بيروت: "كنت أسمع أصوات القصف وبعد عشر دقائق كنت أنسى وأنزل إلى البيسين لأسبح، الشعب اللبناني معتاد على النسيان" قالت الفنّانة دينا حايك سفيرة المنظّمات الإنسانيّة المعروفة منها والمغمورة، وقيد الإنشاء. كانت تتباهى على شاشة "روتانا" التي استضافتها بعد منتصف ليل أمس في جلسة "رمضانيّة" تحدّثت فيها عن أعمالها الخيريّة، ومنظّماتها الإنسانيّة، وإقامتها في منتجع بحري طوال فترة الحرب، حيث كانت تستمع إلى أصوات القصف، تخاف، وبعد عشر دقائق تنسى أنّ لبنان يقصف، وتنزل إلى البيسين لتسبح. وبفخر قالت دينا للمذيعة "نحن اللبنانيون ننسى بسرعة، ربّما لأنّنا اعتدنا على الحروب، تخيلي قصفوا جونية وبعد دقائق معدودة عاودت السّباحة"، فهل تدري دينا كم لبناني مات بقصف جسر جونية؟ لكنّ الفنّانة لم تكن غارقة في السّباحة فحسب، بل قالت للمذيعة "لم أستمع إلى نشرات الأخبار كما فعلت في فترة الحرب"، وآلمها مشهد الأطفال يقتلون، خصوصاً في مجزرة قانا، وقد نعذرها إذا سبحت لتنسى همومها.يبدو أنّ فنّانينا نسوا الفارق بين قدرة اللبناني على تخطّي آلامه، وقدرته على البناء ونسيان الأحزان، وبين انعدام الإحساس، فبدأوا يتباهون بقدرتهم الجبّارة على نسيان أصوات المدافع التي تغتال الأطفال ما أن يخفت صوتها وينطفىء وميض نيرانها، بحجّة أنّهم شعب يحبّ الحياة.قد تعاتب فنّاناً على موقفه فلا تجد منه سوى إجابة نمطيّة "بليز ما بدّي إحكي سياسة"، ولعلّ دينا تنتمي إلى هذه الشّريحة، يشفع لها صغر سنّها وقلّة خبرتها بالحياة، واعتمادها الدّائم على أسلوب الدبلوماسيّة الذي لم يعد ينفع في عصر أصبحت فيه الصّراحة والشّفافيّة من مقوّمات الفنّان النّاجح.
|
ثقافة
دينا حايك تنسى همومها في البيسين
أخبار متعلقة