دردشة نسوان
صفاء يوسف الدبعي عدن هده المحافظة الصغيرة بمساحتها والكبيرة بأهلها فيها العديد من الظواهر التي تستحق من نحن كأبنائها الوقوف أمامها والتساؤل ووضع العديد من علامات الاستفهام .. ومن هذه الظواهر التي أصبحت محافظة عدن وغيرها من محافظات الجمهورية تعاني منها هي «مقاهي الإنترنت» التي تكتض بها الشوارع والأزقة والطرقات فلا يكاد يخلو حي من محل انترنت الى حد أصبحت هذه المحلات تفوق بعددها المحلات التجارية في شارع واحد فهذا الكم الهائل من محلات الانترنت والكم الأكبر ممن يترددون عليها دفعني إلى أن أقوم باستطلاع عن سبب الانتشار السريع لهذه المحلات وحول الشباب الذي أصبح لا يقدر على مفارقة هذه المحلات ولو لساعة واحدة .فقمت بزيارة أحد مقاهي الانترنت صباحاً بقصد توجيه بعض الأسئلة للشباب المتواجد بها .. وهنا وجدت المفاجأة .. لقد وجدت طلاب مدارس في سن أربعة عشر سنة بملابس المدرسة جالسين أمام شاشات الانترنت البعض منهم يستمع إلى الموسيقى والبعض الآخر يقوم بالمراسلة ، أما البعض فيشاهد الصور المبتدلة والمعيبة .. فتقدمت من أحدهم ودار بيننا الحوار التالي :[c1]*[/c] لماذا ترتدي ملابس المدرسة ؟- قال الفتى بخجل : أنا أحب الانترنت لأني هنا يمكنني مشاهدة كل شيء ومعرفة الجديد من مكاني .[c1]*[/c] لماذا لا تذهب إلى المدرسة أولاً ؟- أنا أذهب الصباح وأحضر حصتي ثم «أعطف» الحصص الباقية وأحضر هنا أنا وأصحابي بقصد التسلية .[c1]*[/c] ما الذي تبحث عنه في هذه الشاشات ؟- أنا أفتح مواقع الفنانين وأحب أشاهد الصور وأستمع إلى الأغاني الجديدة لكل فنان .[c1]* [/c]والداك يعتقدا بأنك الآن في المدرسة ، بينما أنت الآن موجود هنا ؟- أنا أذهب إلى المدرسة كل يوم لكن لا أجد في المدرسة ما أجده هنا من معلومات جديدة ، هنا أقدر أن أحصل على كل ما أبحث عنه من معلومات وثقافة .- بعد ذلك توجهت إلى الرجل الذي هو مشرف على هذا المحل .. وهو رجل في سن الثلاثين من عمره فقمت بسؤاله : ما هو سبب اتجاه العديد من الأشخاص لفتح مثل هذه المحلات .- هذه المحلات أصبحت الآن تعود علينا بأرباح كثيرة ومضمونة فالدخل فيها يومي وأصبحنا نعتمد عليها وهذا ما دفع الكثير لفتح مثل هذه المحلات .[c1]* لقد وجدت لوحة مكتوب عليها «يمنع فتح المواقع الخليعة» كيف تضمن تطبيق ذلك ؟- نحن نفتح هذه المحلات لغرض الكسب ولا نقدر نمنع الشباب من فتح المواقع التي يريدونها وإذا قمنا بتطبيق »ممنوع وعيب« الأجدر أن نغلق هذا المكان لأننا لا نقدر أن نقيد حرية الشباب ورغباتهم فإذا قمنا بتطبيق الممنوع لدينا سيتجه الشباب إلى محلات أخرى كل شيء بها مسموح ومباح وهذا سيعود علينا بخسارة .[c1]*[/c] وفي الفترة المسائية توجهت إلى محلات أخرى وهي من أشهر المحلات الموجودة في محافظة عدن ودخلت أحدها فلم أجد مقعداً واحداً خالياً لكني وجدت أن عدد الفتيات يفوق عدد الشباب وتتراوح أعمارهن من سن 02 إلى 52 عاماً والجميع يقوم بفتح مواقعهم الاكترونية بغرض المراسلة .[c1]* [/c]فسألت إحدى الفتيات عن سبب تواجدها هنا جنباً إلى جنب الشباب ؟- أنا هنا من أجل فتح الموقع الخاص بي وأقرأ الرسائل التي توصلني من الاصدقاء ، فأنا أحب أن أتواصل مع الاصدقاء بشكل دائم ومستمر .[c1]* [/c]هل تأتي هنا دائماً وما الذي يدفعك إلى التواصل مع أصدقاء من دول مختلفة ؟- أنا أحضر مرتين في الأسبوع لمدة ثلاث ساعات ولا أدفع كثيراً فالساعة هنا بمائة ريال فقط ، ويمكنني بها التواصل مع العديد من الأصدقاء في جميع أنحاء العالم فأنا لدي الكثير من الاصدقاء الذين تعرفت عليهم عبر الانترنت والموقع الخاص بي وذلك بقصد التعرف والصداقة فقط لا أكثر .[c1]*[/c] كما سألت أحد الشباب المتواجد عن رأيه بموضوع المراسلة وتواجد الفتيات هنا ؟!- نحن نأتي هنا لغرض التسلية والتعارف والبعض الآخر يأتي لغرض الحصول على بعض المعلومات التي تعينه في دراسته الجامعية فالأنترنت أصبح يسهل علينا أمور كثير بوقت قصير كما يمكننا من هنا الذهاب إلى أي دولة والحصول على تأشيرة دخول دون جواز سفر وطائرة .أما الفتيات فمثلهم مثلنا نحن الشباب ، أي شيء يحلولن عمله مثلنا حتى ولو كان هذا الشيء عيب أو لا يناسبهن .. وأنا أفضل أن يكون للفتيات أماكن خاصة لهن فبعض المحلات والمقاهي تعمل مكان خاص لهن وهذا أفضل للجميع حيث تجد أغلب الفتيات لديهن موقع أو موقعين الكترونيين في الوقت ذاته .في نهاية هذا الاستطلاع إليكم بعض ما خرجت به من كل هذا :1 - هل هذه المحلات جميعها لديها تراخيص فتح وهل من جهة مسؤولة عليها تراقب وتحاسب ؟!2 - لماذا لا نرى حملات نزول على هذه المحلات والمقاهي من قبل مكاتب المحافظة ؟!3 - عدم وجود قانون ينظم مثل هذه المحلات التي أصبحت مكاناً يتردد عليه أبناؤنا من جميع الفئات العمرية تجعلها تساهم بشكل كبير في فساد أخلاقهم التي يزرعها أباؤهم ! .4 - لقد أصبحت أعداد هذه المحلات بتزايد مستمر فهم يبحثون عن المردود المادي في الوقت الذي يتم فيه هدم شبابنا الصغار والكبار منهم فهم يبحثون عن الثقافة عبر الانترنت ولكن لا يعلمون بأنها ثقافةج مزيفة وسيئة .5 - أنا لا أخفي أهمية وفوائد الانترنت فهو يسهل علينا أمور كثيرة بالحصول على المعلومات في الوقت الذي يعيننا عن طرق البحث العلمي السليم من خلال القراءة والمطالعة للكتب الثقافية والمناهج الدراسية .6 - إن منظر الشباب الصغير وهم يطالبون بالمواقع «الخليعة» يكاد يفطر القلب ويحزن النفس على هؤلاء الصغار الذين أصبحوا مصدر دخل لمثل هذه المحلات .7 - غياب الرقابة الأسرية لهؤلاء الطلاب والشباب يساهم بشكل مباشر بدفعهم إلى الاتجاه لهذه المحلات والمقاهي .. واللَّه خير حفيظ لهم .