صباح الخير
حر شديد الرطوبة... جفت أجسامنا من السوائل نحن الكبار جراء هذا الصيف الذي لا يبشر بالخير بل بوابل من ضربات شمس قوية تغلي الأدمغة وتصيب الكثيرين بالإعياء فمابالكم بالطفل والطالب الصغير بجسده الشفاف الضعيف البعض منهم أنهى امتحاناته والآخرون يمرون بمرحلة الامتحانات النهائية للعام الدراسي بعد جهد جهيد وصراع مع اكتظاظ قاعات الفصول الدراسية بالأجساد البشرية المتكدسة هنا وهناك بلا أي شعور بالإنسانية فالحر من جهة والضغط النفسي والضما والشعور بالاختناقات وعدم التركيز وحالات الإغماء التي تصيب البعض منهم وآخرون يصابون بالتوتر العصبي.... والذي زاد الطين بلة كثافة المنهج الدراسي وما خفي كان أعظم.كثيرا ماتكلمنا وكتبنا حتى كادت أقلامنا تجف وتتوقف أحيانا عن التحرير كأنها ملت ...مابالك بنا نحن الصحفيين (طبل جنب اصنج )لا والله أنها حقيقة نصادف بوعود ونلقى بعد ذلك العكس ..فأين الخلل منا أو من القائمين على إدارة التربية والتعليم أفيقوا رجاءا فقد يدق فجاءة ناقوس الخطر ..طلاب يشكون يبكون من أن لاوجود لماء الشرب سواء في المدرسة أو في قاعات الامتحانات وانتم تعرفون أن الجو زي الزفت (فالماء سر الحياة والوجود)كيف تريدون من هؤلاء الصغار الأبرياء التعبير عن خلجاتهم ومعاناتهم اسمع صريرا في أذني يقول لكم أنا ضمآن ياست ..إلي برشفة ماء ..كأنه بتسولها بلا مبالاة من بعض المدرسين ..فالذين انهوا امتحاناتهم لايلبثون أن يجلسوا في البيت بل يتسكعون في أنصاف الليالي ويزعجون بشحنات غضبهم المؤدي جيرانهم و المارة من البشر ..بل وأكثر من ذلك يفترش البعض منهم الرصيف ويمضغون القات وبكل وقاحة أمام ناظري المارة والأهل أنفسهم لايحركون ساكنين ..كل هذا يعتبر إهمال وتفريغ شحنات الغضب كرد فعل للضغوطات التي كانت تمارس عليهم من قبل الأسرة أو المدرسة على السواء.في إحدى المرات وأنا مار في الشارع الرئيسي مساء صادفت عدداً من طلاب الصف التاسع والثانوية يلتفون ويكونون حلقة ..فحسبتها من الوهلة الأولى إنها حلقة نقاش لتبادل الآراء ورسم خطة للمذاكرة لان الامتحانات تبدأ اليوم السبت بعد القادم للصف التاسع لطلاب الثانوية العامة المستوى الثالث بشقيه العلمي والأدبي الامتحانات الوزارية..ترى ماذا تعتقدون كانوا يناقشون ويتحدثون ...(كيف نغش)..نعم والله هذا ماكانوا يتحدثون عنه بلمتهم تلك..ذهلت ..فضحكت..فتذكرت لوهلة كيف كانت حالاتنا نحن عندما كنا نستعد للمذاكرة ..وأحسست بالخوف الذي يأتي في نهاية كل عام دراسي بختامه بالامتحانات ..يمكن كنا نفكر كيف سيمر علينا الامتحان ونوع الأسئلة هي صعبة وكنا نتشارط نحن وزملاؤنا عن الأسئلة التي نتوقع إجازتها بورقة الامتحان ..أيام حلوة ؟فجأه نهض احد من الطلبة المجتمعين فتعرف علي وقال لي أهلا يااستاذ كيف الحال ..انتم من الصحافة فقد رأيت صورتك في الجريدة ..فقلت له نعم ياعزيزي ..فقال لي مارأيك يااستاذي أن تكتبوا ..لماذا لاياتون بمراقبين طيبين لمراقبة الامتحانات وقلوبهم رحيمة يسمحون لنا بإدخال البراشيم وقدك عارف صوتك وسلطتكم واصلة ..في الحقيقة أصابني نوع من الهوس والصدمة إزاء الكلام والصيغة التي كان يتحدث بها الوالد..لاادري ماالذي كنت أريد أن أقول له ردا على كلامه غير منطقي والخالي من التفكير.المهم اوجه كلمة اخيرة بهذا اليوم المنشود والذي يضع مستقبل الكثير من ابنائنا على المحك..الا وهو كيف نصنع النجاح ..كيف نطلق لعقلنا العنان دون ان ندع فرصة للتبلد بالسيطرة على عقولنا ..ذاكروا ثابروا اجتهدوا اتعبوا قليلا فالفرج قريب المنال لمن صمم واجتهدمن جد وجد ومن زرع ....اعتقد أنكم تعرفون نهاية المثل ودمتم سالمين!!.