محمد رجب أبورجب يجب الا يختلف اثنان على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الكيان السياسي الفلسطيني هي الهوية الوطنية الفلسطينية هي الانجاز الأكبر للشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948م وحتى اليوم.بقي الشعب الفلسطيني بعد التشرد واغتصاب الأرض والعيش في المخيمات ولسنوات طويلة محروماً واحياناً ممنوعاً من ممارسة حقه في مقاومة الاحتلال الصهيوني وتحرير أرضه ، ومنع من قيام دولته الفلسطينية على ما تبقى من فلسطين عام 1948م الضفة الغربية بما فيها القدس وقطاع غزة ، واستمر هذا الحال الى ان انعقد مؤتمر القمة العربي الأول في القاهرة عام 1964م / 13 / يناير استجابة لدعوة من المرحوم الرئيس / جمال عبدالناصر لمواجهة الوضع الخطير الناجم عن عزم ( اسرائيل ) تحويل نهر الاردن ، وقد قرر الرؤساء والملوك العرب في هذا المؤتمر العمل من أجل ابراز الكيان السياسي الفلسطيني وتجسيده ليأتي رداً على التحدي الصهيوني الاستعماري الذي عمل على طمس الهوية الفلسطينية وتصوير قضية الشعب الفلسطيني على انها قضية لاجئين فحسب .ولقد شهد هذا المؤتمر خلافات بين الدول العربية بهذا الشأن الفلسطيني ، ولكن خطورة الموقف استوجبت نبذ الخلافات ، واصدر المؤتمر قراراً بانشاء كيان فلسطيني يعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني ، ويقيم هيئة تطالب بحقوقه لتمكينه من تحرير وطنه وتقرير مصيره ، وكلف / أحمد الشقيري ممثل فلسطين في جامعة الدول العربية للقيام بهذه المهمة .وبعد جولة / للشقيري في عدد من البلدان العربية وضع مشروع الميثاق والنظام الاساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية الميثاق الوطني الفلسطيني 1964م .ودعا / الشقيري الى عقد المؤتمر الفلسطيني الأول والذي انعقد في القدس صباح 28 / 5 / 1964م بحضور عدد من الوفود العربية وخرج المؤتمر بعدة قرارات أهمها القرار الذي جاء فيه : "ايماناً بحق الشعب العربي الفلسطيني في وطنه المقدس فلسطين وتأكيداً لحتمية معركة تحرير الجزء المغتصب منه وعزمه واصراره على ابراز كيانه الثوري الفعال وتعبئة طاقاته وامكانياته وقواه المادية والعسكرية والروحية ، وتحقيقاً لأمنية أصيلة من أماني الأمة العربية ممثلة في قرارات جامعة الدول العربية ومؤتمر القمة العربي الأول ، نعلن بعد الاتكال على اللَّه باسم المؤتمر العربي الفلسطيني الأول قيام منظمة التحرير الفلسطينية قيادة معبئة لقوى الشعب العربي الفلسطيني لخوض معركة التحرير ، ودرعاً لحقوق شعب فلسطين وأمانيه ، وطريقاً للنصر .هذه هي منظمة التحرير التي قادت نضال الشعب الفلسطيني وشكلت جيش التحرير الفلسطيني ، وانخرطت تحت لوائها فصــائل العمل الوطني الفلسـطيني .منظمة التحرير التي حققت الانتصارات والانجازات الكبيرة للشعب الفلسطيني ، حتى دخلــت أبواب الأمم المتحدة بفضل هذه النضـــالات والتضحيات التي قدمتها ، وحصلت على مركز المراقب في منظمة الامم المتحدة على أثر الـــقرار الذي اصـدرته الجمعــية العامة رقم 3237 (د - 29) 22 / 11 / 1974م .هل يجوز لنا اليوم ان نختلف على شرعية منظمة التحرير وتمثيلها للشعب الفلسطيني ، اذا كان هناك خلل وأخطاء وسلبيات صاحبت هذه المسيرة النضالية للمنظمة وخاصة بعد توقيع اتفاق اوسلو ، وظهور سلطة فلسطينية همشت منظمة التحرير وضربت مؤسساتها واستقوت عليها فهذا لا يعني الغاء دور المنظمة ، بل يرفعنا لتصحيح المسيرة وتجاوز الاخطاء والسلبيات خاصة وان هذا الموضوع جرى عليه الاتفاق في اجتماع الفصائل الفلسطينية في لقاء القاهرة مارس 2005م من العام المنصرم ، وكان الاخوة في حماس مع هذا التوجه ، اليوم وبعد فوز الاخوة في حماس بالانتخابات وتشكيل الحكومة ، الشيء الطبيعي ان يكونوا الأكثر حماساً وتحمساً لمنظمة التحرير واعادة الاعتبار لمؤسساتها وتقويتها لأنها تمثل كل الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده .والمطلوب من الاخوة في فتح ان يستخلصوا الدروس وان يكون حديثهم عن اعطاء الدور للمنظمة صادر عن قناعات بأهمية ودور منظمة التحرير الفلسطينية .لسنا بصدد الحديث عن المسؤوليات اليوم وفتح الملفات ولكننا بصدد بناء البيت الفلسطيني والكل معني ومسؤول عن هذا البناء .* ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
منظمة التحرير الفلسطينية بيت الفلسطينيين الكبير
أخبار متعلقة