حميد عقبي :ثلاثة يمنيين هم الفنان المسرحي عبد الله مسعد العمري و الباحث مصطفى يوسف خليل و الكوميدي ادم سيف في أغسطس 1997 و بعد خروجهم من مكتب الادعاء العام في العاصمة اليمنية صنعاء قاموا بإعلان ادعاء ملكية كوكب المريخ و رفعوا دعوة قضائية ضد وكالة ناسا الأمريكية كونها لم تأخذ إذن منهم بالهبوط إلى كوكب المريخ .تناقلت وكالات الأنباء العالمية هذا الخبر الطريف و تعددت التعليقات و تم متبعة مالكي كوكب المريخ من الأمن السياسي مما دفع الكوميدي ادم سيف الى الانسحاب و ظل العمري و خليل يخوضون معركة طاحنه مع الجهات القضائية اليمنية لم يتم البت فيها إلى يومنا هذا لكن رئيس محكمة في صنعاء لم يعترض أن يقوم على كوكب المريخ بإعلان بيع او إهداء أجزاء من المريخ إلى شخصيات و مؤسسات داخل اليمن و خارجه.البعض اتهم مدعي ملكية المريخ بالجنون او البحث عن الشهرة و البعض نظر إلى القضية من وجهة نظر اكثر عمقا فكتب احدهم يومها هل أصاب العرب الإحباط بعد فقدهم للقدس الشريف يحاولون ملكية المريخ و علق اخر بقوله هل الاضطهاد السياسي و الكبت تجعلنا نفكر بالرحيل الى المريخ فالأرض أصبحت ملكا للملوك و السادة و أجهزة الأمن و لا يوجد للمبدع و المواطن مكان للعيش حياة كريمة .كنت ومازلت واحداً من أنصار الدعوة إلى ملكية المريخ و سأشرح لكم باختصار شديد أهم المرتكزات التي قامت عليها الدعوة . مرتكزات سماوية و هي جميع الكتب السماوية المعروفة و التي لم تعرف ففي القرآن مثلا و في سورة سبأ حكاية الملك سليمان و الملكة بلقيس ويعتبر انتقال العرش البلقيسي أول رحلة فضائية في العالم و قد اشر الإنجيل و كتب التوراة إلى الرحلة و لم ينكر احد هذا الموضوع و يقال إن العرش مر بالمريخ قبل استقراره بالقدس الشريف.التراث الإنساني والحضاري ويدعي خليل والعمري انه توجد أساطير تشير الى ان الملكة بلقيس طلبت بناء قصر لها على المريخ و حقق لها الملك سليمان حلمها إذن فبلقيس اليمنية هي مالك كوكب المريخ و مسعد العمري و مصطفى خليل هم أحفاد الملكة إذن المريخ ملكية يمنية .مرتكزات قانونية و هي مهمة جدا حيث ان خليل و العمري و سيف كان اول من ادعى ملكية المريخ في العالم و تم تسجيل هذه الفكرة باسمهم و كذا يشرح خليل هذا الموضوع فيقول ان امريكي ادعى ملكية القمر و حكمت أحدى المحاكم الفدرالي له بالملكية مستغلا ثغرة بالقانون الامريكي يقول ان أي أمريكي يصل او يدعي ملكية ارض ليست لأحد تكون ملك له و هنا يعلق خليل و يقول ان جميع الكواكب و الأجرام السماوية الغير مأهولة بالسكان تكون ملك للبشرية و تسخر أي منفعة لخدمة البشرية جميعا و ليس لملكية دولة او شخص و يطالب الأمم المتحدة بإقرار قانون مثل هذا .وثائق و مستندات تاريخية تشرح الدعوة بان الصور التي شوهدت من المريخ هي أقرب إلى تضاريس اليمن الجبلية و الصحراوية و انه توجد في اليمن وادي المريخ و شجرة المرخ و لديهم أمور أخرى يحتفظون بها .حاليا يقوم مخرج سينمائي بلجيكي يدعى اوليفيه بالبحث عن الموضوع و إعداد تصور لفيلم وثائقي عن هذه الحكاية و قد اتصل بي قبل أكثر من شهر و كنت باليمن و جاء لزيارتي في فرنسا يطلب مني الاشتراك في الفيلم و أن اكتب مسرحية تحكي الحكاية رأيت شغفا كبيراً و انبهارا بالحكاية من الصديق اوليفيه فقد سافر إلى اليمن بحثا عن الحكاية و صور لقاءين مع الفنان مسعدي العمري و خليل و جاء لزيارتي ليسمع شهادتي كوني سبق و أن كتبت أكثر من مقال عن الموضوع و شرحت له وجه نظري كوني أرى القضية فكرية فلسفية فنية فنحن العرب عامة وفي اليمن خاصة نعيش حالة من الإحباط لأسباب اقتصادية و سياسية واجتماعية و لعل هذه الدعوة تعطينا و لو قليلا من الأمل و قليل من الحلم في مستقبل أفضل .انا لا اتفق أن الموضوع مجرد نكته ساذجة و دعابة سخيفة و اعتقد انه من المفروض أن نتعمق أكثر للموضوع فمثلا المحكمة اليمنية عاجزة أن تحكم للعمري و خليل بملكية كوكب المريخ حتى و إن كان لديهم ألف دليل كون القضاء غير مستقل و كون حكما مثل هذا يجب أن يتم بموافقة سيدة العالم أمريكا .لم تتح فرصة للعمري و خليل و أنصارهم حرية شرح الدعوة و تم ممارسة ضغوط كثيرة عليهم للسكوت على الأقل فالخوف ان تغضب السفارة الأمريكية من أي تصريح و نحن في اليمن نحرص على رضاء الأصدقاء و نعلم جيد أن السفير الأمريكي بصنعاء يتمتع بسلطات و يحرص الجميع على عدم إغضاب السفير و مطالبة مستجابة إذن ليسكت ألعمري و خليل حتى لا يغضب السيد السفير .أرى أيضا أن الدعوة تحرج السلطات اليمنية بل و العربية و لو نظرنا فقط إلى الوضع التعليمي في اليمن و غيرها من البلاد العربية فالوضع مؤسف و كارثي في اليمن نسبة ألامية تصل إلى 090/0 تسعين بالمئه عند الإناث و قريب من ذلك عند الذكور فكيف سنصل إلى المريخ و نحن نعاني من ألأمية و الجهل و الفقر و المرض حتى و أن حكمت لنا كل محاكم الدنيا بملكية المريخ .نحن إذن أيها السادة نحتاج إلى ثورة لا أحرض على ثورة ضد السلطة و لكن ثورة تغيير شامل و كامل في كل نفسية مواطن يمني فمعظمنا يمضي ساعات طويلة في تناول القات و الاسترخاء لأحلام اليقظة أنا لا احرم أكل القات فانا أيضا صاحب كيف و مزاج و لكنا نحتاج إلى صحوة ...نحتاج إلى ضمير .. نحتاج إلى إرادة ..نحتاج إلى العلم ..نحتاج إلى أشياء كثيرة كي نمتلك كوكب المريخ .اتذكر الحادثة اليوم كوني اشعر أن هناك نية صادقة من الاخ الرئيس علي عبد الله صالح للتصحيح و لكن يد واحدة لا تصفق حتى و ان كانت يد الرئيس نفسه .اذن للنضم حكومة و شعبا الى يد الرئيس ليس من اجل التصفيق و لكن من اجل البناء و التعمير و تصحيح كل سلبيات الماضي هذا هو المخرج الوحيد لكي نملك محطة فضائية لكن امتلاك محطة فضائية و الانطلاق الى المريخ صعب جدا نحن مطالبين ان نصنع اولا درجات هوائية ( سياكل) تكون صناعة يمنية ثم دراجات نارية ثم اشياء كثيرة كي نقدر ان نسير و ننتقل على الارض بصناعة يمنية و بعدها نفكر ننتقل لصناعة طائرات و صواريخ و محطات فضائية كي نصل الى المريخ و يجب علينا ان نعمل و بسرعة فالعالم يتطور كل يوم بل كل ساعة يحدث اكتشاف او يتم تحقيق اختراع صحيح اننا شعب بل أكبر الشعوب المخترعة فبعد تناول القات و حضور الساعة السليمانية كل مخزن يفكر باختراعات و لكن بعد ساعة واحدة يكتشف المخزن انها مجرد قرحة قات و يتذكر ديون المقوت فيصاب بالذعر ويغطي نفسه تحت اللحاف مدعيا انه نائم .أملي أن تعود لنا الحكمة فالأيمان يمان و الحكمة يمانية و متى امتلكنا الحكمة سنمتلك المريخ .[c1] * مخرج سينمائي يمني مقيم بفرنسا[/c]
|
ثقافة
كوكب المريخ ... ملكية يمنية
أخبار متعلقة