مشاورات مكثفة في مجلس الأمن بشأن تسوية الوضع في لبنان
القدس المحتلة / نيويورك / وكالات:بينما تواصل الدول الخمس الكبرى في مجلس الأمن مشاوراتها المكثفة بشأن تسوية الوضع في لبنان, اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أن إسرائيل "اقتربت كثيرا" من تحقيق هدفها, وتوقع أن يجري تصويت الأمم المتحدة على إقرار الهدنة خلال الأسبوع القادم.وقال أولمرت لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية: إن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لا تتوقع التوصل لهدنة توقف القتال في لبنان خلال الأيام القليلة القادمة.وكرر أولمرت قوله: إن إسرائيل ستستمر في قتال حزب الله إلى أن تنشر قوة دولية قوية في جنوب لبنان, معتبرا أن نشر أي قوة دولية يجب أن يتم فور بدء وقف إطلاق النار.كما شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن القوة الدولية يجب أن تكون قتالية وأن تشكل على غرار مهمة "الحرية الدائمة" في أفغانستان, ووصف قوات الأمم المتحدة العاملة حاليا في جنوب لبنان بأنها لا تتسم بالكفاءة.في غضون ذلك تواصل الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن العمل للتوصل إلى اتفاق حول قرار بشأن الوضع في لبنان بعد نشاط دبلوماسي كثيف أمس الأول.وقال سفير بريطانيا في الأمم المتحدة إمر جونز باري "هناك أمل كبير بأننا سنكون قادرين على مناقشة نص يسمح لنا بالتقدم. لقد تعززت بشكل كبير فرص اعتماد قرار في مجلس الأمن قريبا".وسيتطرق مجلس الأمن الدولي بالفعل إلى هذه المسألة خلال عرض للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان.من جهته قال سفير فرنسا جان مارك دو لاسابليير "إننا نعمل بشكل جيد وبتنا قريبين من اتفاق أقرب بكثير" من السابق.أما سفير الولايات المتحدة جون بولتون فوصف نتائج المحادثات بأنها مشجعة حتى الآن، وقال إن هناك الكثير الذي يجب عمله.كما قال البيت الأبيض من جهته إن الجهود الدبلوماسية في مجلس الأمن ومع فرنسا أدت إلى "تقدم فعلي" مما يدفع إلى الأمل في التوصل إلى قرار يطالب بوقف إطلاق النار في لبنان في الأيام المقبلة.. وشهدت محادثات ثنائية مكثفة ومغلقة بين الدول الخمس الكبرى (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا) لتجاوز آخر العقبات من دون التوصل إلى نص جديد على ما أفاد به مصدر دبلوماسي.وأوضح المصدر ذاته أن أساس المحادثات لايزال مشروع القرار الذي قدمته فرنسا وينص على "الوقف الفوري للأعمال الحربية" وعلى تحديد مجموعة من الأسس الضرورية للتوصل إلى اتفاق سياسي يشكل إطارا "لوقف دائم لإطلاق النار ولحل مستدام".وقال مصدر غربي آخر إن فكرة اقتراح قرارين متتاليين عرضت وتشمل قرارا أولاً مقتضبا يدعو إلى وقف الأعمال العسكرية، وقرارا ثانيا أكثر تفصيلا يحدد تفاصيل خطة تسوية دائمة للنزاع.وقد تأجل اجتماع للدول التي قد تساهم في قوة دولية في لبنان كان مقررا أمس الخميس، للمرة الثانية في غضون أسبوع بعد إعلان عدم مشاركة فرنسا فيه إذ تعتبره "سابقا لأوانه".وقال مساعد المتحدث باسم الخارجية الفرنسية "يجب وضع الأمور بالترتيب.. وقف الأعمال العسكرية واتفاق سياسي وأخيرا نشر قوة للسهر على احترام الاتفاق السياسي".من ناحيته اعتبر رئيس الحكومة البريطاني توني بلير ان الوضع في الشرق الأوسط وصل إلى "مرحلة حاسمة" مشيرا إلى ان التباين بين الأعضاء الدائمين في مجلس الامن في ما يتعلق باصدار قرار حول لبنان "اصبح ضيقا جدا". وقال بلير في مؤتمره الصحافي الشهري في لندن ان المفاوضات في هذا السياق وصلت الآن إلى "مرحلة حاسمة"، مؤكدا ان "التباين حول القرار الذي سيطرح أصبح ضيقا جدا". وقال: انه يأمل في التوصل خلال الأيام القليلة القادمة لاتفاق بشأن قرار للامم المتحدة يهدف الى التوصل لوقف فوري لإطلاق النار بلبنان.وأضاف "أرجو الان أن نتوصل لمثل هذا القرار في القريب العاجل وأن نتفق عليه خلال الأيام القليلة القادمة بهدف التوصل لوقف فوري لإطلاق النار ثم وضع شروط نشر القوة الدولية دعما للحكومة اللبنانية.