صباح الخير
من نافل القول : إن بعض الشعارات التي صاحبت اعمال الشغب التي شهدتها عدد من المحافظات الجنوبية مؤخرا، مست قدسية الشعب اليمني بكامله داخل الوطن وخارجه، قدسية "الوحدة الوطنية المباركة" التي تحققت بفعل الارادة الوطنية للشعب في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م. وارتفع علمها على يد القائد محقق الحلم في وحدة الارض والانسان بعد عقود طويلة من التشطير، فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، في مدينة عدن حاضنة التاريخ النضالي للشعب اليمني وذاكرة وخير الامة والوطن.ولا يستطيع احد ان ينكر ان تحقيق حلم القدسية للشعب اليمني في هذا التاريخ المجيد، جاء كذلك بفعل قيادات وعناصر وطنية مخلصة من ابناء شعبنا في المحافظات الجنوبية مدت يدها بصدق الى يد الرئيس علي عبدالله صالح لتحقيق هذا المنجز التاريخي لليمن الجديد، وفي زمن صعب كانت الوحدة فيه من المستحيلات لدى الامم والشعوب خاصة في ظل انتهاء فترة الحرب الباردة وسقوط المعسكر الاشتراكي الذي كان مع الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها في المعسكر الاوروبي يمثلان القوتين العظميين اللتين تتحكمان بالعالم ومصائر الشعوب .. وبسقوط وتفكك المعسكر الاشتراكي وقائده الاتحاد السوفيتي، اختل التوازن العالمي .. في هذا الزمن الصعب حقق اليمانيون معجزة الوحدة كانجاز يمني وعربي يؤكد ان اليمانيين صناع تاريخ وحضارة، حتى ان الغرب اعتبر منجز الوحدة اليمنية منجزاً عالمياً محط تقدير واحترام العالم كله.نعم نقول ان هناك عناصر وطنية في الحزب الاشتراكي اليمني كانت صادقة في صنع هذا المنجز العظيم، في الوقت نفسة كانت عناصر قيادية في الحزب الاشتراكي اليمني قد اجادت الدور في اخلاصها للوحدة وهي تخفي حقيقة هروبها من المتغيرات الدولية، هروب الى الامام.. واوهمت الجماهير والعالم بانها تمد يدها الى الرئيس علي عبدالله صالح من اجل الوحدة .. من اجل إعادة مجد اليمن السعيد، غير ان الواقع كان عكس ذلك حيث ظلت هذه القيادات خلال سنوات المرحلة الانتقالية تضع شتى العراقيل امام مسيرة الوحدة المباركة وهي في سنواتها الاولى .. وجاءت حرب الخليج الثانية وتزايدت مؤامرة بعض الاستخبارات الغربية وحتى العربية في اجهاض الوحدة ووجدت في هذه العناصر التي فقدت مصالحها في الوحدة بغيتها ووجدت عقليتها التآمرية تنتعش لتنفيذ مؤامرة الانفصال في حرب قذرة فاشلة صيف 1994م .. وبعد فشلها هربت إلى خارج الوطن حتى بعض العناصر الوطنية الوحدوية في الاشتراكي انجرت وراء هذا الهروب من الشعب.. غير ان القرار الحكيم الذي اصدره فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بالعفو العام مكن هذه العناصر من العودة استشعارا منها لأخطاء التي ارتكبتها بعض قيادات الحزب الاشتراكي بحق الوطن والوحدة والجمهورية وعادت بعد سنوات لترى ان الشعب اكثر تمسكا والتحاما بالوحدة .. وشاهدت بالعين المجردة دون النظارات السوداء ماذا حققت الوحدة من انجازات خاصة في المحافظات الجنوبية والشرقية التي تركوها مدمرة بعد حرب قذرة كان الحزب الاشتراكي سببا في اندلاعها عند اعلان قيادته الانفصال الذي قوبل برد جماهيري وعسكري سمعه العالم كله.إن استعراضنا هذا المشهد الجماهيري والسياسي وكذلك العسكري، يأتي اليوم ونحن نتساءل مجرد تساؤل بعيد كل البعد عن الواقع المعاش .. كيف لو غابت الوحدة بعد قرابة عقدين من الزمن (1990 – 2007م)؟!من نافل القول هنا ان حتى الجنين في بطن امه لايمكن له ان يتصور يمناً آمناً مستقراً ومزدهراً بدون الوحدة التي اوجدت كل ذلك وفي زمن قياسي واستطاعت ان تلغي والى الابد كل المفاهيم والآيديولوجيات الطائفية والمناطقية والعشائرية التي كان بعضها سائداً في الجنوب والشمال قبل الوحدة .. كما الغت دورات العنف للسيطرة على السلطة وجعلت بدلا عنها صناديق الاقتراع والديمقراطية التي تؤمن وأمنت حكم الشعب لنفسه نقول ان الصبية الذين مازالوا يمارسون العمل السياسي باسلوب الطيش الموروث لديهم من زمن التشطير البغيض يحلمون بان يروا يمناً بلا وحدة .. وهو حلم دخاني ضبابي تنعدم فيه حتى الرؤيا الحلمية .. فلن تعود الامور كما كانت قبل التشطير بل ستتجزأ اليمن الى دويلات تتقاسمها دول كبرى مازالت طامعة باليمن وثرواته .. وستكون صور المشاهد اليومية في العراق والصومال اهون من الصور التي ستبرز في الحياة اليومية في يمن بلا وحدة.. سيقتل الأخ اخاه وينحر الأب ابنه وستنتشر كالطاعون امراض الطائفية القاتلة .. وحينها لن يجد هؤلاء الصبية الطائشون موقعا لاحلامهم المريضة.لذلك نقول، بل نؤكد ان مجرد الحلم فقط بأن تغيب الوحدة عن اليمن من رابع المستحيلات .. فكل مواطن يمني سيقاتل حتى بأسنانه من اجل الوحدة لانها الانتماء مثل الوطن وعلى الواهمين الممدودة ايديهم لاسيادهم في الخارج ان يصحوا من احلامهم البلهاء ويراجعوا حساباتهم مليون مرة قبل رفع شعارات حقيرة تسيء الى الجمهورية والوحدة الوطنية والديمقراطية.
