شخصيات خالدة
هانز كريستان أندرسن مؤلف و شاعر دنماركي اشتهر بحكاياته الخرافية. ولد أندرسن في أودنسه في الدنمارك يوم 2 أبريل 1805 ابنا لحوذي معدم في الثانية و العشرين من عمره و غسالة مدمنة على الكحول تكبر زوجها بعدة سنوات، و كانت الأسرة كلها تعيش في حجرة واحدة صغيرة.يبدو أن والد كريستيان كان يعتقد أنه ينتمي إلى النبلاء، لكن الأبحاث أثبتت عدم صحة هذا الادعاء. فعلى ما يبدو كانت للعائلة علاقات بالأسرة الحاكمة الدنماركية لكنها كانت علاقات عمل. بالرغم من هذا فإن نظرية مفادها أن أندرسن كان ابنا غير شرعي لأحد النبلاء لا زالت تلقى قبولا في الدنمارك . ظهر خيال أندرسن منذ طفولته، و هي صفة نماها فيه تدليل أبويه له و اعتقاد أمه بالخرافات. صنع أندرسن لنفسه مسرحا صغيرا لعبة و أمضى وقته في المنزل يصنع ثيابا لدماه و يقرأ كل المسرحيات التي تطالها يداه؛ و من ضمنها مسرحيات لدفج هولبرج و ويليام شكسبير. كان أندرسن طوال طفولته شغوفا بالأدب، حيث كان معروفا عنه أنه يحفظ عن ظهر قلب مسرحيات كاملة لشكسبير و أنه كان يرويها مستخدما عرائسه الخشبية كممثلين.في عام 1816 مات أبوه و كان على الولد الصغيرأن يبدأ في كسب عيشه؛ فعمل صبيا لنساج و لحائك، و عمل فيما بعد في مصنع للسجائر.وانتقل أندرسن في السن الرابعة عشرة إلى كوبنهاجن بحثا عن وظيفة كممثل مسرحي. وكان له صوت جميل في طبقة سوبرانو فنجح في الالتحاق بالمسرح الملكي الدنماركي. إلا أنه لم يستمر فيه كثيرا حيث احتبس صوته بعد برهه. و كان أحد زملائه في المسرح يصفه بالشاعر فبدأ أندرسن بأخذ هذا الأمر جديا و الاهتمام بالكتابة.التقى أندرسن بالصدفة بملك الدنمارك فردريك السادس الذي أبدى اهتماما بالفتى الغريب و ألحقه بمدرسة ابتدائية في سلاجلسه و دفع مصاريف الدراسة عنه. وكان أندرسن قد نشر أولى رواياته حتى قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، و هي شبح قبر بالناتوك، عام 1822. و بالرغم من كونه طالبا بليدا و متأخرا إلى أنه تابع دراسته في سلاجنسه و في مدرسة في إلسينور حتى 1827، و هي فترة قال عنها فيما بعد أنها كانت أحلك و أمر سنوات حياته، حيث كان اضطر للعيش في منزل ناظر المدرسة، الذي أساء معاملته بحجة “صقل شخصيته”، كما كان الشخص الغريب بين زملائه الطلبة حيث كان أكبر سنا من أغلبهم.الإحساس بكون المرء مختلفا، هو ما كان يسبب له الألم، هو موتيفة تتكرر في أعماله. فكان أحد أصدق رواياته في هذا الصدد هي الحورية الصغيرة التي تنهي حياتها لأنها لا تستطيع أن تجعل أميرا جميلا يحبها.في عام 1872 سقط أندرسن من فراشه و أصيب بشدة و لم يتعاف من هذا الحادث بشكل كامل إلا أنه عاش حتى يوم 4 أغسطس 1875 حيث مات بسلام في بيت اسمه روليغد و معناها حرفيا السكينة، بالقرب من كوبنهاجن. إلا أنه عند وفاته كان هانز أندرسن كاتبا شهيرا و معروفا عالميا.في عام 1829 لاقت رواية أندرسن المعنونة رحلة على الأقدام من قناة هولمن إلى شرق أماجاررواجا كبيرة ، و في نفس الموسم نشر كتابا ساخرا و مجموعة شعرية. و قد توافق نجاحه الأول هذا في الوقت الذي كان أصدقاؤه يفقدون الرجاء منه، و يظنون أن غرابة أطواره لن تؤدي إلى شيء جيد. تباطأ تقدمه بعد ذلك حتى 1833 عندما تسلم من الملك منحة صغيرة للسفر، ليقوم بأول أسفاره الطويلة في أوربا، حيث كتب في لا لوكل في جورا قصة أجنته و حوري البحر، ثم وصل روما في أكتوبر 1834.نشر أندرسن روايته الأولى، المرتجل، في بداية عام 1835 فلاقت نجاحا مدويا، كما آلت بداياته المتواضعة كشاعر إلى نهايتها. و في نفس العام نشر أول أجزاء عمله الخالد حكايات الخرافية ، و نشر المزيد من الحكايات، مكملا المجلد الأول في عامي 1836 و 1837. لم يلحظ أحد في البداية روعة هذه الحكايات و لم تحقق مبيعات جيدة. و في نفس الوقت لاقت روايتان أخريان له نجاحا هما و.ت في عام 1836 و مجرد عابث في عام 1837.وشاعت حكاياته الخيالية في العلم و ترجمت إلى لغات عدة و بسطت للأطفال. و في كثير من الأحيان، لم يعد يسهل التمييز بين الحكايات الخرافية الشعبية الإسكندنافية و بين الحكايات التي ألفها أندرسن؛ مثله في ذلك مثل الأخوين جريم.يصنف أندرسن عادة على أنه كاتب للأطفال، إلا أنه شخصيا لم يكن يحب أن يُنمَّط. إن الغالبية العظمى من قصص أندرسن سوداوية و أحيانا عنيفة، و غالبا ما يأتي الخلاص بثمن غال.