الخيانة فعل مشين ومنبوذ من قبل البشرية جمعاء، ولكن أعظم أنواع الخيانة هو خيانة الوطن والتاريخ.إن خيانة الوطن ليست بالأمر البسيط والسهل كما يتخيله البعض ممن يُروجون عبر صحفهم وقنواتهم ومواقعهم الإلكترونية أخباراً كاذبة.إن الشرذمة التي أرادت لف عجلة التاريخ إلى الوراء من أجل فكرٍ منحرف لم تعلم أن عقارب الساعة لا يمكن أن تدور بالعكس مهما كان الأمر ، فشعبنا اليمني الحبيب مدركٌ بكل ما يحيط به ولذلك رفض فكر هذه الفئة الضالة ليحافظ على ما ناضل من أجله عقوداً طويلةً من الزمن ليستعيد كرامته وحريته ومجده ، فبعد أن قضى شعبنا اليمني العظيم على الفقر والجهل والمرض في زمن كان المواطن اليمني مضطهداً فيه أشد الاضطهاد ، أيرضى بإمامة جديدة بعد أن تمكن من القضاء على كل ذلك وإلى الأبد في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م المجيد ؟ مستحيل .. مستحيل .لقد خسر الحوثي وأتباعه دينهم لعدة أسباب ولعل أهمها استباحة دماء المسلمين من أبناء القوات المسلحة والأمن الذين حُملوا أمانة حماية الوطن والحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره، ولقد خسروا أيضاً دنياهم بسبب أنهم لم يعودوا إلى جادة الصواب وذلك بأن يتخلوا عن أفكارهم ومبادئهم الضالة وأن يضعوا أسلحتهم ويُسلموا أنفسهم للسلطات كما دعاهم إلى ذلك فخامة الأخ علي عبد الله صالح (حفظه الله) الذي عفا عنهم أكثر من مرةٍ والكل يعرف مواقف فخامته وأُجزِم هنا بأن فخامته قد تعاطفَ معهم أكثر مما يجب ، وأود أن أقول لكل من ينتقدُ حسم هذا الموضوع مع هذه الشرذمة الضالة المنحرفة عسكرياً أنه مخطئ ، ويجب أن يتعظ مما يحدثُ في بعض الدول .إن الحديث عن العودة بالوطن إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر المجيد مرفوضٌ بكل الأشكال لبشاعةِ ذلك التاريخ الأسود المظلم ، فقبل هذا التاريخ كان يحكم الشعب إمامٌ مستبدٌ يستخفُ بعقولِ الناس والشواهدُ على ذلك كثيرة ومن الممكن لأي شخصٍ سؤال من هم أكبر منه سناً ليتحقق من ذلك بنفسه .إن ما تحقق في عهد الثورةِ والجمهورية والوحدةِ كثيرٌ لا يتسع المقامُ لذكره ، ولكن أقول إن كل من يُنكرُ ما تحقق خائنٌ لوطنه وأمته بل حاقدٌ أشد الحقد عليه وهنا لا بد أن نترحم على شهداء الوطن الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن العظيم ونشُد من أزر إخواننا الشجعان الأبطال في القوات المسلحة والأمن الذين يحافظون على كل ذرةٍ تراب من وطننا الحبيب ويُقدمون التضحيات من أجله للحفاظ على سيادته وأمنه واستقراره ونقولُ لهم نحن سند لكم ونحن واثقون من أنكم على قدر المسؤولية التي حملتموها والله ناصركم ودام وطننا الحبيب موحداً مستقراً وليصمت الخونةُ والرجعيون إلى الأبد.
أعظم الخيانات
أخبار متعلقة