صباح الخير
كنا وبعض جاراتنا مجتمعات معاً وأثناء حديث صاخب عن أمور الحياة , توقف الحديث فجأة لدى سماعنا بشيء قد هوى من الطابق الأعلى إلى ساحة تتوسط العمارة متخمة بالقمامة التي وصل ارتفاعها لأكثر من 3 أقدام حتى وصلت إلى مستوى عدادات الكهرباء ذات الأسلاك المتدلية .سألت يا ترى ما الذي هوى ؟ بينما واصلت جارتي حديثها لتلجم تساؤلي قائلة : " هذا كيس قمامة قد رمى به جيراننا في الطابق العلوي " .ويبدو أنها قد تعودت سماع مثل هذه الوقعات إذ لم تعد تثير استغرابها .. بينما استمر الحديث متواصلاً , كنت قد انفردت بالتفكير في مثل هذا السلوك .. وتساؤلات كثيرة تتزاحم في راسي كيف يمكن معرفة هؤلاء الناس الذين يرمون القمامة من أعلى الطوابق غير آبهين بالعواقب مع العلم أن سكان الطوابق العليا مستأجرون وليس من اصحاب العمارة , فالأمر لا يعنيهم في الأخير أن تعرضت لمكروه , وأبسط مكروه ممكن يحدث قد يؤدي بحياة الجميع , كمثل حصول التماس كهربائي يمكن ان يؤدي إلى حريق لن ينجو منه أحد , أو تهطل أمطاراً غزيرة ممكن تكون سبباً في الألتماس الكهربائي .وقد كنت أفكر دائماً في هذه الساحة التي تتوسط العمارة والمصممة لملعب للصغار ولكنها أصبحت مجمعاً للقمامة , ولجأت ذات مرة للبلدية ولكنني لم أجد أي تجاوب منها , وكأن الأمر لا يعنيها .مثل هذه السلوك غير الأخلاقي ليس في عمارتنا , ولكن في عمارات كثيرة تعج ساحاتها أو خلفياتها بالقمامات التي لا تجلب البعوض فحسب والمسبب للملاريا , وكذا الذباب الناقل لمصائب كثيرة , بل شاهدت بعيني رأسي ثعابين تم قتلهم أمامي يطلعون من تلك القمامة .إن روح المسؤولية عند الفرد تجاه من حوله بل حتى تجاه نفسه وأسرته .. شعور يكاد يكون مفقوداً , أين الضمير الحي والأخلاق العالية التي تتميز بها المجتمعات الإسلامية وتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ومقولات وأحاديث رسولنا الأعظم (صلى الله عليه وسلم) " النظافة من الإيمان " والذي فهمه بعضهم بصورة قاصرة على أجسادهم ومنازلهم فقط .إن شريعتنا وعقيدتنا الإسلامية قد علمتنا الكثير من الأخلاق الحميدة وإناطتنا بمسؤوليات عديدة تجاه أنفسنا وتجاه الآخرين وفرضت علينا أكثر من ستين اشتراطاً أولها شهادة أن لا إله إلا الله وآخرها أماطة الأذى عن الطريق لسلامة الناس , فكيف بمن يتعمد بأذى الناس الآخرين مع سبق الإصرار مثل هؤلاء الناس لا أخلاق لهم , ومثل بلديتنا الموقرة لا ضمير لها , معاً يجتمعون في الجريمة .