تشهد حياة المرأة تغيرات جسدية ونفسية تختلف باختلاف المراحل التي تمر بها. فكما أن لمراحل البلوغ والزواج والحمل والولادة خصائصها ، كذلك فان لفترة ما بعد سن الأربعين خصائص ومستجدات تؤثر في حياة المرأة على الصعيدين الشخص والاجتماعي ومن ابرز التغيرات التي تطرأ على المرأة بين سن الـ 45 والـ 50 هو انقطاع الطمث أي توقف العادة الشهرية . تنقطع الدورة الشهرية عند المرأة بين سن الـ 45 والـ 50 نتيجة توقف المبيض عن العمل وانخفاض مستوى هرمونات الاستروجين (Estrogen) والبروجسترون ( Progesterone) وانقطاع الطمث لا يحصل فجأة بل قد يسبقه عدم انتظام في العادة الشهرية شهوراً عديدة كما يمكن أن يصبح النزيف قويا أكثر من العادة لفترة معينة قبل إنقطاعه نهائياً. ولتفادي عوارض انقطاع الطمث والتخفيف من حدتها نطلب من المرأة التي بلغت هذه المرحلة أن تتجنب المأكولات الساخنة والتي تحتوي على بهارات المأكولات أو حارة لأنها تزيد النوبات الساخنة والتعرق كما يجب ابتعادها عن تناول القات لأنه يحتوي على مواد مسببة للتوتر العصبي والأرق كما يفضل أن تمارس تمارين رياضية بانتظام لتحافظ على وزنها وتخفف آلام الظهر والمفاصل وتشعر بالنشاط والحيوية كما يساهم تناولها أغذية صحية مثل الخضار والفاكهة والحبوب والحليب ومشتقاته واللحوم الخفيفة الدسم في الحفاظ على وزنها وتحمي نفسها من سوء التغذية . وإشراك أفراد عائلتها وخاصة زوجها بمشاعرها والتغيرات التي تتعرض لها وتطلب منهم التفهم والمساعدة واستشارة الطبيب المختص بخصوص المعالجة التعويضية بالهرمونات. أن تصور معظم النساء ومن هم حولهن لهذه المرحلة تصور خاطئ ويطغى عليه التشاؤم واليأس فبدل اعتبار غياب الدورة الشهرية امراً يسهل على المرأة اموراً كثيرة ويحدث تحولا ايجابياً في حياتها تعتبر معظم النساء انه دلالة على فقدان القدرة على الإنجاب ما يعني فقدان القدرة على الإنتاج والاستمتاع بالحياة إلا أن هذه المرحلة بعكس ما يعتقدون قد تكون من المراحل الذهبية في حياة كل امرأة لذلك يجب أن نحرص على تصوير السنوات بعد الأربعين على أنها الوقت الذي يجب أن تجني المرأة خلاله ما زرعته وجاهدت من اجله طوال الأعوام الفائتة فقد حان الأوان أن يرتاح جسمها من أعباء الحمل والولادة وتربية الأولاد وان تستعيد نشاطها وتستفيد من خبرتها لتحافظ على سلامتها وصحة عائلتها كما أصبح لديها الوقت الكافي للاهتمام بنفسها الاستمتاع بالحياة الزوجية والاجتماعية بشكل أفضل مما كانت عليه.ومن هنا كان حرصنا على أن نشجع النساء اللواتي بلغن هذه المرحلة من العمر أن يركزن على العمل والعطاء من خلال العمل اليدوي أو العمل الخيري الاجتماعي أو العائلي وغيرها من الأعمال التي تهدف إلى صقل قدرتهن على الإنتاج وتعزيز ثقتهن بالنفس .إن جعل المرأة تعي أهمية مساهمتها في حياة المجتمع والعائلة معاً خلال هذه المرحلة من حياتها يؤمن هذه النقلة النوعية مما كان يعتبره البعض سن اليأس إلى مفهوم جديد مبني على التفاؤل والأمل بحياة أفضل وهو سن الأمل.
المرأة بعد انقطاع الطمث
أخبار متعلقة