بغداد/14 أكتوبر/ من بول تيت:قال الجيش الأمريكي أمس الأربعاء إن تنظيم القاعدة هو "المشتبه به الرئيسي" في التفجيرات الانتحارية التي تعرضت لها الطائفة اليزيدية الليلة قبل الماضية والتي قال مسؤولون عراقيون إنها أسفرت عن سقوط نحو 200 قتيل في شمال غرب العراق. وفتش عمال الإنقاذ بحثا عن جثث وسط أنقاض عشرات المباني التي دمرت في نحو خمس هجمات متزامنة بشاحنات ملغومة. وشن المهاجمون الذين كانوا يقودون شاحنات وقود الهجمات في مناطق مكتظة بالسكان غربي مدينة الموصل يقطنها المنتمون إلى الطائفة اليزيدية. وتعتبر جماعات المتشددين الإسلاميين السنة أتباع الطائفة اليزيدية كفارا. وقال الجيش الأمريكي إن الوقت ما زال مبكرا للغاية لمعرفة المسؤول عن الهجمات ولكن الحجم والطبيعة المتزامنة فيما يبدو للهجمات تحمل بصمات تنظيم القاعدة السني. وأدانت الولايات المتحدة الهجمات ووصفتها بأنها وحشية. وقال المتحدث العسكري الأمريكي اللفتنانت كولونيل كريستوفر جارفر "ننظر إلى تنظيم القاعدة على أنه المشتبه به الرئيسي." وقال دخيل قاسم حسون رئيس بلدية سنجار إن 200 قتيل سقطوا في التفجيرات. وبعد المكان الذي وقعت فيه التفجيرات يجعل من الصعب جمع تفاصيل عن التفجيرات أو عدد المصابين والقتلى.
وإذا تأكد عدد القتلى فسيكون الأعلى في هجوم واحد منذ نوفمبر عندما انفجرت ست سيارات ملغومة في مناطق مختلفة في حي مدينة الصدر الشيعي مما أسفر عن سقوط 200 قتيل وإصابة 250 آخرين. وفي إبريل نيسان أسفرت انفجارات سيارات ملغومة عن سقوط نحو 191 قتيلا في أنحاء بغداد. وأدانت الحكومة الإقليمية في كردستان الهجوم الذي وصفته بالجبان والوحشي على مدنيين أبرياء من أبناء الأقلية اليزيدية التي وصفتها بالمتسامحة. وأضافت في بيان إنها لا تزال ثابتة في عزمها على مساعدة الحكومة العراقية وقوات الأمن على تقديم القتلة المسئولين عن التخطيط لتلك الأعمال إلى العدالة. وبدأ الجيش الأمريكي عملية جديدة في العراق في محاولة لإحباط مثل هذه الهجمات التي يشنها تنظيم القاعدة والميليشيات الشيعية قبل تقرير يقيم التقدم الذي أحرز في العراق والمقرر أن يعرض على الكونجرس الأمريكي في سبتمبر. وقال السفير الأمريكي لدى العراق رايان كروكر وقائد القوات الأمريكية في العراق ديفيد بتريوس اللذان سيقدمان التقرير في سبتمبر في بيان مشترك "مثل هذا العنف عديم الرحمة يزيد تصميمنا على مواصلة مهمتنا ضد الإرهابيين الذين ابتلي بهم شعب العراق." وفي أعقاب التفجيرات فرضت السلطات العراقية حظرا شاملا للتجول في منطقة سنجار القريبة من الحدود السورية. وقال حسون إنه سيسمح فقط للناس والعربات المشاركة في جهود الإنقاذ بالتحرك في المنطقة. [img]erwer.jpg[/img]وأضاف أنه يستحيل تحديد العدد النهائي للقتلى في أي وقت قريب لأن العديد من الجثث ما زالت مدفونة تحت أنقاض ما يصل إلى 30 منزلا دمرت في الانفجارات. وقال اللفتنانت كولونيل مايك دونيلي المتحدث العسكري الأمريكي في شمال العراق إن القوات الأمريكية تساعد خدمات الطوارئ العراقية في البحث بين الحطام وتقدم مساعدات طبية وأمنية وأخرى متعلقة بالنقل والإيواء. وذكرت السلطات العراقية إن عدد القتلى مرتفع على هذا النحو لأن معظم المنازل التي دمرت وكلها في ثلاثة تجمعات سكنية يزيدية مقامة من الطوب اللبن ودمرتها قوة التفجيرات. وقال جارفر "سيكون من الصعب تحديد عدد نهائي للقتلى بسبب طبيعة المباني." وقال الجيش الأمريكي إن خمس عربات ملغومة انفجرت في التجمعات السكنية اليزيدية في قريتي القحطانية والجزيرة كما أشار محمد الجعد الضابط بالجيش العراقي إلى أن قرية تل عزير تضررت أيضا. ويقيم أتباع للطائفة اليزيدية في شمال العراق وسوريا. وتعرض يزيديون في الشهور الأخيرة للقتل والخطف على أيدي متشددين سنة. وفي ابريل قتل مسلحون بالرصاص 23 يزيديا يعملون في أحد المصانع بالموصل انتقاما على ما يبدو لرجم مراهقة يزيدية قبل عدة أسابيع تقول الشرطة إنها كانت على علاقة غرامية مع عربي سني وتحولت إلى الإسلام. ويقول اليزيديون في العراق إنهم كثيرا ما يتعرضون للاضطهاد لأن الكائن الملائكي على شكل طاووس (طاووس ملك) الذي يبجلونه على أساس انه تجل للرب يعتبره الكثير من المسلمين والمسيحيين الشيطان.