فيما القعقاع يكسر حظر الصحابة
دبي /متابعات: يبدو أن نجاح مسلسل (القعقاع بن عمرو التميمي) على صعيد المشاهدة ومروره من الرقابة وخاصة في ما يتعلق بتجسيد الصحابة، فتح شهية شركات الإنتاج نحو أعمال تجسد الصحابة والخلفاء الراشدين بشكل خاص.وأعلنت مجموعة (أم بي سي) التلفزيونية والتلفزيون القطري الخميس أنهما سينتجان معا مسلسلاً (غير مسبوق من حيث ضخامة الإنتاج) يتمتع بميزانية مفتوحة ويتناول حياة وحكم ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب تحت عنوان (الفاروق عمر).ويرى بعض المراقبين أن هذا النوع من الأعمال يعد نقله كبيرة في الدراما العربية وإن لم يصل إلى التصوير الكامل للأنبياء والحواريين كما هو الحال في السينما والدراما الغربية التي تتناول سير أنبياء اليهود والمسيح وحوارييه.وقال رئيس (أم بي سي) الشيخ وليد آل إبراهيم إن المسلسل يتمتع (بميزانية مفتوحة) ويفترض أن يعرض خلال شهر رمضان المقبل، ويقوم بكتابته الكاتب المتخصص في الشؤون الإسلامية الدكتور وليد سيف ويخرجه السوري حاتم علي. ورغم أن مسلسل (القعقاع) أثار انتقادات كبيرة من قبل رجال دين رفضوا حتى عملية التمثيل الجزئية للصحابة، لكن ذلك لم يمنع عرضه وهذا يعد -حسب البعض- تطورا كبيرا في الدراما العربية التي شهدت سابقا منع تصوير أو بث أعمال درامية.وكانت سوريا منعت تصوير مسلسل “الأسباط” الذي يصور شخصيتي الحسن والحسين أبناء الخليفة علي بن أبي طالب، فضلا عن منع بث المسلسل الإيراني “المسيح” في لبنان والإشكالات التي أثيرت حول المسلسل الإيراني “يوسف الصديق” ومسلسل “أبناء الرشيد” وغيرهم.وأكد مخرج مسلسل “القعقاع” المثنى صبح أنه حصل على موافقة رجال الدين على تجسيد الصحابة والخلفاء الراشدين بهذه الطريقة “بعدما اتفقوا على أن ذلك لا يسيء إلى مظهر خلفاء الرسول”.واعتبر الشيخ وليد في مؤتمر صحافي أن مسلسل “الفاروق عمر” يبرز شخصية الخليفة الذي ارتبط اسمه “بالحكم الرشيد والعدل الشامل والوسطية” بعيدا عن “التطرف والعنف”، وهي شخصية يحتاج العالم اليوم إلى العودة لها بحسب آل إبراهيم. وسيعتمد المسلسل (الروايات الأكثر دقة وتدقيقا لتلك المرحلة داحضا تعدد الروايات من قبل من أساء ويسيء للتاريخ الإسلامي الجامع). والغريب أن الدراما العربية قدمت بعضا من المبشرين بالجنة من صحابة الرسول مثل عمار بن ياسر وسعد بن أبي وقاص ولكنها تجنبت تقديم بقية الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين، كما أن فيلما كبيرا مثل (الرسالة) تجاوز تماما ظهور شخصيات الخلفاء وكان يشير إليها فقط. في حين أن دولة إسلامية كإيران قامت بتجسيد شخصيات الأنبياء والأئمة (غريب طوس: الإمام علي الرضا على سبيل المثال) في أعمالها الفنية دون أن يسبب ذلك أية مشاكل.وتكمن أهمية مسلسل (الفاروق عمر) حسب الشيخ وليد في (استلهام شخصية استثنائية من عصر الرسالة التأسيسي ... ليكون نموذجاً ساميا للحاكم المتواضع والحكم الرشيد والعدل الشامل والرعاية الاجتماعية ومفهوم المواطنة والوسطية في الإسلام دون تطرف أو عنف... وتلك الشخصية التي تحتاج إليها الأمة الإسلامية في يومنا هذا أكثر من أي وقت مضى). وستشرف لجنة من العلماء على العمل لضمان احترامه للمعايير الشرعية، وتضم اللجنة خصوصا الداعية المصري القطري يوسف القرضاوي والداعية السعودي سلمان العودة. ويقول المخرج حاتم علي إن العمل (سيكون غير مسبوق من حيث ضخامة الإنتاج). وسيدبلج المسلسل إلى لغات العالم الإسلامي مثل الفارسية والتركية والأوردو وغيرها إضافة إلى لغات عالمية مثل الانكليزية والفرنسية والاسبانية والبرتغالية.