لم يعد هناك ما لا يمكن سرقته، فنتيجة لأزمة المياه الأخيرة التي عانى منها سكان منطقتي المعلا والقلوعة خلال أيام عيد الفطر المبارك فوجئ البعض بسرقة محتويات خزاناتهم من المياه، وهذه سرقة من نوع جديد لم تمر على أحد من قبل ، ولكنها وإذا ما تفاقمت أزمة المياه ولم يوجد لها حل يمكن أن يدخل هذا النوع من السرقات في ملف قضايا السرقات المتنوعة الأخرى ، وأزمة المياه التي تفاقمت في السنوات الأخيرة في كثير من المحافظات لاتلوح في الأفق بوادر حل لها بل إنها على ما يبدو تبشر بارتفاع وتيرة حدتها لتلامس مناطق كانت بمنأى عن هذه الأزمة كمدينة كريتر التي عانت إلى حد ما خلال شهر رمضان من أزمة انقطاعات تموين المنازل بالمياه إضافة إلى ضعف ضخ المياه الذي أصبح يلامسه الجميع خاصة في وقت الذروة. محافظة كعدن لابد أن تعاني من أزمة المياه في ظل التوسع الكبير الحاصل فيها والسحب العشوائي والحفر المزاجي، والإهدار المتعمد وغير المتعمد، فإذا ما نظرنا إلى تمديدات المياه للمنازل فسنجد أن هناك تسربا كبيراً لايكاد يخلو منه معظم البيوت، ولكنه أمر لا يعيره المواطن أو مؤسسة المياه أي اهتمام ، فما بالك بالمرافق الحكومية والمعسكرات والمدارس والمستشفيات وغيرها مما لايتحمل فيها أي فرد قيمة ما يستهلك من المياه بشكل مباشر، وفي ظل أزمة تكاد تحاصرنا وتحكم حلقاتها حولنا، وسنجد أنفسنا في يوم ما نعاني معاناة حقيقية دون أن ندري ماهو الحل!! وما أخافني حقيقة أن أحد الزملاء من محافظة لحج التي منها تتغذى كثير من الآبار الممونة لمحافظة عدن قال إن محافظة لحج أصبحت تعاني من قلة في مياه الأمطار والسيول وأثرهما المباشرين على الزراعة حيث أصبحت كثير من الأراضي الزراعية تباع كأراض للبناء نتيجة الجفاف فأين يكمن الخلل؟، وماهي الحلول؟ وهل سننتظر إلى أن يأتي يوم لن نكتفي فيه بسرقة الماء من بعضنا البعض ، بل نتقاتل عليه ، لقد كنا دائماً نشرب من ماء الحنفية وبشكل مباشر ودون تقطير ولا تنقية ، وكنا أصحاء والحمدلله، وجاءت معامل التنقية ولا أدري من ماذا؟ وصار كل منا يصرف الآلاف لشراء ماء معلب لا ندري ماهي محتوياته ولا صلاحيته وزادت الأمراض وصرنا نشتري المرض بفلوس ، ولانجد العافية حتى بالفلوس ، أصبحت العافية سراباً نلاحقه ولانمسك به .. لا أدري إلى أين ستجرنا أزمة المياه وانعدام العافية، فقريباً لن نجد بيتاً يخلو من خزان ماء لضمان عدم انقطاعه في ظل جهل تام للمواطن بكيفية التعامل مع هذه الخزانات ولا وسائل تنظيمها وتعقيمها وحمايتها وبالتالي حماية المياه التي بداخلها من أي تلوث فحدود معرفة المواطن بهذا الجانب تنحصر في عدم انقطاع المياه عنه ماعدا ذلك فهو جاهل بما قد تجلبه له هذه الخزانات من ( بلاوي) صحية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح خاصة أن معرفته وعلاقته بهذا الجانب حديثة وعلى الجهات المعنية تنوير المواطن بما يحمي صحته.
سرقة من نوع جديد
أخبار متعلقة