رواية[c1]الفصل الثاني[/c] نزلت من السيارة ولكنه كان مختلفا في المعاملة نبيلا في تصرفاته مهذبا في كلامه وكانت نظراته الي مليئة بمشاعر صادقة وهو يوجهنا إلى الباخرة و يتحدث بلطف وتواضع مع طاقم الباخرة والكل يكن له الاحترام، رأيت جزءا من شخصيته الأخرى ولكني كنت حذرة فانا لا أريد أن ينكسر قلبي، يكفيني جراحا. وبدأت رحلتي على متن الباخرة ما بين الخوف والتمنيوخصص لي كابينة في أعلى الباخرة في أجمل غرفة دخلتها بحياتي، كنت اشعر إني أميرة.رتبت حقيبتي وقررت التصرف بعقلانية وارتميت على السرير ونمت. أفقت على قرعة الباب فتحته فإذا النادل يحمل معه فطور الصباح وفنجان الكوفي الساخن وهو يقول:تفضلي آنستي أتمنى لك رحلة سعيدة.ومرت ثلاثة أيام لم أره كثيرا، و كنت مرتاحة أكثر في عدم وجوده بقربي، أتصرف بهدوء وبطبعيتي دون أن اسمع دقات قلبي السريعة حين يكون بقربي وكانت بالفعل رحلة جميلة على متن الباخرة لم أرمثيل لهاوفي أحد الأيام لم استطع النوم ذهبت للتمشي ودخلت أحدى الغرف ورأيت العديد من التقنيات الحديثة وقررت اخذ الكاميرا والتصوير وصورت العديد من الصور وانسجمت وخرجت لأصور البحر وبقيت أراقب المركب وهو يعدو على أمواج البحر وصوت الموسيقي الصاخبة يصل إلى إذني وأنزلت الكاميرا من يدي وبدأت ارقص لوحدي على متن الباخرة ونسمة الريح العابرة ترقص معي ، وكأني أميرة في إحدى المملكات التاريخية كان سحرا خلابا تلاشت معه كل مواقفي وحرصي ومخاوفي وشعرت بسعادة تغمرني في هذه اللحظة الرائعة واندلق شعري مع حماسة الرقص وتوقفت وأنا اسمع تصفيقا حارا احمد: تجيدين الرقص لوحدك كثيرا، لماذا ترقصين لوحدك أجبت بسرعة: لم يكن أحد بقربي لأطلب منه إن يراقصني (أجبت بسرعة ودون تفكير).وقال وهو يقترب وبدأت اشعر باضطرابي : هل ستوافقين على الرقص معي في حلبة الرقص لتحقق حلمك وتكوني أميرة، أم انك خائفة؟.سهى: لماذا أهرب، موافقة نلتقي غدا فالوقت متأخراحمد: إذا أراك غدا على حلبة الرقص .انتابتني رعشة بكل أطراف جسمي ولم اعرف هل من الإرهاق أو الخوف أو حب جديد يحاول اختراق قلبي المتجمد، ولكني قلت لنفسي سأختفي بين الجموع غدا ولن يلقاني أنا أذكى منه لن أكون واحدة منهن، ذاك المغرور.تقابلنا مع سميحة في اليوم التالي وتحدثنا عن الحفلة وتناولنا الفطور ثم الغذاء معاًوكان احمد طوال هذه الفترة يراقبني إلى أن شعرت بكل نظراته تلتهمني ثم رجعت إلى الغرفة وأنا فرحة بوجود تلك الغرفة حيث اختفي فيها من كل هذا وانذهلت برؤية ثوب سهر جميل بألوان رائعة ويبدو غالي الثمن على سريري، وقناع أعجبتني الفكرة استطيع الاختفاء بسهولة وأردت أن اشكر سميحة على هذه الهدية ولكن كان الوقت متأخرادخلت قاعة الحفلة وأنا اضحك في غير اعتيادي وكنت بالفعل سعيدة بوجودي ومستمتعة بعيدة عن العمل الروتيني والمكثف، وفي منتصف الحفلة توقفت الموسيقى ليعلن راعي الحفل بداية الحفل الراقص ووقف كل النساء في صف والرجال في صف أما أنا تراجعت إلى الخلف قليلا فقد جاء وقت الهروب ألان وفي لحظة تحركي امسك أحمد بيدي وكانت الصاعقة كبيرة كيف عرفني وأنا متنكرة ودون كلمة سحبني إلى قاعة الرقص ودارت الدنيا بنا ونحن نرقص كان يجيد الرقص، أما أنا فكنت في حالة يرثى لها لقد وصلت دقات قلبي إلى بلا حدود وكنت محرجة لأنه أكيد شعر بي . حاولت إن استوقفه أو اهرب لكن لا مجال كان متحكما ومسيطراً ..لذا تركت نفسي لهذه اللحظة قائلة سينتهي كل شيء وسأرجع إلى عملي هذه مجرد لحظة وستنتهي ثم سمعته وهو يميل إلي ويردد ابقي معي حطمتني كلماته وشعرت بنفسي مثل الغزال في فم الأسد أموت ببطء، ولا استطيع حتى المقاومة، فقلت لنفسي:ماذا بك لماذا استسلمت بسرعة أرجعتني هذه الكلمات إلى واقعي وشعرت بالألم أغضبني كلامه وقلت له:نحن لسنا في ساحة حرب أيها المتعجرف وأنا لست لعبة بين يديك وهذه مجرد رقصة مع لحظة ساحرة ثؤثر بأي إنسان، ليعتقد انه ملك اليوم لا اقل ولا أكثر عليك النضوج احمد لا تستطيع شرائي .شعرت بغضبه، وهو يقول : اشعر بدقات قلبك لماذا تريدين الهروب .ضحكت بصوت عال وأنا أقول :يبدو لي انك أصبحت طبيب قلب اليوم أيضا، نعم يدق قلبي سريعا عندما اسمع الموسيقىولا يهمني مع من ارقص .توقف عن الرقص وقال لي بكل لباقة: شكرا على الرقصة، وتركني في وسط الحلبة وحيدة. واقترب من تلك المرأة الساحرة التي تتبعه مثل ظله وبدا بالرقص معها وهو يلامس ظهرها العاري ويقترب من وجهها ويلامس جسمها، وهي تنظر إلي باحتقار وتضحك وهو يكلمها ويحاورها، انزعجت كثيراً، وتخالطت مشاعري بين انجذابي إليه وخوفيً من أن أنجرح، وأنا لم اعد مراهقة ولن اتحمل جرحا آخر . ورجعت إلى الغرفة وجمعت ثيابي وودعت سميحة وأخبرتها أن علي الذهاب إلى العمل وتعذرت بغيابي الطويلً ونزلت في إحدى محطات الباخرة واستقللت قطار الرجوع إلى مدينتي دون النظر إلى الخلف.رجعت إلى عملي واستطعت نوعا ما إن انسى هذا الرجل الذي قلب كياني وجعلني ارتعش خوفا من مجرد وجوده بقربي، جلست أفكر بما جرى دون إن افهم لماذا اهرب بالفعل. مرت سنة ثم تلقيت مكالمة هاتفية من سميحة تخبرني أنها رزقت بطفل طرت فرحا وسافرت إليها وحين دخلت رايتها وهي تؤكد لي أنها أسمته احمد ثم استطردت قائلة:هذا الرجل عظيم ويستحق كل الاحترام تصوري كان معي حتى لحظة ولادتي لم أر رجلا بشهامته ورجولته في حياتي، نحن محظوظون به وكانت هذه صدمة جديدة ..لديه رجولة وإنسانية، فماذا بعد؟صعقتني بكلامها بقيت يوما كاملا معهم واستمتعت بهذا اليوم، وكنت مرتاحة من انه لم يحاول التكلم معي، فكرت مليا بما حصل لي ، وربما هذا هو القدر وأنا أصده دون أي سبب، الخوف يلعب بعواطفي ويرميني مكسورة شعرت بألم وندم وماذا إذا كان هذا هو نصيبي وأنا أضعته بسبب مخاوفي وكبريائي وعدم الثقة بالنفس، عانيت من ألم الحب والفراق سابقا وكانت النتيجة جرحا دمرني. ثم حمل احمد الطفل بين يديه ورأيت الحنان عينيه ونظرت الي سميحة، لأراها تبتسم لي وتنظر اليه، وهي تقول ان شاء الله اراك سعيد بحياتك احمد.وحينها نظر الي نظرة عتاب، جعلتني ابعد نظري عنهم لاراقب البحر، ثم رجعنا الى البيت وحين قررت الرجوع الى مدينتي، اخبرتني سميحة بان غدا عيد ميلاد احمد، اعطيه فرصة هو بالفعل يحبكلا تخافي صديقتي وهي تسلمني دعوة حضور عيد ميلاده. كانت الفرصة رائعة لتصحيح الموقف، واقنعتني صديقتي..وافقت وشعرت بالراحة نوعا ما و قررت البقاء ، ولكني قررت مقابلته في مقر عمله دون موعد مسبق وذهبت في زيارة إلى الشركة ،لأقابله واعرف مشاعري اتجاه بعيد عن الأضواء والموسيقىوإذا بتلك المرأة تقف أمامي في ذهول كامل، هي سكرتيرة تعمل لديه إذا. شعرت بالانقباض في قلبي ولكني وعدت سميحة باعطاه فرصة تماسكت :سهى: هل لك إن تخبري الأستاذ احمد إنني هنا في انتظاره.دخلت إلى غرفته ثم خرجت بعد ثوانيتأسف لكنه مشغول، كانت قنبلة أخيرة لأفقد آخر أمل بحثت عن سميحة وأعطيتها الهدية وأخبرتها إن السكرتيرة قالت إنه مشغول ثم بدأت بالبكاء لم اعد اتحمل ألان أنا أخطو خطوة إليه وهو يصدني، قفزت إلي سميحة ماذا بك سهى ؟سهى: أنا مجروحة وسأعيش وحدي طول عمري ولن اسمح لأحد أن يجرحني يكفي.سميحة: لا تبكي عزيزتي لا تبكي أنا هنا بقربكرجعت إلى بيتي وكنت اجلس كالعادة في الصالة، أتابع الأخبار رن الهاتف، رفعت السماعة .سميحة: البسي أجمل ما عندك سنخرج في سهرة سهىسهى: ليس عندي مزاج للسهر .سميحة: هي صديقتي، انزلي أنا في انتظارك جئت إليك من البعيد. لا استطيع أن ارفض طلبها، فقبلت وخرجت اقتربنا من الشاطئ، قلت لها أين ستكون السهرة رأيت الباخرة، رجعت إلى الوراء وأنا اصرخ(لاأريد)، أرجوك .سميحة: صديقتي أعطيه فرصة لا أكثر ثم قرري، انه ينتظرك لا تضيعي هذه الفرصة.سهى: خائفة.
|
ثقافة
لا تطرق بابي .. ما زلت أخاف الغد
أخبار متعلقة