فيما بلازي ورايس وبيكيت في واشنطن
عواصم / متابعات:وصل مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفد وولش إلى بيروت والتقى على الفور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لمناقشة الطروحات المتعلقة بمشروع القرار الفرنسي الأميركي حول لبنان. يأتي ذلك في وقت يتوقع أن تشهد فيه أروقة مجلس الأمن الدولي في الساعات المقبلة مساعي دبلوماسية مكثفة لتجاوز الخلافات والوصول إلى اتفاق حول هذا المشروع. وفي محاولة لتعزيز هذه المساعي علم في باريس أن وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي توجه أمس إلى نيويورك للمشاركة في المفاوضات. ومن المنتظر أن تتوجه نظيرتاه الأميركية كوندوليزا رايس والبريطانية مارغريت بيكيت إلى نيويورك للغرض ذاته. وقالت الأنباء في باريس إن دوست بلازي يريد أن يشارك شخصيا في المشاورات الجارية في مجلس الأمن، في محاولة للوصول إلى توافق مع واشنطن حول النقاط العالقة بين الجانبين. وأشار إلى أن هناك تلميحات بأن فرنسا ستطرح مشروعا خاصا بها في حال فشل المفاوضات الجارية بنيويورك- يتضمن الوقف الفوري للقتال والانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وتراجع حزب الله إلى شمال الليطاني بالتزامن مع نشر الجيش اللبناني بدعم من قوات أممية وكذلك تبادل الأسرى.وأكد أن فرنسا تسعى أيضا لأن يتضمن قرارها ملحقا يتعلق بمزارع شبعا ووضع هذه المنطقة تحت إشراف الأمم المتحدة لحين حل النزاع.. وطوال أمس الأول تصور المفاوضون أنهم حققوا انفراجا، لكن الاتفاق انهار حين رفضت بيروت نشر قوات للأمم المتحدة بموجب الفصل السابع من ميثاق المنظمة الدولية الذي يجيز استخدام القوة لا الدفاع عن النفس فقط.وعمل المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون ونظيره الفرنسي جان مارك دو لا سابليير طوال المساء لتغيير بعض العبارات في مسودة قرار مجلس الأمن لإرساله إلى لبنان وإسرائيل خلال الليل للموافقة عليه. وحين نفد صبر روسيا من المفاوضات التي لا تتوقف طرحت قرارا على المجلس يدعو إلى هدنة مدتها 72 ساعة في لبنان لتمرير الإمدادات الإنسانية إلى المدنيين، وقالت إنها تريد التصويت على هذا المشروع.واعتبر المندوب الروسي فيتالي تشوركين أن "الحرب تستعر في لبنان والوضع الإنساني أصبح كارثيا"، مشيرا إلى أن العملية الدبلوماسية التي تقودها الأمم المتحدة حتى الآن لا تؤدي إلى عمل فوري. وأضاف أنه سيسحب مشروعه في حالة الموافقة على القرار الأميركي الفرنسي.لكن السفير الأميركي اعترض على مشروع القرار الروسي، قائلا إنه يبعد الاهتمام عن القضايا الأساسية التي يجري بحثها. . كما أعرب المندوب الإسرائيلي دان جيلرمان عن معارضته للمقترح روسي، وقال إنه قابل المندوب الروسي وأكد له أن هدنة من هذا النوع لن تحقق إلا غرضا واحدا وهو السماح لحزب الله بإعادة تجميع صفوفه.وصرح بولتون بأنه لم يفقد الأمل بعدُ في إمكانية التصويت على مشروع القرار الفرنسي الأميركي ، لكن القرار لم يطرح رسميا على مجلس الأمن المكون من 15 دولة، مما دفع بعض الدبلوماسيين إلى توقع إجراء الاقتراع اليوم السبت لأنه عادة ترسل الدول الأعضاء المسودة لحكوماتها للتصديق عليها.وفي هذا السياق ترى إسرائيل أنها ستحصل على مطالبها إذا تم تبني مشروع القرار الحالي، وقالت إن النص يحقق هدفها في إبعاد تهديد صواريخ حزب الله عن الحدود.وفي المقابل ترفض الحكومة اللبنانية ومعها حزب الله مشروع القرار الفرنسي الأميركي، لأنه لا يلبي طموحات لبنان بوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى ما وراء الخط الأزرق، كما أنه لا يتضمن أي إشارة إلى المعتقلين اللبنانيين ويوصي بحظر الأسلحة على لبنان.. ومن بين العقبات الرئيسية الأخرى التي يعارضها لبنان استخدام الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كتفويض للقوات الدولية المقترحة بالجنوب اللبناني.كما يتوقع أن يصدر قرار ثان في غضون شهر يحدد شروط الوقف الدائم لإطلاق النار، بما في ذلك إطلاق سراح الجنديين اللذين أسرهما حزب الله يوم 12 من الشهر الماضي.