الفنان فضل كريدي
ليس هناك مايحبط الامال ويجعل بعضنا فاتراً وواهناً في هذا الزخم الثقافي الذي تشهده بلادنا بعد النجاحات التي حققتها في كثير من المجالات وعلى طريق الاعداد لمهرجانات كبرى قادمة (كمهرجان عدن الثقافي) وتر الاحبه و( مهرجان القمندان الثالث) ومحافظة لحج احدى المدن التي عرفت بثقافتها المميزة وفنونها، المختلفة الاخرى لتبرز لنا مبدعيها باختلاف تخصصاتهم والوانهم وحتى تجد لها اهتماماً من قبل المتذوقون الصفوة الذين يسجلون آرائهم وانطباعاتهم باعجاب شديد معبرين عن ذلك في كتاباتهم افضل وادق تعبير، وحوطة لحج / حوطة العطاءات / حوطة الحاضر حسن عطاء / حوطة / احمد مفتاح و ( زمان الفل ياسالو) ( ولم يبق الا الفل) انجبت الكثير من الشعراء والكتاب والفنانين الذين مازلنا نتغنى بابداعاتهم ومنهم /احمد سيف ثابت / سالم حجيري / صالح نصيب/ مهدي حمدون/ ومن الشق الابداعي الآخر/ عبدالكريم توفيق / حسن عطاء/ محمد سعد الصنعاني/ صلاح ناصر كرد/ سالم عبدالله المولد/ زين محمد الراجل/ فيصل علوي، فهي مازالت في متنفسها الطربي الابداعي.. عالم الفن والطرب وفي اطار اهتماماتها التي تنظمها من قبل رجال الكلمة واصحاب البعد الثقافي الرسمي. ولقد كانت الانطلاقة لاحد مبدعيها عام 1959م ولهذا الشاب الانيق ليشجينا بصوته الرخيم وبذبذبات لحن الفنان صلاح ناصر كرد ولنتعرف ايضاً على هذا الوجه الجديد ( واجهة لحج المحروسة) الفنان فضل محمد عبدالله الكريدي ليقدم لنا اول عمل غنائي من كلمات الشاعر الراحل احمد عباد الحسيني ( رحمه الله) بعنوان ( انه الوجه الجديد) وذلك بمناسبة انظمامه الى الندوة الموسيقية اللحجية التي يرأسها الفنان صلاح ناصر كرد/ ولقد كانت الندوة اللحجية العامل الاساسي الذي دفع ( الكريدي) ليخوض تجارب جديدة مع شعراء كبار وفنانون/ امثال / عبد الكريم توفيق محمد عوض شاكر/ داؤد سعيد واستطاع لفت الانظار اليه من خلال التشكيل الثنائي الجميل مع الفنان صلاح كرد والذي جعل ( الاخير) ان يقدم له عملاً غنائياً آخر بعنوان ( يانادي بعادي) للشاعر المرحوم ( السيد سالم زين عدس) ليقترب بهدوء بعد ذلك الملحن الفنان وعازف الكمان الشهير الراحل محمد سعد صنعاني ( رحمه الله) ليقطف من حديقة الحانه العذبة هو الآخر ( دامت الفرحه ودام الانس دام)للشاعر صالح مهدي العولقي ، وهكذا كان ( الكريدي) في الندوة اللحجية شاهداً لبعض العمالقة الذهبي وقد شهد ساعة ميلاد قصيدة ( قضيت العمر ياقلبي المعذب) لصالح نصيب واللحن لفضل محمد اللحجي ويقول هذه الاغنية للفنان الراحل محمد صالح حمدون وللاسف انها لم تسجل للاذاعة والتلفزيون منذ ولادتها عام 1960م وحتى يومنا والتي مازلنا نسمعها بصوت بلبل لحج الفنان عبدالكريم توفيق اضافة الى (شرعك حكم) لمهدي حمدون لحن الفنان الراحل فضل محمد اللحجي ، ثم توالت العطاءات ليكون الفنان حسن عطاء عندليب لحج الحاضر في قلوب محبيه راعياً وموجهاً لهذا الوجه الجديد ليكتشفه عازفاً للكمان فينتقل الى ندوة تبن الموسيقية برئاسة الفنان فيصل علوي واحمد سالم مهيد وتكون هذه الندوة احدى المحطات التي صنعت نقلات جديدة في حياته ليلتقي بشقيقه حسن كريدي، نور سالم النجار حتى عام 1967م مؤدياً وعازفاً ومقلداً ... ولم يكن يتوقع من المفاجآت إلافي اوائل عام 1968م عندما التقى الشاعر/ علي عوض المغلس لينتج عن ذلك الرائعة المشهورة ( يكفي اشوفه من بعيد) ومن اجمل ماصاغه الكريدي لحناً وليستقل بعدها واضعاً الحانه بنفسه، الا ان عدن كانت هاجسه الاول... فذاع صيته اليها ونال اعجاب الكثير من شعرائها ومثقفيها .. فكان الشاعر الراحل ناصر علوي الحميقاني في الفرقة الموسيقية للقوى البحرية يتقدم بعمل ( مش مشكله) عام 1974م ( لحناً كريدياً) فتنهال عليه الاعمال.. ولان خفة الدم وروح الدعابة التي تمتع بها جعلته قريباً وصديقاً لكثير منهم حيث اثر البقاء في عدن التي احبها.. وليجد نفسه امام الشاعر الشاب حينها علي عمر صالح ويحصد له عملين غنائيين ( حبيت في العمر مرّه ياحب غالي ذكرتك) و( مشتاق لك) حيث اجاد الكريدي صياغتهن لحناً وكان احد المعجبين والمشجعين للكريدي حتى ياتِ بعدها دور الشاعر المناضل الفقيد سالم حجيري في ( على ميعاد) و( احك ياقلبي حكاية حبنا) وهكذا كانت مدينة عدن في حياة فضل كريدي وفيه وشامخة ... بها تتجلى احلى واجمل صور الابداع وبالعديد من الاعمال العاطفية والوطنية .. ومنها انشودة ( طلع الفجر المنير) للشاعر حمود نعمان ، كما قدم للفنان الراحل سعيد احمد بن احمد، وهاشم هرهرة عدداً من الاعمال الوطنية، ولقد حاولت ان اتوغل كثيراً في ذاكرته لكن الكريدي.. هذا الانسان الانيق بابداعاته ابى ، وفضل كريدي يحترم الفن واهله ومن الذين لاينسى فضلهم بعد الله عليه ولكنه آثر الصمت ليتنهد على الذين احبوه واحبهم احياءاً وامواتاً ومازال على ثقة من ان الآمال سوف تتحقق وان جهود الاخوة الزملاء وكل المبدعين هي محط اهتماماته كمبدع في مجال الاغنية اليمنية وكما هو ذلك الاهتمام ولما يتم اعداده عن حياة الشعراء والفنانين من قبل وزارة الثقافة والسياحة واتحاد الادباء والكتاب اليمنيين فرع / لحج والاستاذ الفاضل علي حسن القاضي وكل الاوساط الثقافية الابداعية والغرفة التجارية والصناعية م/ لحج ورئيسها الاستاذ حسين عبدالحافظ الوردي الذي يشكل حضوره دفعاً كبيراً لابداعات ادباء وفناني ( الحوطة اللحجية) وعلى ان المتناول القادم قديأت جديداً ويحمل ابعاداً اكثر جمالاً لتظاهره فنية ادبية / بها تعود الابتسامة الى شفاه الذين خدموا الفن لسنوات ... وفتحوا آفاقاً جديدة لحداثة النغم ... ورخامة الصوت .. كالفنان فضل محمد عبدالله كريدي وعندليب حوطة لحج الجريح... الفنان/ حسن عطاء .. آخذين في الاقتراب منهم وبحثاً عن من نسيناهم.[c1]أحمد درعان [/c]