نص خطاب المناضل عبدالفتاح إسماعيل الذي ألقاه يوم الاستقلال 30 نوفمبر 1967م نيابة عن القيادة العامة لتنظيم الجبهة القومية:أيها المواطنون: يا شعبنا العظيم:في هذه اللحظات الخالدة التي تعيشها جماهيرنا وشعبنا في جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية نقدم لكم تحية الثورة، نقدم لكم باسم الجبهة القومية قائدة وطليعة هذا الشعب، تحية الثورة ونبارك لكم، ونبارك لأنفسنا هذا اليوم السعيد.إن هذا الانتصار الكبير الذي حققه شعبنا اليوم هو في الأساس كان انتصاراً منذ البداية، منذ أول طلقة نار أطلقت في جبال ردفان الثائرة، ومنذ أول قنبلة في عدن المستعمرة.. ان أول طلقة نار في ردفان وأول قنبلة فجرت في عدن كانت هي الأساس في صنع هذا الانتصار الذي ناضل شعبنا من أجله طوال 4 أعوام نضالاً باسلاً خالداً وجباراً، والجبهة القومية، التنظيم الجماهيري والطليعي لهذا الشعب منذ البداية كانت تشعر ان خروج قوات الاحتلال من بلادنا لا يمكن ان يكون الا بواسطة العنف وبواسطة القوة ولهذا فقد اعطت جماهيرنا وأعطى شعبنا الكثير من التضحيات والكثير من المسؤوليات التي تحملها، أعطى الكثير لكي يصل في الأخير فعلاً الى ان يحرز هذا النصر ويفرض على الاستعمار البريطاني ان يجلو عن بلدنا وأرضنا.ولقد أعطت جماهيرنا المناضلة تضحيات كبيرة، فعلى مستوى جيش التحرير في الجبال قدم التضحيات وقدم الشهداء، وقدم المزيد من الدم ليصنع هذا النصر وعلى مستوى الفدائيين في عدن والمدن أيضاً قدم الفدائيون من شعبنا الكثير من التضحيات وعانى الكثير في المعتقلات لكي يصل إلى تحقيق هذا الانتصار وكذلك قدم العمال كقطاع ثوري وأساسي من هذا الشعب، كما قدم الطلبة، كما قدم المناضلون الثوريون، كما قدمت المرأة كل هؤلاء فعلاً بكل هذه القطاعات من جماهير شعبنا قدمت بعملها وبتضحياتها وبعملها الطويل هذا الانتصار والوصول الى هذا اليوم العظيم وباعتمادنا على إرادة الشعب فقط وباعتمادنا على ان هذه الجماهير وان هذا الشعب منظم ويعبأ في إطار الجبهة القومية، بهذا لاعتماد على الجماهير وهذا الاعتماد على تنظيم الجبهة القومية، استطعنا فعلاً ان نجابه كل أعداء الشعب، استطعنا ان نجابه الاستعمار واستطعنا ان نجابه كل عملائه وركائزه واستطعنا فعلاً بهذا الشعب وبتنظيماته ان نسقط النظام السلاطيني الرجعي في كل منطقة في طول المنطقة وعرضها من عدن إلى المهرة وأيضاً في نفس الوقت بالاعتماد على الجماهير بتحقيق الانتصار الكبير للوصول الى هذا اليوم الخالد، وفي تحقيق النصر على المستعمر وكل ركائزه، أيضاً استطعنا ان نحرز النصر بواسطة هذا الشعب وبواسطة تنظيم وطليعة الجبهة القومية في مفاوضات الاستقلال التي تمت بين الجبهة القومية وبين الوفد البريطاني في جنيف. لقد قبلنا بمفاوضات الاستقلال مع الوفد البريطاني ونحن متسلحون بإرادة الجماهير وبإرادة شعبنا وعلى الرغم من ان الجو العربي لم يكن مهيأً لنا، وعلى الرغم من ذلك كله استطعنا فعلاً بإرادة هذاالشعب وبطليعة الجبهة القومية ان نحرز الانتصار الكبير في مفاوضات جنيف لنطلع في النهاية باستقلال حقيقي يمثل إرادة هذا الشعب وحريته وكرامته.أيها المواطنون..لقد جابهتم وجابهت كل الجماهير المناضلة وجابهت كل قطاعات الشعب بتنظيم الجبهة القومية مرحلة شاقة وعويصة في مرحلة التحرر الوطني وفي مرحلة النضال المسلح، ونحن ندرك تماماً ان المرحلة القادمة ليست أقل خطورة من المرحلة السابقة، ان المرحلة السابقة اعتمدت على تضحياتنا وعلى شهدائنا وعلى معتقلينا، ولكن المرحلة القادمة هي أكثر صعوبة وأكثر مشقة من الماضي، ان على الشعب وعلى الجماهير وعلى الجبهة القومية كطليعة لهذا الشعب ان تواجه المرحلة القادمة مرحلة البناء الاجتماعي مرحلة التحول الاجتماعي ومرحلة ما بعد الاستقلال فنحن وان كنا في الماضي ومن خلال انشغالنا بالنضال الشاق الطويل لم نتمكن فعلاً من ان نوجد لهذا التنظيم القومي المتماسك وان نحافظ فعلاً على كل مقاييسه التنظيمية والفكرية لان مرحلة النضال المسلح لم تتح لنا فرصاً كثيرة من وقت الى آخر لنراجع موقفنا ولنؤكد من جديد ونتجاوز كل الثغرات بالنسبة لتنظيم الجبهة القومية.لكن في المرحلة القادمة وهي المرحلة التي تحتاج منا فعلاً الى تنظيم جماهيري حقيقي يقود هذا الشعب في مرحلة البناء القادمة فاننا لابد ان نتوجه لبناء حزب طليعي عقائدي قادر فعلاً على مواجهة أعباء هذه المرحلة وقادر فعلاً ان يقود الجماهير وان يحقق لها غدها المشرق غدها المنتظر ، ان بلداً متخلف كبلدنا يحتاج منا بعد الاستقلال الى جهود كبيرة والى نضالات شاقة فعلاً لننقذ شعبنا من هذا التخلف الذي تركه لنا الاستعمار بعد 129 سنة، ان هذا التخلف وان التركة الثقيلة التي تركها لنا الاستعمار البريطاني فعلاً تحتاج منا الى جهد كبير في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ولذلك فلابد فعلاً من ان يعد هذا الشعب نفسه إعداداً كافياً ويتسلح بالوعي ويتسلح بالإيمان بقضيته ليستمر في طريق النضال.إن مرحلة جديدة من النضال الجماهيري تطل علينا ولابد ان نجابهها بكل شجاعة وصمود وان التخلف الذي فرضه المستعمر لابد من مجابهته فنحن بالنسبة للجانب الزراعي في بلد متخلف .. في بلد لا يمتلك أي شيء من وسائل التصنيع الحديث. وهذا بالتالي سيحتاج منا الى برنامج وخطة للإصلاح الزراعي حتى نستطيع ان نجابه هذا التخلف في هذا الميدان واننا فعلاً نعتمد على الفلاحين وعلى طاقاتهم الثورية في بناء ريف أفضل في بناء ريف سعيد على المستوى الاقتصادي والتجاري والصناعي لابد من خطط تنمية لمواجهة فعلاً هذا التخلف في هذا المجال، ولكي تستطيع الثورة فعلاً ان توجد خطة تنمية للمرحلة القادمة حتى تستطيع ان تحارب الفقر وتحارب الجهل وتحارب المرض وتوجد جيلاً قوياً وتبني حضارة مدنية قوية، لذلك فلابد فعلاً من أن يكون التنظيم الشعبي والجماهيري في يقظة دائمة وفي تسلح دائم لمجابهة المرحلة القادمة ولحراسة الثورة حتى يستطيع الشعب ان يسير نحو تحقيق الانتصارات تلو الانتصارات وأيضاً لابد للجماهير ولابد لتنظيم الجبهة القومية مستقبلاً ان يحمي ثورته من خلال السلطة.إن سلطة الثورة بعد 129 سنة من الاستعمار فعلاً هي أول سلطة حقيقية وطنية خلقت، وهي فعلاً التي انبثقت من إرادة هذا الشعب ومن ان يكون هناك حكماً وطنياً قادراً على مجابهة أعباء المرحلة القادمة لذلك فالجماهير والشعب مطالب فعلاً بحماية هذه السلطة حتى تستطيع الثورة متابعة سيرها نحو الانتصار.. وحتى يتحقق النصر النهائي لكل جماهيرنا ولكل قطاعات الشعب.أيها المواطنون..باسم الثورة وباسم الجبهة القومية نختتم هذه الكلمة بتلاوة القرارات التالية:قرار رقم 1: قررت القيادة العامة للجبهة القومية الممثلة الوحيدة للشعب وهي السلطة الفعلية مايلي:1ـ ان المنطقة التي كانت تعرف في السابق باسم عدن ومحمياتها الشرقية والغربية وكل الجزر التابعة لها تعدمنطقة واحدة وتسمى بجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.2ـ القيادة العامة للجبهة القومية هي السلطة التشريعية لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وستمارس القيادة العامة هذه السلطة حتى يتم إعداد دستور مؤقت للجمهورية.3ـ الجبهة القومية هي التنظيم السياسي الوحيد في الجمهورية.4ـ علم الجمهورية يتكون من الألوان الأفقية التالية وترتيبها أعلى الأحمر فالأبيض فالأسود وله من ناحية السارية مثلث لونه أزرق فاتح تتوسطه نجمة حمراء مخمسة.5ـ نظام الحكم نظام رئاسي.قرار رقم2:قرار بتعيين رئيس الجمهورية، الآن وقد تم جلاء الاستعمار عن جميع أجزاء الوطن وبما ان الجبهة القومية هي الممثلة الوحيدة للشعب والسلطة الفعلية فقد قررت القيادة العامة للجبهة القومية بوصفها السلطة التشريعية بتاريخ 30 نوفمبر 1967م.. تعيين السيد قحطان محمد الشعبي رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية لمدة سنتين من تاريخ تعيينه، وقد كلفته بإعلان الاستقلال رسمياً يوم 30 نوفمبر 1967م، وبعد الإعلان بتشكيل الحكومة، وحتى تشكل الحكومة تمنحه كافة الصلاحيات بتنفيذ القوانين واللوائح السارية المفعول في كل أجزاء الجمهورية وإصدار أية مراسيم يراها ضرورية لمنفعة الجمهورية وأمنها.*30 نوفمبر 1967م القيادة العامة للجبهة القومية
بيان وقرارات القيادة
أخبار متعلقة