لانعرف على وجه التحديد، الظروف التي جعلت الحماطي يبتعد عن التلفزيون ونجوميته التي حققها خلال سنوات طويلة! لكن .. لعل في منصب "وكيل وزارة" ما يغري اكثر من وظيفة المذيع، خاصة ان هناك من يعامل المذيع كموظف وليس كمبدع وشتان بين الاثنين . ولست اقصد هنا " الاغراء المادي"، ومن خلاله وضعه الاجتماعي، بل اقصد الوجاهة والمكانة الاجتماعية التي تمنحها الوظيفة الحكومية خاصة في منصب رفيع كوكيل وزارة. لاشك ان طريقة معاملة المجتمع لصاحبها تختلف كل الاختلاف عن معاملته للمذيع والاعلامي على وجه العموم!.في مجتمعات اخرى يعامل المذيع، خاصة اذا كان نجما كالحماطي معاملة خاصة تليق به وبمكانته ونجوميته وشهرته. ولعل جورج قرداحي، واوبرا وينفري وهما من نجوم التلفزيون المشهورين ومن مقدمي (المنوعات)، خير دليل على المكانة الرفيعة التي يحظى بها النجوم في تلك المجتمعات.في مجتمعنا اليمني، والمجتمعات المماثلة، فان نظرة المجتمع للمذيع، وان كانت لاتنتقص من شخصيته، لكنها ايضا هي اقل بدرجات من المكانة الاجتماعية والتقديرية من المجتمع للشيخ، او الوزير، او حتى وكيل الوزارة. وفي ذلك فرق كبير، ناهيك عن مدى النفوذ، وتواضع دخل المذيع قياسا بمدخولات الاخيرين.لعل الحماطي الذي لاينقصه الذكاء ولا الطموح، ادرك قبل غيره من زملائه المذيعين والعاملين في التلفزيون ما سيؤول اليه وضعه بعد عدد من السنين عندما يحال كغيره الى التقاعد، فتجنب بحاسة استشفاف حادة عنده ذلك المصير المؤلم الذي آل اليه زملاؤه الذين احيلوا الى المعاش بصورة غير لائقة، وبمعاش ضئيل لايسمن ولايغني من جوع.ولعل الاستاذ احمد الحماطي بوصفه وكيل وزارة الاعلام لشؤون الاذاعة والتلفزيون، يستطيع - وهذا امل زملائه وعشمهم فيه - تحقيق شروط تقاعد انسانية ولائقة بهم كمبدعين. وليس هناك من هوا اقدر على تقدير ظروفهم وتعبهم اليومي من موقعه السابق كمذيع نجم عاش نفس الظروف، واكتوى بنفس المعاناة، خاصة بعد ان اصبح منوطا به من موقعه الاداري القيادي تطوير شؤون الاذاعة والتلفزيون، وإيلاء الاهتمام بالكادر الاعلامي فيهما على رأس هذا التطوير.اما نحن المشاهدين، فنفتقد الحماطي، المذيع ، المثقف، النجم. نفتقده كثيرا. لكننا لانعرف كيف نستعيده الى التلفزيون، والى جمهوره!.
|
ثقافة
الفضائيات العربية !
أخبار متعلقة