صنعاء / سبأ:يكتسب التعليم بشقيه العام والمهني أهمية بالغة في حياة المجتمعات والدول باعتباره السبيل الوحيد والطريقة المثلى لإحداث وتحقيق التطور الحضاري والاقتصادي والاجتماعي والثقافي بحسب ما يقوله المختصون .وأصبح التعليم موردا استراتيجيا للمجتمعات الحديثة في مد المجتمع بكافة احتياجاته من الكوادر المتخصصة لاسيما بعد أن غدا التعليم المهني طاقة إنتاجية متنوعة وثروة متجددة ودائمة يؤدي إلى زيادة القيمة المضافة وتعزيز النمو الاقتصادي بما من شأنه تحسين جودة الحياة الإنسانية .وتؤكد عدد من الدراسات والتحليلات المختلفة ان أكثر من 50 بالمائة من النمو الاقتصادي مرده إلى التعليم بمفهوم الشامل الفني والعام .إدارة الأخبار الرياضية والشبابية بوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ناقشت الدور الذي تسهم به المعاهد العلمية والمهنية في استيعاب الشباب لاسيما من خريجي الثانوية العامة ودورها في تأهيلهم في العديد من المجالات.مدير عام مكتب التعليم الفني والمهني بأمانة العاصمة محمد الغفاري لفت الى اهمية التعليم الفني والمهني في تطوير وتنمية مهارات الشباب وتمكينهم من الحصول على فرص عمل في شتى المجالات الفنية والمهنية.وأكد الغفاري اهتمام الحكومة بالتعليم الفني والمهني باعتبار هذا النوع من التعليم يسهم في التخفيف من البطالة والفقر وذلك من خلال إنشاء عدد كبير من المعاهد في كافة محافظات الجمهورية .وأكد أهمية هذه المعاهد في الاهتمام بالشباب وحمايتهم من الأفكار المتطرفة والتخريبية وبناء وتنمية قدراتهم الفنية والحياتية بما يمكنهم من الحصول على فرص عمل في مختلف المجالات في السوق اليمنية او في أسواق الدول المجاورة.وأوضح مدير عام مكتب التعليم الفني والمهني بالأمانة ان عدد المعاهد والمراكز الفنية والمهنية بالأمانة بلغت تسعة معاهد مهنية تدرس العديد من التخصصات، ويشهد عدد المتقدمين للدراسة فيها تزايدا مستمرا عاماً بعد آخر.من جانبها قالت مدير عام المراكز الشبابية وأندية العلوم بوزارة الشباب والرياضة باسمة عبد الواحد العريقي إن لدى الوزارة مركزين أحدهما في العاصمة صنعاء والآخر في الحديدة . وبينت العريقي ان اللغة الانجليزية وعلوم الحاسوب أكثر مجالين مطلوبين للدارسة في المعهدين نظرا لاحتياج سوق العمل لهما ولتأهيل الطلاب قبل دراستهم الجامعية .. لافتة الى ان إدارتها تقوم حاليا بالتنسيق مع عدد من المنظمات ومنها اليونيسيف لإنشاء مراكز على مستوى المحافظات.وأكدت ان الإدارة العامة للتدريب والتأهيل نظمت بالتنسيق مع المنظمات الدولية خلال الفترة الماضية دورات تدريبية لخريجي المركز والحاقهم بمؤسسة تنمية القيادات الشابة ومؤسسة تطوير الشباب اقتصاديا بما يؤهلهم ليكونوا مدربين وعاملين في هذه المنظمات.رئيس مجلس شباب أمانة العاصمة نبيل راجح قال إن المجلس يسهم في تدريب الشباب وتأهيلهم وتطوير مهاراتهم من خلال عدد من الدورات في عدد من المعاهد والمراكز المتخصصة بالأمانة .وأشار إلى دور هذه المعاهد في حماية الشباب من الأفكار المتطرفة والتخريبية، وبناء وتنمية قدراتهم بما يسهم في حصولهم على فرص عمل .وبين راجح ان المجلس يقوم حاليا بتدريب وتأهيل أكثر من 100 شاب وشابة من ذوي الدخل المحدود والباحثين عن العمل من جميع مديريات الأمانة العشر وتدريبهم على المهارات الحياتية في مجال التسويق والمبيعات والحاسوب والبرمجة والترويج وغيرها. ولفت الى وجود تعاون وتنسيق بين أمانة العاصمة والمجالس المحلية في المديريات ومجلس شباب الأمانة لعقد عدد من الدورات التأهيلية التي تستوعب عدداً كبيراً من الشباب من حملة الشهادة الثانوية والذين لم يستطيعوا ان يكملوا دراستهم الجامعية او في المعاهد المهنية او الفنية.من جانبها أكدت المدير التنفيذي لمركز تمكين الشباب اقتصاديا صفاء راوية أهمية العمل على تأهيل وتدريب الشباب في مختلف المجالات وتنمية مهاراتهم من خلال المعاهد ومراكز التدريب التي تحتاج الى اهتمام حكومي أكبر.وأشارت راوية الى وجود تنسيق مشترك بين الجهات الحكومية والادارة العامة للتدريب والتأهيل بوزارة الشباب والرياضة وذلك لعقد دورات تدريبية في عدد من المجالات الحياتية لشباب تلك الجهات .وشددت على ضرورة التنسيق والتعاون بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني بهدف الحفاظ على الشباب من الافكار التخريبية والارهابية وإيجاد فرص عمل تناسب أعمارهم وإمكانياتهم .من جهته قال الشاب جمال جروش احد طلاب المعهد المهني بأمانة العاصمة إنه اتجه الى الدراسة في المعهد المهني حتى يتمكن من الحصول على فرصة عمل بهذا المؤهل الفني والمهني لعدم توفر فرصة عمل له بالمؤهل الثانوي.وأشار إلى أن شقيقه بعد حصوله على شهادة الثانوية العامة قبل اربع سنوات ظل يبحث عن عمل يتناسب ومؤهله دون جدوى .اما المهندس امين المروني احد خريجي الثانوية العامة القسم العلمي فقد اشار الى انه اتجه الى اعمال الهندسة الالكترونية التي اكتسبها من خلال دورات تدريبية في المعاهد المهنية بالاضافة الى الممارسة واستطاع ان يكمل الدراسة الثانوية رغم انشغاله باعمال هندسة الكمبيوتر والرسيفرات والهاتف الجوال التي استطاع ان يكسب منها الكثير من المال .ودعا المروني اخوانه الشباب الى الاتجاه الى الدراسة الفنية والمهنية التي لا تحتاج الى الانتظار او البحث عن فرصة عمل .من جانبه قال الشاب محمد علي عبده انه بعد حصوله على الشهادة الثانوية لم يجد اي عمل لكنه اتجه الى صيانة الهواتف الجوالة ، مشيرا إلى أنه يعمل حاليا على إنشاء مركز متخصص في صيانة الهواتف الى جانب المركز الموجود الذي يدر له ارباحا جيدة استطاع من خلالها أن يكمل دراسته الجامعية وهو يعمل في هذا المجال.فيما يبرر سائق الدراجة النارية الشاب مجدي محمد المهدي سبب اتجاهه للعمل في قيادة الدراجات النارية ، بعدم قدرته على الحصول على اي عمل آخر بعد ان انهى دارسته الثانوية، مؤكدا أنه يرغب في مواصلة الدارسة الجامعية خصوصا بعد حصوله على نسبة 80 بالمئة في الشهادة الثانوية.وأوضح مجدي أن عدداً كبيراً من خريجي الثانوية يعملون على الدراجات النارية باعتبارها من اسهل الطرق التي تمكنهم من كسب المال لمواصلة الدراسة الجامعية .