شاعر الهلوسات عمار الجنيد يبوح بما يجول في خاطره لـ ( 14 أكتوبر ) :
لقاء : فاطمة رشادشاعر منح القصيدة أنفاسه من دون أن يبخل عليها بأن تكون روحه الثانية.. كلماته تعني جنونه وتمرده فهي واضحة المعالم أينما يذهب فثمة وجه امرأة مرتسمة على ورقة ملفوفة بين أنامله يمنحها حق العيش بسلام في قصائده رغم هلوساته التي تقترفه كل حين حد الثمالة .. هكذا يسمى كلماته” هلوسات” وهذه الهلوسات هي كل مايملكه لكي يتخطى أعراف المجتمع كما يقول “ لقد ضقت بهذه الأعراف المجحفة” يريد مجتمعاً يبجل المرأة ككائن له حقوقه ويمحو كل أعرافهم . عمار.. الداخل إلى أعماق القصيدة مفقود من ذهوله بها فهو الغازي لها الباني للبناتها لتصير هلوسات تقترفه كل حين. [c1]سطور لعمار الجنيد [/c] بداية سألناه من هو الشاعر عمار الجنيد الذي لا يعرفه القارئ؟ - بكل تواضع أجاب :ربما الكثير من القراء يعرفون عمار الجنيد من خلال القصيدة والمقال والهلوسة كل هذه هي عمار الجنيد وتعبر عنه جيداً والذي كتبته يعرفه القارئ جيداً وعمار هو كأي شاعر ولم آت من كتب الأساطير. [c1]لحظاته الاختيارية لماذا اخترت الشعر بدلاً عن الفنون الأخرى؟ [/c]- أنا لم اختر الشعر بل الشعر من اختارني لأكون شاعراً وأنا لا أقدم نفسي كشاعر.. القصيدة هي من اختارتني. [c1]مغازلة قصيدة كيف تبدأ بمغازلة القصيدة؟[/c]- القصيدة هي من تغازلني وأنا لا أغازل القصيدة لأنها تصل في داخلي إلى حد الجنون والهلوسة التي تقترفني وتفعل بي أكثر من اكتشاف وافتعال معها واحشد كل مفرداتي وثقافتي الخاصة بالقصيدة . [c1]«هلوسات تقترفني » هلوسات تقترفني « لماذا اخترت هذا الاسم لقصيدتك الطويلة؟ [/c]ضاحكاً يجيب : هلوسات تقترفني الآن .. اولاً أردت أن يكون للنص نكهته الخاص أسميتها هلوسات لما فيها من تمرد وجنون ولكسر الإطار العام الذي يعيشنا تحت أساليبه فقط أردت أن اعبر بكل وضوح وبكل جرأة فكانت الهلوسات التي اقترفتني والتي اجتاحتني أكثر كانت هي كل الجنون الذي بداخلي هي كل الكائنات المحظورة في المجتمع فاردتها أن تخرج إلى النور فاقترفتني كما هو الحال. [c1]تمرد على الواقع عمار الجنيد معروف انك متمرد على الواقع لماذا هذا التمرد؟ [/c]بكل اهتمام يقول : ربما هذا التمرد نشأ معي وبعد إذنكم فانا أظن أن المجتمع بالأعراف والعقائد الدينية والقوانين الشائكة أكانت أدبية أو ثقافية أو عرفية هي التي منعتني من الإبداع .. هي ادوات الاختناق الذي يأخذ كل النقاء من حولنا ، طلبت هذا التمرد كموقف للعالم وكإثبات لموقف حقيقي لدى نفسي لأني لا أريد أن أكون عمار الجنيد في وقت ، ولا عمار الجنيد الذي يخاف .. أريد أن أكون عمار الجنيد الذي يعيش كما هو في هذا العالم. [c1]اختفاء لماذا اختفى الشاعر عمار الجنيد هذه الأيام عن الساحة الأدبية؟ [/c]- لا أظن أني اختفيت عن الساحة الأدبية وإنما اختفيت عن عالم النت لأني كنت أظن أن هذا العالم يمكن أن يفتح لي الكثير وان يأخذني إلى العالم المشوه بحيث يكون هذا العالم العنكبوتي وهي اللوحة أو المعجزة التي نفجرها على جدار القلب ولكني صحوت من هذا العالم ووجدت أن الأصدقاء في عالم النت ليسوا أكثر من مشروبات غازية بعد الرج ليسوا أكثر من ثقافات فارغة مثل الرسائل الغرامية والنت عبارة عن نشيد شخصي مبتذل يتعامل معه أشخاص كأنه آلي بحسب العلاقات الخاصة لا يوجد توجه نقدي في عالم النت بحيث انه يضيف إليك أكثر ما يأخذ منا من الوقت .. هناك حسابات كثيرة أيضا في الظل أتحدث عنها لم يعد عالم النت فضائي الذي كنت احلق فيه. [c1]قصة قصيدة «عصيت صوت الماء» اخبرنا قصة هذا النص؟ [/c]حتى لا يقال إن عمار الجنيد لديه موقف من الدين ، بهذا النص كنت اقصد الرسول صلى الله عليه وسلم وقلت مخاطباً : عيناك نص كوكب مساجد كنت اقصد أن الرسول هو الإنسان العالمي وليس الإنسان العربي الذي يحتكرونه لصالحهم فتكلمت بصدق وصراحة وفضحت له موقفنا في هذه الأيام. عصيت صوت الماء رفضت الماء، كنت اقصد الفقهاء الذين يتفرقون من خلال مذاهبهم واقترفوا لنا أشياء.. هو عبارة عن رسالة دينية موجهة للجميع.[c1]مواقع ثقافية الكترونية نعرف عنك انك عضو في كثير من المواقع الثقافية.. برأيك هل استطاعت أن تقدم الأديب للجمهور؟ ومارايك بها؟ [/c]- مقاطعة:الثقافية الالكترونية كان ظهورها مفاجئاً وغير مدروس لان هناك تنوعاً بها، من خلال التنوع الجغرافي والثقافي استطاعت أن تحقق بعض أحلامها على سماء النت وهي مبادرة بسيطة اختصرت الكثير من الجهود وهناك مواقع أخرى ، لكن ما يعنيني أكثر هو أن هناك نموذجاً عالياً مثل رابطة جدل الثقافية. [c1]مقاطعة : على ذكر رابطة جدل الثقافية لقد اختفت من الشبكة العنكبوتية لبعض الوقت لماذا؟ [/c]- اختفاؤها ربما بسبب أن الفريق الذي اشتغل على هذا النجاح أرادوا أن يتنكروا لقدراتهم ولتاريخهم الناجح فهم يحاولون أن يشوهوه الآن بضرب الموقع بسبب خلافاتهم الشخصية والتي لا تستطيع أن تعبر عن موقف أدبي بقدر ما تعبر أكثر عن موقف مراهق وطفولي . [c1]حظ الأنثى من أشعاره عمار الجنيد ما حظ الأنثى من أشعارك وكيف تنظر إليها؟ [/c]- والله تحدثت عن الأنثى وكنت أكثر جراءة وصراحة تكلمت عن مشاعري تجاهها بكل شفافية تكلمت عن الظلم الذي لا يستطيع أن يعترف به اي رجل عربي وقلت وفي إحدى هلوساتي: [c1]الخيانة رجل والخذلان امرأة [/c]رغم الاعتراف بأن الحالة الرجولية هي الحالة الأكثر خيانة والحالة الأكثر خذلاناً للمشاعر:دخلت المرأة إلى أعماقي في أكثر من حالةصوفية ، اعتبرتها حالة مقدسة واحترمت تاريخها الذي يقدسها كعشتار ليليت .. أنا اعتبر المرأة أكثر من شريكة وأتفاعل معها وأقدسها.. وهي وجودي لذلك هلوساتي أكثر بكثير هو ما أؤمن به تجاهها..[c1]اقرب قصيدة ماهي القصيدة الأقرب إليك؟ [/c]- الهلوسات هي مجموعة نصوص نثرية فيها دقة ووضوح انتثرت ولا اعرف متى تتوقف، لذلك هي الكثير الذي اشعر بأني انتمي إليه وهي اقرب نص هي مقطوعة هلوسات. [c1]للمتاهات حجم اتساع عيونك للاوجود لنبض ريش حمامة لرغبة السمراء منقار [/c]وهناك نص أخر اسمه تلقفني الطير باليمنى كثيراً وهو الأغنية التي ترددها أعماقي كلما أحسست بالغربة والألم أكثر. [c1]النص الشبيه هل حقاً ما يقال إن النص شبيه بصاحبه؟[/c]- هذا ما أعتقده أنا بأن النص إذا كان غريباً عن صاحبه، إذا كان ليس بذات الطباع التي يعيشها صاحبه - مع احترامي للآخرين لأن نصوصهم تكون شيئاً وهم شيء آخر بأن النص لا يشبه صاحبه فهو نص متهم نص يتيم ليس له أب لأني تفاجأت بالكثيرين الذين يتكلمون ويعبرون عن أنفسهم بأنهم متمردون ولديهم موقف من الحياة وعندما اقترب منهم أجدهم كائنات مرتدمة مقيدة بقيود يعيشون أكثر من شخصية وأكثر من حالة مناقضة فالقصيدة لا تعبر عنهم إلا بالصدفة بعد إلقائها لا أكثر وأنا مع من يقول إن القصيدة هي مرآة صاحبها.[c1]قصيدة ماذا تريد من القصيدة؟ [/c]- أنا كموقف لا أريد إلا أنا تبدعنا .. أن تعبر عني بكل ما هو في داخلي أن أكون كتاباً تقرؤه الكائنات من داخل النص، أن أعبر عن العفو والقبول، عن الحب والحزن الفرح، أن أكون العالم كله ولكن جاءتني لحظة يأس تمنيت أن تعبر الكائنات عن نفسها أكثر مما يتكلم الشعراء والمتطفلون وكأن الطبيعة هي من تريد أن تتكلم عن حالها.[c1]لو خيرناك بين عمار الإنسان والأديب ماذا تختار؟ [/c]- ربما لا توجد مسافة بين عمار الإنسان وعمار الشاعر فالقصيدة التي اكتبها هي التي تعيش مع العالم ومع الناس، الرفض هو نفس الرفض والألم، عمار عندما يعشق جهاراً نهاراً أمام العالم مثل المطر، وحين يتألم يتألم يتألم مثل المطر، لذلك لا توجد مسافة بين الإنسان والشاعر، أنا أمارس جنوني بين النص وبين أسلوبي الواقعي.[c1]عمار قبل فترة اشترك ابن عمك معاذ الجنيد في برنامج قصيدة التحدي ولقد وجد ظلماً في نتيجته ما رأيك بهذه المسابقات؟[/c]- بصراحة أنا فاجأني الشاعر معاذ الجنيد في قدراته في الشعر الشعبي وأقول لك بصراحة أنا لدي موقف من المسابقات في الشعر واعتقد أن الشعر إذا وصل إلى هذه الكآبة سيكون معلباً ومستهلكاً، القصيدة إذا اتجهت إلى معيار المال أو التنافس التجاري الذي تستغله شركة اتصالات يفقد آلهته ومداه الروحي فإذا حالة عبودية مع النص وكأن النص في حلبة ملاكمة الشعر، أنا كموقف مني لا أرحب بفكرة المسابقات ولا أعتمدها كموقف لتكريم القصيدة بل يشوه القصيدة عندما حصل على جائزة نوبل استلم الشعار وشهادة التكريم ورفض الجائزة وقال أن نوبل شوه بتاريخه قيمة هذه الجائزةأكثر بأنه صنع البارود لأن الجائزة تشوه الموقف الأدبي بأكثر مما تحترمه وأنا احترم برناردشو.وأرفض الاشتراك في أي مسابقة وقد حصل لي موقف إذ تقدمت للمسابقة وراجعت نفسي في نفس اللحظة وأنا في المكتب وسحبت أوراقي ورفضت المشاركة، شاركت فقط مرة واحدة تحت رغبة الأستاذة أسماء القاسم في موقف مني لتشجيع موقعها في المسابقات وأنا لن أشارك في أي مسابقة.[c1]ديوان متى نرى ديوانك الشعري؟[/c]- أنا لدي اعتبارات خاصة في مسألة التجربة الأدبية قد نجد كثيراً من التجارب الأدبية نالت احترامي ولكني لدي تحفظ في الكثير من الأدباء في عام 2004م عندما كانت صنعاء عاصمة الثقافة العربية عن كلمته وإصدار كتب كانت حالة غير طبيعية فيها كل لذي كتب الشعراء لقد استفدت من تجارب الآخرين وأقول لقد استفدت من تجاربهم مثل أحمد العواضي مقامات الدهشة وهدى ابلان نفس انحناءة وهناك تجارب لبعض الزملاء ولدي مجموعة نثرية تعبر عن حالات أعدها للنشر وأراجعها مع بعض الزملاء.[c1]واقع ثقافي ما رأيك بواقع المشهد الثقافي في اليمن؟[/c]- واقع المشهد الثقافي كله متمرد أو متشدد وأنا أقول بأن كل التراكمات والأخطاء التي نعيشها الآن بشكل حقيقي وكأننا أدوات بسبب الركود الثقافي والكيان الجداري لثقافة منتشرة.. واقعنا لا ينذر بشيء ولا يضيف شيئاً ولا يحترم أفراد المستقبل لا يوجد لدينا أي مشهد كل ما لدينا عبارة عن إفراز مكرس كامل لما قرأه أفراد في فترة معينة بشأن القصيدة.. المنطلق النقدي غاب تماماً.[c1]خاتمة عمار الجنيدكلمة أخيرةأقول فيما تقوله القصيدة فقط أنا لست ألقى سوى حسرتيوصدى نظراتيأنا تائه بين ذاتيمشيت مع الناس من غير ساقوطفت القلوب بغير البراقأنسى أماني وذكرياتيسأشعل شمعتنا ألاف ميلاد حزني [/c]