رحلتي مع المسرح .. من أثينا الى عدن الحلقة رقم ( 217 )
في الحلقة الماضية رقم (216) من هذه السلسلة المنشورة يوم الخميس 21 سبتمبر 2006م في صحيفة (14 أكتوبر ) الغراء استعرضت ثلاثة منولوجات للشاعرعثمان عبدربه مريبش ، واليوم بمناسبة شهر رمضان الكريم أحب أن أهنئ محرري الصحيفة وجميع قرائها والعاملين فيها الذين يخرجونها لنافجر كل صباح ، واخترت من الديوان مونولوج أنا صائم ..[c1]أنا صائم عطوف[/c]والمونولوج من كلمات الصحفي الشاعر القاص أحمد شريف الرفاعي يرحمه الله ، وقد عرته حين كنت مدرساً وهو تلميذ في السنة النهائية المتوسطة بمدرسة بازرعة الخيرية ، ثم تفرقت بنا السبل ، والتقيته عام خمسين من القرن الماضي حين التحق للتدريس بالمدرسة الأهلية في التواهي وكنت قد سبقته اليها منتصف عام 1949م. ، وكان أحمد نحيف البنية ، خفيض الصوت ، بليغ العبارة ، جميل الخط ، قليل الأكل ، وكانت الدراسة صباحية ومسائية ، مما يضطرنا نحن القادمين اليها من خارج مدينة التواهي ومعنا الأستاذ حسين منيعم ساكن الحوطة الخضراء أن نتناول وجبة خفيفة في الظهر بعد الصلاة لنعود الى مواصلة العمل في المدرسة حتى الرابعة مساءً ، وكنا نحن الثلاثة نحرص أن نأكل في مطعم نظيف ،جميل طعامه قليل كلفته ، قريب من المدرسة حتى قابلنا يوماً شخص تعرف علينا وأصر عند دفع الحساب أن يكون غداؤنا كل يوم على حساب المطعم فقد كان هو مالك المطعم ، واحترنا وقبلنا ، واتفقنا أن نقبل ضيافته يوماً آخر، أو يومين كي لا يكون في هجرنا لمطعمه الذي أحببناه هجراناً .. وتأثرت والزميل حسين من انتقالنا كل يوم الى مطعم بحثاً عن لقمة طيبة نظيفة رخيصة ، وكان الرفاعي يرحمه الله يشبع اذا عبّ كأساً من الماء قبل الطعام ، ويكتفي بالخفيف القليل من الطعام، فلا غرو ان هو قدم لنا هذا المونولوج على لسان الصائم(عطوف ) الذي ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش ، وقد ورد في الحديث : ( كم من صائم ليس له من صيامه الا الجوع والعطش ) ، والصائم يجب عليه أن يعطي هذه الشعيرة حقها ، وفي الحديث " من كان صائماً فلا يرفث ولا يجهل ولا يصخب " .. وشتان بين هذا وذاك , فالأول كما ذكرنا سلفاً ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش والآخر سيلاقي بإذن الله الأجر والثواب .. والمونولوج من ألحان الفنان الكبير محمد سعد عبدالله ، وأداء : عثمان عبدربه .. (انا صائم عطوف لله * وفكري في الصيام ماتاه * أهدِّي بالصيام فكري * وأمنح للصيام صبري * ولو أشقى ولو أتعب * ليه أزعل ! وليه أغضب !* بحجة أننا صائم ؟!لساني صام وقولي عف * وعقلي في الصيام أنظف * وليش أعصابي بس تتلف * وأترقْبْ غروب الشمس * وانا مربوش واتلهف * بحجة أننا صائم ؟!** صيامي نفحه من إيمان * ومن شوقي إلى رمضان * أَصبِّر نفسي بالقرآن * صيامي روح مش إعلان * أقل للناس أنا صائم ** إذا كان الصيام إعصار * غضب وخصام ونار وشرار * وأصوات ترتفع ونقار * يضيع القصد من الصائم * أنا صائم أنا صائم )[c1]مونولوج الضحية للشاعر مسرور مبروك : [/c]مطالب الزوجات هي في كل زمان ومكان مع الأخذ في الحسبان التطور الحاصل في حياتنا ومتطلباتنا مجاراة للتقدم في حياة الإنسان وكذا احتياجاته .. والتي كانت كمالية وقتذاك أصبحت اليوم ضرورية وأصبح الزوج هو الضحية . والمونولوج من كلمات الشاعر مسرور مبروك ، وقد أحببت تأجيل تقديمه لأن الشاعر استعرض مواقف عدة من مشاكل الأسرة الفقيرة الطموحةلتعيش كما يعيشمن يحيطون بها رغم علمها بحالة الزوج المادية ومعاناته من الدين ، ومن ( تقلعبه وتصلعبه ) بين هذا وذاك سعياً وراء الدين الذي لا تخمد نار همه ، وقد جاء في المثل : ( الدَّين همٌّ في الليل وخزي في النهار ).. [c1]والضحية لحن وأداء : عثمان عبد ربه [/c](أنا والسيده في البيت يومي في فحير * لها أيام تفحرني وتعصدني عصيد * مضى شوال والقعدة وجا العيد الكبير * وقالت لي تبا كسوه من الطرز الجديد * لها والليد والليده وللطفل الصغير * تحركش هات كسوتنا ونشتي كبش عيد ** وبنتك با لها مني حلا يااحمد قصير* وجيب العطر لاتنساه واكواش الوليد * تقلعبنا تصلعبنا ولبينا الكثير * تزاعلنا على الباقي وحطينا خميد*نهايتها المره حانق على مطلب حقير* وكل الناس من عيٍّد ونامن غير عيد)[c1]مونولوج إلى من يهمه الأمر[/c]يصور لنا الشاعر عثمان عبدربه في هذا المونولوج معاناة الكثير من أسر الشهداء ومناضلي حرب التحرير التي بدأت منذ أوائل السبعينات ، ورغم كل ما كتب عن معاناتهم ، وما طرح من حلول فما زالت المشكلة تطلب الحل النهائي إلى اليوم , وأحوال المناضلين وأسر الشهداء تزداد سوءً . والمونولوج من كلمات وألحان وأداء : عثمان عبد ربه .(ياقرارات القيادة * اننا نطلب زيادة * اليمن يشتي عباده * هكذا والا طفشتوا )كم شهيد ضحى بدمه * ما له غير أمه * والرعايه أيش همه * كيف هذا ياعربتوا * والمناضل ياحبايب * ضاع عمره في غلايب * وانتوا في أعلى المناصب * فوق هذا ما فهمتوا ** مسكنه وسط المحاريق * وانتوا حَلَّيتوا معاشيق * كم صبر يومي على الريق * وانتوا من جوعه شبعتوا ** أنظروا حال اليتامى * وابحثوا هذا علامَ * ضحى بوه من أجل ياما * مش على ظهره ركبتوا ؟!** وامنحوا حسب الزياده * للأسَرْ لاجل السعاده * والعطاء والبذل عاده * لاجل ذا ثرنا وثرتوا ** ذه قضيه من قضايا * بعض من أسر الضحايا * في الختام ياهل السجايا * عَفْوَكمْ لانتوا زعلتوا ** [c1]والى اللقاء في الحلقة القادمة بإذن الله [/c]