الرئيس الأمريكي يجيب عن سؤال صحافي حول المسجد
واشنطن / متابعات : تناقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية ردود أفعال سياسية وشعبية وإعلامية حول تأييد الرئيس باراك أوباما بناء «مسجد قرطبة» قرب موقع هجمات 11 سبتمبر، معتبراً ذلك حقا من حقوق المسلمين المكفولة في الولايات المتحدة، استناداً إلى القانون الذي تحتكم إليه البلاد، والذي يحمي جميع المعتقدات والأديان بلا تمييز.ففي أجواء التيار الرافض لمواقف اوباما، سارع النائب الجمهوري عن نيويورك بيتر كينغ إلى إعلان رفضه موقف أوباما المؤيد لبناء المسجد، واعتبر أن قيام المشروع في مكان قريب من موقع هجمات عام 2001 يعبر عن «سوء استغلال لحق المسلمين ببناء مساجدهم، لأنه يضر بمشاعر أشخاص عانوا الكثير».ولم تتوقف الانتقادات على الجمهوريين، وحسب بل تعدى الأمر إلى المرشح عن الحزب الديمقراطي لمنصب حاكم فلوريدا جيف غريف، حيث قال «لقد أخطأ الرئيس أوباما في موقفه، وأنا أعارض بشدة ما أدلى به لجهة دعم بناء المسجد قرب موقع الهجمات التي تفاخر إرهابيون مسلمون واحتفلوا بتنفيذها وقتل ثلاثة آلاف أمريكي».أما إسلامياً، فاعتبر إمام مركز دار الهجرة الإسلامي في ولاية فرجينيا شاكر السيد أن خطاب أوباما «لم يحدث أي جديد. فالكل يعلم أن حق الاعتقاد واعتناق الديانة مكفول دستوريا للجميع لكننا كنا نأمل من رئيس البلاد أن يعلن صراحة تأييده مساندة مشروع إقامة مسجد للمسلمين في منطقة «غراوند زيرو «في منهاتن بنيويورك».ودعا السيد العالم الإسلامي إلى«مراسلة الرئيس الأمريكي بالبريد الإلكتروني ومكالمته هاتفيا لدعم موقفه تجاه المسلمين، فلو كان الأمر يسير ضد المسلمين لرأينا المظاهرات المناهضة في كل مكان ولرأينا مواقف الشجب والاستنكار».من جانبه رأى خطيب المسجد الشيخ محمد الحانوتي في المركز الإسلامي بفرجينيا، في حديثه لـ«العربية.نت»، أن خطوة أوباما «محمودة ونريد المزيد من المساندة لقضايا المسلمين العادلة في الولايات المتحدة الأمريكية، فنحن لا نريد إلا ما نص عليه القانون الأمريكي باحترام الحريات والمعتقدات والأديان دون تمييز أو إقصاء لطرف دون آخر».إلى ذلك عبر بعض المواطنين من مسلمين عرب وأمريكيين عن آرائهم، حيث قال المواطن الأمريكي بلال مصطفى «لقد أثلج الرئيس باراك اوباما صدورنا. ولكن نريد أن تستمر هذه المواقف ذاتها. إذ لطالما أثبت المسلمون حسن نيتهم بالتعاون السليم مع أبناء الولايات المتحدة الأمريكية، نحن نركز على الحوار واحتواء الآخر وننبذ العنف والتطرف».أما المواطن المسلم الأمريكي هشام يوسف، وهو من أصل فلسطيني (33 عاما) فيعلّق قائلاً «يعلم الإعلام كم من التقارير الإخبارية من داخل أمريكا تهجمت على أوباما، واعتبرته من أصول مسلمة كـ»تهمة». نحن لا نريد أن يعتبر أي دين سماوي في الولايات المتحدة تهمة، بل يكفي أن لدينا الدليل على صدق اعتقادنا. ومن يقف أمامنا يقول أنا على صواب أيضا إذن لا نمتلك إلا الحوار المباح والكف عن الخطابات التي لا تجلب إلا الضرر للمجتمع الأمريكي المسلم وغير المسلم».وفي تحليل سياسي لخطاب أوباما، قال آدمز كولد المحلل السياسي والمختص بشؤون الشرق الأدنى إن الرئيس باراك اوباما حاول مسك العصا من المنتصف بحيث حاول كسب الجميع دون أن يذكر دور المسلمين في المجتمع الأمريكي وهم يشهدون شهرا مميزا لديهم ولم يحاول أيضا أن ينسى ضحايا منهاتن وعوائل الضحايا الذين قضوا في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.وتابع كولدر قائلا «واضح جدا أن التشنج بالمواقف تجاه طرف على حساب طرف آخر وإنصاف هذا دون ذاك سيولد جوا مشحونا بالخلافات. فالرئيس الأمريكي حاول تهدئة وطمأنة جميع الأطراف عندما قال إنه حق من حقوق المسلمين إقامة مسجد، ولم يغفل أيضا أنه يتعاطف تماما مع ضحايا الاعتداءات في نيويورك، تلك الأحداث التي غيرت مجرى الحوار والتسامح بين الأديان في الولايات المتحدة لوقت ليس بقصير «.يذكر أن الرئيس الأمريكي باراك اوباما اعتبر يوم الجمعة الفائت أن منطقة (غراوند زيرو) أرض مقدسة ولا يقبل المساس بها، في الوقت الذي دافع عن حق المسلمين في إقامة مسجد لهم في نيويورك في قلب مدينة منهاتن حيث برجي مبنى التجارة العالمي.