ألاء البراهيمحين أتممت قراءة الرواية، تمنيت لو كان "زوربا" مسلماً، لأحلق في عالم روحاني شقاف يتخذ من العاطفة الدينية الإسلامية منبعاً له، زوربا الرواية اليونانية التي ألفها (كازنتزاكس) تمتلئ بالكثير من الفلسفة والحكمة بتعابير بسيطة على لسان رجل أبسط يرقص من ألم ويمتلئ دهشة بالأشياء كأنما يراها لأول مرة.زوربا-الرواية- بكل ما حوته من عمق للفكرة البوذية كانت تمثيلاً حيّا ونقلاً عميقاً للخرافة البوذية إلى آلاف القراء في العالم، إذ قد لا تستغرب وأنت تقرأ لرجل عربي بل ومسلم يقول: أريد أن أرقص رقصة زوربا!. فما الذي جعل زوربا ينتقل إلى عشرات البلدان حاملاً فكرته الدينية الخاصة بقالب سهل وبسيط بينما تدور الفكرة الإسلامية للزهد والتعامل مع المصائب والأقدار في المدار ولا تكسب حتى قلوب القراء المسلمين؟. إن من يلاحظ نتاج الأدب السعودي هذه الأيام يجد فقراً شديداً في كثير منه من الناحية الإيمانية التي تنقل الإنسان إلى سماوات من الترقي في مدارج السمو الروحي، ومن ذلك سنعرف "لماذا تبقى الروحانية الإسلامية" قاصرة على نماذج معينة من الشعر الصوفي دون غيره!. والإشكال في رأيي أن الأدباء الجدد يأنفون في بعض الأحيان من إضفاء الصبغة الإيمانية على رواياتهم ظناً منهم أنها تعطي قالباً جامداً لإنتاجهم، وربما يعود هذا إلى قصور في فهمهم لمنهج الفن ومكان العاطفة فيه. ماذا لو كان "زوربا" مسلماً؟ إنني أعيد السؤال بحثاً عن روايات تحمل قارئيها إلى جنّة من الروحانية محاطة بالتصور الإسلامي للحياة وللوجود وقبلهما حبنا للإله محبوبنا الأكبر وقبولنا لعطاياه وأقداره أياً تكن بالرضا الذي يشع سكينة في نفس الإنسان، حينها فقط ستنتقل روايتنا في العالم لتحمل فننا الخاص بمنهجنا "الأخص"..[c1]نقلاً عن صحيفة "الرياض" السعودية [/c]
|
ثقافة
لو كان (زوربا) مسلماً !؟
أخبار متعلقة