مقتل ستة جنود أميركيين في العراق خلال يومين
بغداد / وكالات: قالت مصادر سياسية ان من المتوقع ان يقدم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي للبرلمان اليوم الاحد خطة مصالحة وطنية تهدف الى نزع فتيل العنف. وتسعى الخطة التي قد تكون أجرأ خطوات المالكي سياسيا لابعاد الميليشيات من الشوارع وبدء حوار مع المقاتلين واعادة النظر في وضع أعضاء حزب البعث الحاكم سابقا. وقالت المصادر السياسية ان احد العناصر الرئيسية في الخطة اشراك جماعات المقاتلين في عملية تنفيذ الاتفاقيات المأمولة بشأن قضايا معينة مثل تعريف "الارهاب". وتتمثل احدى القضايا الرئيسية في مدى استعداد المالكي الشيعي -الذي تولى منصبه في 20 مايو - للتفاوض مع المقاتلين السنة. وقال حسن السنيد عضو البرلمان عن الائتلاف الشيعي الحاكم الذي يتزعمه المالكي ان رئيس الحكومة سيعرض التحاور مع الجماعات التي لم تسفك دماء عراقية. ويرفض المالكي اجراء محادثات مع انصار صدام أو مسلحي القاعدة وهما الجماعتان المسؤولتان عن الكثير من أعمال العنف. وشكك سامي العسكري وهو عضو اخر في كتلة المالكي في أن تكون الخطة جاهزة للعرض على البرلمان اليوم الاحد. ولكنه أكد انها ستكون بداية مسعى جاد لكبح جماح العنف الطائفي الذي تفجر عقب تفجيرات 22 فبراير في مزار شيعي ببلدة سامراء. وقال "الهدف الرئيسي هو معالجة الحساسيات الطائفية التي ظهرت بعد احداث سامراء." وتطالب دائما جماعات المقاتلين بانسحاب القوات الامريكية أو بجدول زمني لذلك ومن ثم فان من المرجح اثارة هذه القضية أيضا. ويرفض الرئيس الامريكي جورج بوش تحديد جدول زمني رغم أن الحرب لا تحظى بشعبية داخل الولايات المتحدة ورغم مقتل أكثر من 2500 جندي أمريكي فيها. ولقي 13 أمريكيا على الاقل مصرعهم في أعمال قتالية الاسبوع الماضي. وحقق المالكي نصرا كبيرا بمقتل أبو مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق في غارة جوية أمريكية في السابع من يونيو. لكن استمرار العنف زاد من الضغوط عليه للسعي لانجاح خطته. وفي كركوك بشمال العراق قالت الشرطة ان عبوة ناسفة انفجرت أمس السبت مستهدفة سيارة كان يستقلها مدير جهاز المخابرات مما أسفر عن مقتله واثنين من افراد حراسته. وقال اللواء تورهان عبد الرحمن مدير الشرطة في مدينة كركوك ان "عبوة ناسفة انفجرت وسط مدينة كركوك قرب مرأب السيارات المركزي صباح أمس مستهدفة سيارة موسى حاجم مدير جهاز المخابرات في المدينة." واضاف عبد الرحمن ان الانفجار اسفر عن "مقتل جميع من كانوا داخل السيارة وهم حاجم واثنان من أفراد حمايته." وفي الضلوعية على بعد 90 كيلومترا شمالي بغداد قال مسؤول بالشرطة ان سيارة ملغومة يقودها انتحاري انفجرت مستهدفة دورية للشرطة والجيش العراقي مما أسفر عن مقتل خمسة من أفراد الدورية. إلى ذلك قالت الشرطة العراقية أمس السبت ان سيارة مفخخة يقودها انتحاري انفجرت مستهدفة دورية للشرطة والجيش العراقي أسفرت عن مقتل خمسة من أفراد الدورية شمالي بغداد. وقال الشرطة في منطقة الضلوعية الواقعة على بعد 90 كيلومترا الى الشمال من بغداد "انفجرت سيارة مفخخة يقودها انتحاري بعد ظهر أمس مستهدفة دورية مشتركة للجيش والشرطة العراقية." واضاف المصدر ان الانفجار تسبب في سقوط "خمسة قتلى من افراد الدورية." وهرعت قوات امريكية الى مكان الانفجار "وانه شاهد مروحيات امريكية تقوم باخلاء الضحايا." وقالت مصادر الشرطة ان الحصيلة "اولية وقابلة للزيادة." في غضون ذلك أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل أحد جنوده في العراق أمس الاول (الجمعة) بانفجار عبوة ناسفة وسط بغداد دون أن يعطي أي تفاصيل. وسبق للجيش الأميركي أن أعلن مقتل أربعة جنود آخرين خلال اليومين الماضيين في العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار غربي العراق، فيما أكد وفاة خامس في "حادث غير عسكري". وبذلك بلغت حصيلة قتلى الجيش الأميركي في العراق أكثر من 12 جنديا منذ اختطاف جنديين وقتلهما في 16 يونيو الماضي. وكان مجلس شورى المجاهدين في العراق، وهي مجموعة منظمات يهيمن عليها تنظيم القاعدة في العراق، تبنت خطف وقتل الجنديين الأميركيين، وهو الحادث الذي جاء بعد أيام من مقتل زعيم هذا التنظيم أبو مصعب الزرقاوي بغارة أميركية. من ناحية ثانية اعتقلت القوات الأميركية فجر أمس مفتي الديار العراقية الشيخ جمال عبد الكريم الدبان، وهو أحد أعضاء هيئة علماء المسلمين في العراق واثنين من أولاده بعد أن اقتحمت منزله في بلدة تكريت بشمال العراق. وقال مسؤول محلي في مجلس محافظة صلاح الدين التي تتبعها تكريت إنه لم تعرف حتى الآن الدوافع وراء اعتقال الشيخ الدبان "رغم أن العملية كلها غير مبررة". وقال نائب المحافظ إن العاملين في دوائر الدولة بالمدينة ومجلس المحافظة قرروا تعليق عملهم ابتداء من أمس السبت وحتى تقوم القوات الأميركية بإطلاق الشيخ الدبان. وتظاهر عشرات من أعضاء الهيئة علماء المسلمين ووجهاء تكريت وأهاليها صباح أمس احتجاجا على اعتقال الشيخ الدبان الذي اطلق سراحه لاحقاً.. من ناحية ثانية أعلن أعضاء مجالس عشر محافظات عراقية أنهم قرروا إمهال القوات الأميركية سبعة أيام لإطلاق رئيس مجلس محافظة كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) الشيخ عقيل الزبيدي وإلا فإنهم "سيجمدون العلاقات مع قوات الاحتلال". وأكد بيان صدر عن أعضاء مجالس محافظات بابل والديوانية وميسان والناصرية والنجف والبصرة وبغداد وواسط وديالى والتأميم أنهم قرروا "إعلان إضراب عام في جميع دوائر الدولة يومي الأربعاء والخميس المقبلين". وكانت قوة أميركية وعراقية اعتقلت في 15 يونيو الحالي الزبيدي الذي ينتمي إلى حزب الفضيلة الإسلامي الشيعي في منزله وسط المدينة كما اعتقلت قاصد كريم عضو مجلس المحافظة ومسؤول اللجنة الأمنية بتهمة دعم الإرهاب.