بكين / متابعاتالصين قادمة بقوة لتكون المارد الاقتصادي الجبار الذي سيلتهم اقتصاد العالم بمليارات ايدي عامليه الرخيصة. حتى ان اعمدة الدخان المتصاعد من مصانعها قد سببت تلوثا عالميا كبيرا، كما ان استهلاكها النفطي الكبير سبب تصاعدا كبيرا في اسعاره، فلماذا يحدث ذلك؟.الاقتصاد الصيني يبلغ الآن 18 من حجم الاقتصاد الأمريكي قياسا بالدولار، إلا أنه يبلغ 76 من الاقتصاد الأمريكي قياسا إلى القدرة الشرائية ، حيث سيصبح الاقتصاد الصيني بحلول عام 2050 أكبر من الاقتصاد الأمريكي بمقدار 43 قياسا على القوة الشرائية. وإن كان سيكون دون الاقتصاد الأمريكي قياسا إلى الدولار. تتميز الصين من حيث التكلفة برخص الأيدي العاملة فيها وذكر تقرير لمؤسسة برايسووترهاوس للاستثمارات والأعمال، أنه من المتوقع أن يتنامى الاقتصاد الصيني بسرعة حتى أنه قد يتجاوز كافة الدول المتقدمة بحلول 2050م. وبحسب التقرير فمن المتوقع أن يتضاعف حجم الاقتصاد الآسيوي العملاق ما بين أعوام 2005 و2050م ويضيف التقرير أن باعث ذلك بالنسبة للصين، شأنها في ذلك شأن بلدان نامية أخرى، يرجع جزئيا إلى عمالتها الصغيرة في السن والرخيصة. ومن المتوقع في تلك الأثناء أن تصبح الهند أسرع اقتصاد نموا في العالم. ويبنى التقرير على تحليل لتوقعات النمو الاقتصادي، استنادا إلى القدرة الشرائية ، فيما يمكن أن تحل الهند والبرازيل محل الاقتصادين الياباني والألماني بحلول عام2050م . يذكر أن الاقتصاد الياباني والاقتصاد الألماني يحتلان المركزين الثاني والثالث على التوالي بعد الاقتصاد الأمريكي. على صعيد مقارب قالت الصين ان نفقاتها العسكرية سترتفع هذا العام بنسبة 14.7 لتبلغ نحو 35 مليار دولار. و تتمتع الصين بقوات مسلحة تعد الاكبر في العالم من حيث العدد، كما ان نفقات الصين العسكرية تضاعفت خلال الفترة من مطلع التسعينات حتى الآن. واثار هذا النمو المستمر في الانفاق العسكري الصيني مخاوف الدول المجاورة للصين، وبشكل خاص اليابان وتايوان. وكانت واشنطن اتهمت بكين مرارا باخفاء نفقاتها العسكرية الحقيقية. واكدت واشنطن ان هذه النفقات بلغت العام الماضي نحو 90 مليار دولار، وليس فقط 30 مليار دولار كما اعلنت بكين. يشار الى ان نفقات الصين العسكرية اقل كثيرا من نفقات الولايات المتحدة التي بلغت 400 مليار دولار في عام 2005م. للوهلة الأولى يبدو النموذج الصيني ناجحا، فمن الناحية السياسية هناك مستوى من الاستقرار لم تعرفه الكثير من بلدان العالم الثالث. ومن الناحية الاقتصادية تحقق الصين نموا اقتصاديا وصل في بعض الفترات إلى 10 في السنة، وحوّل الصين من بلد زراعي بالدرجة الأولى إلى لاعب أساسي في التجارة الدولية. كما برزت الصين في السنة الماضية كخامس قوة اقتصادية في العالم، وإذا اثبتت التقديرات صحتها فإنها ستكون أكبر قوة اقتصادية في عام 2020 م متقدمة على الولايات المتحدة. وقد تنبأ آلان بيرفيت الذي يعد أكثر الأوروبيين الذين كتبوا حول صعود الصين الكبير أن »المستقبل سيكون صينيا«، أما الرئيس الصيني هو جينتاو فذهب أبعد حينما قال عن بلاده: ما زال الأفضل في الطريق. لكن ماذا لو كانت هذه الضخامة ذات أقدام من طين؟ ماذا لو أن »النموذج الصيني« لا يحتوي سوى مجرد ألعاب نارية مثيرة تستمر لفترة قصيرة، وبعد ذلك يبدأ التراجع؟ قد تبدو أسئلة من هذا النوع حول اقتصاد يتضاعف كل سبعة أعوام فى غير محلها. ويقول غالبية الخبراء ان هناك عشر نقاط ضعف رئيسية قد تهدد استمرار النمو الاقتصادي. من بينها ان اقتصاد الصين يعتمد على أعداد هائلة من الايدى العاملة الرخيصة، ورأس المال الاجنبي غالبا، والمواد الخام، وهي عناصر لا يمكن ضمان استمرارها على المدى الطويل. ايضا يخلط صناع السياسات في الصين بين النمو والتنمية. فصحيح انه جرى تنويع اقتصاد الصين اخيرا، وباتت البلاد التي بدأت بانتاج سلع بسيطة منزلية، تنتج ايضا سلعا اكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، لكن مع هذا لم تحقق الصين درجة يعتد بها من التنمية. كما ان الاستمرار في خفض الأسعار وخفض قيمة العملة الصينية يعتبر دعما للمستهلكين في الدول الغنية، لانه يقدم سلعا صينية رخيصة الثمن، لكن لا يعني ان هذه السلع يمكن ان تنافس فعلا امام سلع غربية اسعارها قريبة من الاسعار الصينية.اللغة الصينية اليوم يدرسها أو يتعلمها نحو 30 مليونا من الناس تقريبا خارج الصين، وفي المقدمة بلدان شرق وجنوب شرق آسيا، وهذا الرقم يشكل نحو 3ِ2 في المائة من مجموع المتحدثين الاصليين بلغتهم الصينية الأم في حين ان اللغة الانكليزية التي يتحدث بها نحو 215 مليون نسمة كلغة أم، يتعلمها نحو مليار شخص اضافي، اما اللغة الروسية التي يتحدث بها نحو 288 مليون نسمة، فإن عدد الراغبين في تعلمها يبلغ بحدود 215 مليون شخصِ وبتسليط الاضواء على هذه الأرقام، فإن ضعف الرغبة في تعلم اللغة العربية يصبح أمرا ملحوظا وواضحا من النظرة الأولىِ من خلال هذه النظرة، فإن القضية تتعلق باللغة التي تمتلك عدة أولويات أو اسبقيات عالمية، ويندفع اقتصادها إلى المقدمة، الى جانب ذلك، فإن هذا الأمر يتعلق أيضا بكثرة المتحدثين بهذه اللغة في العالم، وامتلاكها أقدم احرف كتابية مستخدمة، فضلا عن كثرة العلامات التي تتضمنهاِ.فالقاموس الصيني الصادر حوالي عام 1700 قد صنف آنذاك نحو 47035 علامة، اما أشمل قاموس معاصر، فيتضمن نحو 90000 علامة، والكثير من هذه العلامات توجد اصلا في الأدب الصيني القديم، أو انها تمثل تعبيرات لتصورات جغرافية منعزلة (والمثال على ذلك اشارة kan التي تعني قلعة خيكان في تايوان)، وتتطلب كتابة أو قراءة رسالة بسيطة استخدام 1440 علامةِ ويمكن تغطية محتوى التعبير الاساسي بنسبة 94 في المائة من الأفكار أو التصورات المستخدمة في العلاقات العامة أو العلاقات الاعتيادية، وبالنسبة للأوروبي الذي يريد ان يحصل على معرفة اللغة الصينية بصورة معقولة، فإن ذلك يتطلب منه تخصيص ما مجموعه 1200 ساعة على الأقل لدراستها.