاب الرئيس الكيني مواي كيباكي المتنازع عليها والذي سقط فيه حوالي 500 قتيل فشلا في التعامل مع تفاوتات هائلة في الثروة وتوترات عرقية يجري التلاعب بها سياسيا يرجع تاريخها لعقود من الزمن. يقول محللون إن النخبة من رجال الأعمال والنخبة السياسية والطبقة الوسطى المزدهرة من قبائل كيكويو العرقية التي ينتمي إليها كيباكي والتي تشكل الأغلبية في كينيا حريصة على العودة إلى الحياة الطبيعية والعودة لأعلى معدلات للنمو تشهدها البلاد منذ 30 عاما. وقد يشجع ذلك كيباكي الذي شكل بالفعل نصف حكومته على المضي قدما اعتقادا منه بأن قوة المعارضة بزعامة رايلا أودينجا ستضمحل إذا أصبحت أمام أمر واقع لا يمكن الرجوع عنه. لكن حتى لو نجح كيباكي فإن المشكلات التي تكمن وراء تفجر العنف على نحو صادم ستبقى نظرا للتفاوتات الاجتماعية العميقة والاستياء من هيمنة الكيكويو والساسة عديمي الضمير في الجانبين الذين يزكون الكراهية العرقية. قال المعلق ماشاريا جايتو في صحيفة ذا ديلي نيشن «الحقيقة هي أن السلام والهدوء المصطنعين اللذين تعاملنا معهما دائما كمسلمات تبددا إلى الأبد.»، وتابع قائلا إن «الحل لا يكمن في النخب المتنافسة التي تدخل في تحالفات أو تتقاسم السلطة. وإنما في إعادة تشكيل شاملة للمجتمع.» يقول محللون إن التصورات الغربية عن كينيا كواحة للاستقرار الديمقراطي في منطقة مضطربة تجاهلت بعض التوترات القبلية الأسوأ والتفاوتات في توزيع الثروة في أفريقيا. وقال ريتشارد داودن مدير الجمعية الملكية الإفريقية «من الواضح أن أي شخص أبدى صدمة للعنف الذي تفجر مؤخرا في بلد «مستقر» كهذا لا يعرف شيئا عن كينيا.» وعلى الرغم من النمو الذي شهد تزايدا كبيرا منذ أن فاز كيباكي بالانتخابات في عام 2002 تزايدت الفجوة بين الأغنياء والفقراء مما أوجد طبقة كبيرة من المعدمين المستعدين للخروج للشارع للتعبير عن إحباطهم. فمظاهر الثراء الفاحش في التجمعات السكنية المحاطة بأسوار والسيارات الفارهة للطبقة العليا في نيروبي تذكرة يومية بالتناقض الصارخ مع الأحياء العشوائية التي يعيش بها 60 في المائة من السكان. ولم تكن هناك مصادفة في أن القوة الضاربة التي يعتمد عليها أودينجا الذي يقول إن كيباكي سرق الانتخابات هي جيش المتظاهرين الذين يستطيع قيادتهم في كيبيرا أحد أكبر الأحياء العشوائية في أفريقيا.